حسنين جابر الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 18:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلما يُدعى الى حفل أو مهرجان، تجده يبتعد قبل مدة، ليجهز ما يحسن مظهره، امام الناس ، ولاسيما اذا كانت الأضواء موجهة اليه ، وثمة كامرات تراقب تحركاته ، هذا الشخص مثقفاً كان ام سياسياً ، تصادفه باليوم والليلة الآف الحالات الاعتيادية ، من غير تصوير ولا تهليل ، فهل نستعيد لها كما يستعد لغيرها ؟ فالسياسي اليوم نجده وهو يجلس في شرفته العالية ، ومن حوله عشرات الجنود ، يحمون سوره العظيم ، لا يكترث للفرد العادي ، فان طرق باباه ، ستجده لا يجيب ، فضلاً عن الاستماع ، هذا هو الحال ، في مؤتمراتنا ومهرجاناتنا ، خطابات رنانة ، واصوات عالية ، ووجوه مشرفة ، تلتقطها عدسات الكاميرات المأجورة ، لتزين قول فلان ، واحاديث علان ، وتدون الكلام المعسول ، في مطلع الصحف اليومية ، وتزين صفحات "السوشل ميديا" ، من قبل "الجيوش الالكترونية" ، وماهي الا سويعات ، حتى نجد ان بزرج المهرجان افل ، والثياب رجعت الى مكانها ، تنتظر دورها في مهرجانات اخر ، وهذا الكلام وللأسف الشديد انعكس على الثقافة ، فأصبحت صورية أيضا ، مكتفية بالمهرجانات والمانشيتات ، من غير نقلها الى الواقع ، فأصبح وأمسى الواقع كما هو ، جمود من غير حراك ، والادهى والامر ، عندما تجتمع السياسة مع الثقافة ، في المهرجان ذاته ، فيختلط الحابل بالنابل ، وتلتبس الأمور عند المتفرج ، هل المهرجان في سياسة الثقافة ؟ ام في ثقافة السياسة؟ ويبقى حائراً مفكراً الى نهاية المهرجان! ولعل الامر يستمر الى ان يرجع الى بيته ، ليحل اللغز المحير ، والامر المدبر ّ، لأنه لم يخرج بنتيجة ، بل خرج بتوصيات ، كان قد سمعها ذات مرة ، قبل أعوام ، في المنصة ذاتها ، والمتحدث ذاته ، ولكن لم يطبق منها اي نقطة لحد الان ، فيستعيد ذاكرته ، لكنها لا تسعفه ، بحكم تعدد المهرجانات ، وكثرة التوصيات ، اصبحت ذاكرته ، كذاكرة السمكة ، وقتية انية ، تنسى وقت ، وتتباطئي بالتذكر ، حتى لا يسعفها الوقت للحصول على معلومة نافعة ، تغير من وجهة نظره ، او تحسن من واقعه ، لا اريد ان أكون متشائماً في حديثي ، ولكن بصراحة هو الواقع المرير ، الذي جعل الكل أسير ، والأمر عسير ، ولاسيما أن الامر لم يقف عند هذا الحد ، لان الذاكرة سعفت المتلقي لثوان معدودات ، ليتذكر بأن ثياب المهرجان تغيرت عن النسخ السابقة ، لأنها أصبحت أكثر شياكة ، وحسب الموديل ، وبما يرتضيه الجمهور ، لتكون براقة لعينيه وأمام الشاشة .
#حسنين_جابر_الحلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟