أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - عن البداوة والحضارة














المزيد.....

عن البداوة والحضارة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 15:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٣٥ - عن البدو والحضر


كانت الآلهة عشتار آلهة بالغة الجمال والذكاء كما سبق القول وعرفت بجرأتها وخيالها الواسع، فحسب الكتابات السومرية أرادت عشتار أن تدخل الحضارة والمدنية إلى أوروك، وكان من يملك النواميس الإلهية لفنون الحضارة هو الإله انكي، إله الحكمة والمعرفة الذي كان يعرف ما تنطوي عليه قلوب الآلهة، فأرادت عشتار زيارة انكي لأخذ النواميس. وما أن عرف الإله انكي بقدوم الآلهة عشتار حتى أمر باستقبالها بكل ترحاب، وتجهيز مأدبة فخمة على شرفها تزخر بكل ما لذ وطاب من أكل وشراب، إلا أنه كان قد قرر بينه وبين نفسه عدم إعطائها النواميس، أو على الأقل ليس بهذه البساطة. وعندما جلس الاثنان على المائدة أخذ الإله انكي مفتونا بجمال عشتار يسرف في الشراب والكرم حتى نسي حذره، وهو في حالة سكر شديد فأعطاها ما أرادت، وعندما أفاق الإله انكي في صباح اليوم التالي ذهل لاكتشاف ما حدث، فأمر بعمل كل شيء لاسترداد النواميس ولكن بدون جدوى، وبذلك أصبحت أوروك من أعظم المدن وأشدها تقدما.
وفقا للأساطير أيضا تزوجت عشتار الإله تموز الذي قتل بعد ذلك بفترة وجيزة في ظروف غامضة، فحزنت عليه حتى بلغت حدا أبت تحت رزئه إلا النزول إلى عالم الموتى لترى تموز هناك وتحاول إعادته إلى الحياة. فاستاءت الأحوال على الأرض وتوقفت النباتات عن النمو وانقطع النسل، فأرسلت الآلهة أمرا إلى ملوك العالم السفلي بإخلاء سبيل عشتار. عادت عشتار إلى الأرض ومعها عادت الحياة لتموز. وكانت هذه القصة محورا أساسيا في الدين البابلي لفترة طويلة تحت صور وروايات متعددة.
وفي رواية أخرى من هذم الوايات، تقدم الراعي "تموز" طالبا الزواج من عشتار عن طريق شقيقها أوتو الذي حاول اقناع عشتار بالموافقة على هذا الزواج، ولكن كان لعشتار رأي مختلف فقد كانت مغرمة بشخص آخر، بفلاح يدعى "انكي-امدو"، فأسرف الشقيق في وصف محاسن تموز ومزاياه المتعددة، بدون أن يكشف هويته الحقيقية حتى يثير لديها غريزة حب الإستطلاع ويجعلها تخمن من هو هذا الزوج الموعود، وحزرت في نهاية المطاف، ولكن هذا لم يثنها عن عزمها. وجاءها تموز بنفسه ووعدها بتقديم كل ما تتمناه، وبعد جهد جهيد وافقت عشتار وغضت النظر عن الفلاح الذي التقى بتموز بعد ذلك وكاد هذا أن يهجم على الأول، إلا أن الفلاح كان مؤدبا وعرف كيف يهدئ من روعه فتراجع تموز، وبعد أخذ ورد تصالحا ودعا تموز الفلاح لحضور الزفاف وقبل الرجل الدعوة متشرفا. وأخيرا تزوج العاشقان ليعيشا في "بيت الحياة". القصة تبدو عادية ومملة، سوى أن تموز الراعي العنيف وإنكي آمدو الفلاح المؤدب، تذكرنا بطريقة ما بقصة قابيل الفلاح المزارع الذي رفض الله قربانه وهابيل الراعي الذي فضله الرب وأكل خروفه. وهو الصراع الرمزي بين ثقافة الرعي والتنقل والترحال والثقافة الزراعية المستقرة، الصراع بين البداوة والحضارة.
وبعد ذلك بفترة قررت عشتار لأسباب غامضة ومجهولة، زيارة العالم السفلي، الذي يسكن فيه الأموات وهو عالم منفصل عن عالم الأحياء، وذو قوانين خاصة به وتحكمه أخت عشتار الكبرى الآلهة ارشكيجال والتي لا تحب اختها كما يبدو.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القديسة العاهرة
- المهرج والساعة
- رأس فارغة للبيع
- عشتار
- فرانكنشتاين
- لولبية العبث
- صخرة سيزيف
- الشيوعية الأناركية
- لماذا خلق الله آدم يوم الجمعة ؟
- الله والفرن
- من تمنطق فقد تزندق
- الحصار
- الله عدو الشعب
- وظيفة الله
- بمناسبة الثامن من مارس
- التأويل بدل الحقيقة
- الديموقراطية في فأرستان
- العقل الإرتيابي
- السوبرمان
- الكمبيوتر المصاب بالكورونا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - عن البداوة والحضارة