حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 6870 - 2021 / 4 / 15 - 09:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شغلت السيدة تريزا ماى منصب وزيرة داخلية بريطانيا لمدة ست سنوات ، وذلك عقب تولى حزب المحافظين السلطة فى عام 2010 ، و كان من أهم إنجازاتها كوزيرة هو شدة عدائها ومكافحتها لما أطلقت عليه بالإرهاب الإسلامى ، حيث قامت بوضع العديد من الإجراءات لمكافحة تلك (الظاهرة) كان من بينها إنشاء برنامج يلزم المدرّسين بإبلاغ الشرطة عن أية آراء أو تصرفات إسلامية "مشبوهة" يلاحظونها على الطلاب، وقد اتضح أن أكثر من 90% من البلاغات التي وصلت للشرطة ضمن ذلك البرنامج كانت غير صحيحة؟
كما وقفت تريزا ماي بقوة وراء قضية اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، كما إشتهرت تلك السيدة أيضا بمساندتها لقرارات منع الدعاة المسلمين من دخول بريطانيا، وقد كان هذا العداء ضد الثقافة الإسلامية كفيلا بصعودها لكى تتبوأ منصب رئيس وزراء بريطانيا العظمى عام 2016 خلفا لديفيد كاميرون الذى إستقال عقب موافقة الشعب البريطانى على الإنسحاب من الإتحاد الأوروبى ؟
ورغم أن تريزا ماى كانت من الداعين للبقاء بالإتحاد الأوروبي مثلها مثل رئيس الوزراء المستقيل ، إلا إنها وفور توليها لرئاسة الوزراء، تعهدت بتفعيل الخروج من ذلك الاتحاد ،وإستبعدت تنظيم استفتاء ثاني حول الموضوع، ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى،وأكدت أنها ستعمل على وضع خطة للانسحاب الفورى مع إقامة علاقات تجارية جديدة مع أوروبا،قبل نهاية عام 2016،
لكن تريزا ماى إستمرت فى مفاوضات طويلة لإبرام إتفاق ملزم ينسق عملية خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبى دون جدوى ولا طائل ،فكانت تضع شروطا ، فيرد عليها الإتحاد الاوروبى بشروط مقابلة، وهكذا حتى إمتدت المفاوضات لمدة ثلاث سنوات دون الوصل لأى إتفاق، وتفاقمت الأمور للأسوأ حتى شعر البريطانيون بالتهديد والجمود وعدم الثقة فى المستقبل ، ووسط حالة من الغضب وعدم الرضا إنهالت الضغوط على رئيسة الوزراء بسبب انتهاجها لسياسات غير فعالة وغير حاسمة وإصرارها على عدم طرح خطط بديلة للخروج من هذا الإتحاد ، وظلت تلك الضغوط مستمرة ضدها حتى إعترفت بأخطائها وتحملت المسئولية وقامت بتقديم استقالتها من رئاسة الوزراء ، ومن الحزب الذى كانت تقوده وتمثل مصالحه، وذلك فى عام 2019 ، حيث تولى السيد بوريس جونسون رئاسة الوزراء خلفا لها ونجح فى كسر جمود المفاوضات وإنهاء تلك الأزمة لصالح بريطانيا ؟؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟