آدم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 13:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدأ فصل الربيع العربي في سوريا ثم جاء فصل الخريف العربي فيها و لا شيء يتغير , فنزيف دم سوريا مستمر و معه ينساب الألم و الحسرة على وطن دمره ابنائه و اعدائه .
تغيرت الفصول و سوريا وشعبها لازال يدفع و يدفع ثمن خطيئته الكبرى حين استيقظ أول مرة بعد سبات طويل و هو يحلم بالحرية .
هل كان الأحرى بك يا شعب سوريا ان تقبل بالظلم الذي يجلب لك الاستقرار و الأمن و الأمان و رغيف الخبز الخالي من دماء الأبرياء و المذنبين .
و هل كان الأجدر بك يا شعب سوريا ترك القائد يضحك كما يحلو له من على شاشات التلفاز و هو يسجل الوطن الذي ورثه من ابيه باسمه , و القائد لا يطلب منكم سوى بضعة مسيرات لتمجيده بشوية كلمات , بالروح و بالدم نفديك مع بعض الدبكات و الرقصات , ألم يكن ذلك أهون من مشهد الخراب و الدمار و ضياع شعب و وطن .
لقد جاءتك الطعنات يا شعب سوريا من كل الاتجاهات , شرقا و غربا , شمالا و جنوبا , و من داخلك , عندما قامت اطراف سورية , هي منكم , بفرش السجاد الأحمر لاستقبال الغرباء أعداء الحياة و عشاق الموت و معهم سكاكينهم لتمزيق الجسد السوري ليصنعوا منه اصنام دموية ليعبد من خلالها الله .
ثم جاء الروسي ليزود القائد بمزيد من البراميل المتفجرة , و ارسلت لكم دول الخليج النفطي دولارات نفطية مغلفة بكل اشكال التخلف و فتاوي القتل و التعذيب و الدمار فشاركهم الولي الفقيه في ذلك النهج الهمجي بميليشياته التي تنتظر امامهم الغائب الذي قد يستيقظ و يظهر من بين ركام المدن السورية المدمَرة و لم يتأخر الأمريكي عن هذا المشهد المُهلِك كثيرا فأهداكم احدث الصواريخ الموجهة بالليزر لتهشم جماجم من يشاء بغير حساب و يشاركه الإسرائيلي الذي تجوب طائراته سماء سوريا دون رادع فيختار الأهداف التي تناسبه اما التركي فمدَ بماكنته العسكرية الى الداخل السوري ليصنع لشعب سوريا بضعة مخيمات عِوضا عن وطن شاركَ في تدميره .
تعقد المفاوضات في جنيف في دورة اولى للمباحثات من اجل احلال السلام و السكينة فيك يا سوريا ثم تأتي دورة ثانية و ثالثة لكن دون جدوى فأطراف اللعبة الدموية لم تنتهي مهمتهم بعد ثم تتشكل في مكان آخر منصة للحوار حول الأزمة السورية ثم منصة اخرى بأشراف الروسي و لا يتخلف التركي كثيرا عن حضور تلك المنصات التي كان منها منصات علنية و اخرى منصات سرية لحل لغز الأزمة السورية .
و لا نتيجة , و يستمر سيل الدماء السورية يتدفق فـأفواه تجار الحروب و بائعي البرامج السياسية لم تشبع بعد .
حقا أن سوريا و شعبها كانا ضحية الجميع .
و سوف لن يستثنى احد من ابطال هذه الجريمة من حضور الوليمة التي ستقسم فيها سوريا ليحصل كل منهم على نصيبه , عندها ستنتهي هذه المسرحية الدموية و سنشاهد في النهاية لافته كتب عليها :
انتهت المهمة
#آدم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟