احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 12:16
المحور:
المجتمع المدني
#وقال عبد الله الجر همي وكن من المعمرين تبعت يوماً جنازة فخنقتني العبرة فانشدت شعراً :
يا قلب انك في الدنيا لمغرور فاذكر وهل ينفعن اليوم تذكير
فبينما المرء في الأحياء مغتبطاً إذ صار في الرمس تعفوه الاعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه وذو قرابته في الحي مسرور
فاسترزق الله خيراً ثم أرض به فبينما العسر إذ دارت مياسير
وقال رجل من أصحاب الجنازة تعرف لمن هذا الشعر فقلت لا والله فقال هو لصاحب هذه الجنازة وأنت غري وتبكي عليه وأهله مسرورون بتركته
وقول الحطيئة في تصويره للشيخوخة :
لعمرك ما رأيت المرء تبقى طريقته وإن طال البقاء
على ريب المنون تداولته فأفنَته وليس لها فناء
إذا ذهب الشباب فبان منه فليس لما مضى منه لقاء
يصبوا الى الحياة ويشتهيها وفي طول الحياة له عناء
فمنها أن يُـقادَ له بعير ذلول حين يهترِش الضِّراء
ومنها أن ينوء على يديه ويظهر في تراقيه الحِناء
ويأخذهُ الهداجُ إذا هداه وليد الحيِّ في يده الرداء
وينظر حوله فيرى بنيه خواءً من ورائهمُ خواء
ـــــــ
ونقف عند السمؤل في قصيدته المفعمة ، بعناصر الفخر والإعتزاز ، ومجد الاهل ، وطول الباع ، والإعتداد بالنسب والحسب ، والتي لا تشبهها من حيث أنفتها وتعاليها إلا قصيدة عمرو بن كلثوم مع فارق الحماس الشعبي ، وحركة التحريض التي تمتاز بها قصيدة عمرو ، بينما يبدو نشيد السموأل وكأنه افتتاحية السيادة الواعية لذاتها ، بصورة مضخمة لا تخلو من المبالغة والعنجهية الفردية يقول :
إذا المرء لم يَدنَس من اللؤم عِرضُه فكل رداء ، يرتديه جميل
وإن هو لم يحمِل على النفس ضيمها فليس، إلى حسن الثناء، سبيل
تعيرنا أنا قليل عديدنا فقلت لها : إن الكرام قليل
وما قل من كانت بقاياه مثلَنا شباب تسامى للعلى ، وكهول
وما ضرنا أنا قليل ، وجارنا عزيز ، وجار الاكثرين ذليل
لنا جبل يحتَلُّـه من نُـجيرُه منيع ، يرد الطرف ، وهو كليل
رسا أصله تحت الثرى ، وسما به إلى النجم فرع ، لا يُنال ، طويل
وإنا لقوم ، لا نرى القتل سُـبَّةً إذا ما رأتْه عامر وسلول
يُقرِّبُ حب الموت آجالَـنا لنا وتكرهه آجالُـهم ، فتطول
وما مات منا سيِّد ، حتف أنفه ولا طُلَّ يوما ، حيث كان قتيل
أيامنا مشهورة في عدونا لها غُرَرٌ معلومة ، وحُجُول
وأسيافنا ، في كل شرق ومغرب بها من قِراع الدارِ عينَ ، فلول
مُعَوَّدَةٌ أن لا تُسَلَّ نِصالَـها فتُغْمَدَ ، حتى يُستباحَ قَبيل
سلي ، إن جهلت الناس ، عنا وعنهم فليس سواءً ، عالم وجهول
فإن بني الريّان قطب لقومهم تدور رَحاهم حولهم ، وتجول
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟