كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 6868 - 2021 / 4 / 13 - 02:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حرية – مساواة – أخوة
مجرد رأي
لقد عبر رئيس الحكومة المغربية اليوم كما كان منتظرا في بادرة محمودة عن تفهمه لمعاناة كثير من المواطنين المغاربة و خاصة مرتادي المساجد و زبائن و أرباب المقاهي و المطاعم و غير ذلك من المقاولات التي تشغل عددا كبيرا من الناس و لها إلتزامات مالية كثيرة و ضرائب تؤديها والذين عبروا عن سخطهم و إستيائهم من المحافظة على نفس الإجراءات التي كانت في الواقع سارية المفعول قبل رمضان و أرسلوه للمسؤولين عبر مواقع التواصل الإجتماعي و غيره.
و قد قال رئيس الحكومة أن تكلفة رفع قيود التنقل و حظر التجول ليلا ستكون كبيرة ، رغم تسجيل إنخفاض نسبي للأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة و التي كانت كبيرة في الصيف الماضي .و أن المحافظة على الإستقرار النسبي في هذه الأرقام قد يؤدي للخروج من الجائحة ....
لكن هناك كم هائل من الرسائل السلبية و التذمر الذي عبر عنه المواطنون تجاه الحكومة بعد قرارها الإبقاء على نفس حظر التجول رغم حلول رمضان يوم الاربعاء القادم 14 ابريل بعد ما راجت أنباء قبل ذلك عن إمكانية تخفيفها مما خلف صدمة بذلك الإعلان الذي في الواقع لم يغير شيءا كثيرا مما كان قبل رمضان .
و باختصار لقد ظهر مواطنون مغاربة في الخارج والداخل عبر مواقع التواصل الإجتماعي يدعون للتصعيد ضد الحكومة و الخروج للشارع في مظاهرات ضد المسؤولين و التمرد على تنفيذ اغلاق المقاهي والمطاعم بعد الثامنة مساء و على منع الصلاة بعد صلاة المغرب كما تردد ذلك في وسائل الاعلام خاصة بعد معرفتهم ان الجارة الجزائر قد سمحت بصلاة التراويح في رمضان و كذلك مصر و و السعودية والكويت والإمارات و البحرين و غيرهم ....و هو الشيء الذي يعد تطورا خطيرا قد يهم أمن المغرب و إستقراره ..
و لأن أعداء المغرب في الخارج و أعداء الوحدة الترابية للمملكة ليسوا قليلين فإن تقوية الجبهة الداخلية يعد أمرا ضروريا في هذه المرحلة .و لأن خصوصية هذا الشهر و قلة عدد أسابيعه لها إعتبارات خاصة لدى المغاربة ألفوها لعشرات السنين بل لقرون ، و لأنها مؤقتة و تمر بسرعة ، فإن الدعوة لمعالي السيد رئيس الحكومة هي ليست لحذف حظر التجول و إنما لتعديل توقيت الحظر فقط و ذلك بتأخيره ساعتين إلى الحادية عشرة ليلا بتوقيت غرينيتش و السماح للمقاهي والمطاعم بالإشتغال ليلا مع التدابير الوقائية التي كانت قبلا معمول بها لنزع فتيل الإحتقان و رفع المعاناة التي تفهمها رئيس الحكومة و ربما تجنيب البلاد ما لا تحمد عقباه ... و هذا من الأكيد سيخلف إرتياحا كبيرا لدى المغاربة قاطبة .
و لأن ما نخشاه هو أن تكون كلفة ما ستؤول له الأوضاع بدون هذا التعديل ربما أكبر من كلفة ما عبر عنه معالي السيد رئيس الحكومة بخصوص كورونا..
و رمضانكم مبارك سعيد .. سواء تم التعديل أم لا ..
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟