عبد اللطيف بن سالم
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 16 - 08:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدّين حرّية وليس اعتداء على الحرّية :
الدين حرية كما قال لنا أستاذنا الكبير الدكتور الطالبي قبل وفاته وليس اعتداء على الحرية أو إجراما في حق الإنسانية .
خرجت في صباح هذا اليوم الأول من شهر رمضان " المعظم " من هذه السنة ( 2021 ) لأمارس كعادتي قليلا من رياضة المشي في شوارع المدينة والتأمل فيها ثم أخرج منها إلى الغابة إن بقي لي متسع من الوقت لكن ما راعني في هذا اليوم إلا وكأن المدينة في حزن وكآبة كما لوهي في مأتم وهذه حالة لعمرك ما رأيتها بها في السابق فتساءلت في ما بيني وبين نفسي : هل ستبقى المدينة هكذا كامل أيام هذا الشهر ونكاد لا نرى فيها من نشاط سوى تجارة المأكل والمشرب وكأنما الناس ما أكلوا يوما وما شربوا ؟
لكن لماذا نقع في هذه الوضعية غير المرغوبة من كل المواطنين في الوطن والمعروف لدى الجميع أن الكثير منهم لا يصومون في الحقيقة ؟
فهل هذا اختيار من مجلس النواب التونسي أم هو تعبير عن إرادة الشعب الكريم أم أن ذلك بأمر من الحاكم في إطار قوانين الدولة ؟
من أية جهة كانت صناعة هذه الحالة المزرية للمدينة فهي مخالفة أولا لما جاء في الدستور التونسي من حق كل مواطن في اختيار عقيدته وأن الدولة راعية للدين كافلة لحرية المعتقد ...كما ورد ذلك في الفصل السادس من باب المبادئ العامة ومخالفة ثانيا لما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في نسخته الأولى الفرنسية وفي نسخته الثانية الأممية ،وبالتالي فلا موجب لقمع الحريات في تونس أو قي غيرها م الدول والحد من نشاط الأفراد وغلق المطاعم والمقاهي تعسّفا واستعمالا للعنف ضد الناس وكأنما الجميع مطالبون بالصيام عنوة . أليس الدين الحقيقي هو الذي يمارسه المرء بقناعته الشخصية ؟
وفي الأخير ترى ما شأن الدولة في ما يعتقده الأفراد أو لا يعتقدونه ؟
ألا يُعتبر هذا إرهاب دولة يشوّه سمعتنا بين الدول ؟ أم أن حاكمنا ذاته مجبور هو أيضا على ما يعتقد ومحروم هو أيضا من حرية المعتقد ؟
#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟