أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فلاح علوان - الموقف من الورقة البيضاء (5/5) إستنتاجات














المزيد.....

الموقف من الورقة البيضاء (5/5) إستنتاجات


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 23:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


إن برامج التعديل والتكييف الهيكلي، لم تحل الأزمات الإقتصادية في البلدان التي طبقت فيها. إنها تنقل الأعباء المالية على كاهل الطبقات الكادحة، لغرض تأمين موارد مالية للقطاع الخاص، وبالتالي فهي لا تقدم حلاً في العراق ايضاً.
إن برامج التعديل الهيكلي، هي سياسة إقتصادية ترمي الى تكوين فئة ضيقة من الرأسماليين، وتحويل الملايين الى معدمين. وقد شرع صندوق النقد بتقديمها وفرضها، ضمن تقديم قروض مشروطة. وقد جاءت هذه السياسة كنتيجة لأزمة المديونية التي إنفجرت عام 1982 في المكسيك وبلدان أمريكا اللاتينية، والتي كانت مرتبطة بصورة مباشرة بصعود الليبرالية الجديدة ممثلة بـ الثاتشرية والريغانية، وهي نتاج وإمتداد للازمة الرأسمالية العالمية. إنها جزء من الأزمة المتواصلة، التي تنجم عن ميل معدل الربح للانخفاض، ثم تقلص المشاريع الصناعية ومعها تقلص فرص العمل وحصول البطالة المليونية، ثم الإنكماش، فالركود، وتوجه الرساميل الى قطاع الخدمات والقطاع المالي، أي إنها دائرة من العوامل المتداخلة التي تقود الى الأزمة.
أما رأسمالية الدولة فقد تراجعت، ولم يعد الإقتصاد المخطط الذي كان يعرف بالنظام الإشتراكي في العراق وبعض الدول، قادراً على تأمين النمو ومواجهة الإحتكارات العالمية، وتأمين فرص العمل. وقد شرع النظام السابق منذ نهاية الثمانينيات بالتوجه لإقتصاد السوق. ولكن على الرغم من تراجع القطاع العام، الّا أن العمال لا يعانون فيه من الطرد التعسفي كما في القطاع الخاص، ويمكن مطالبته مباشرة بتأمين التعليم والصحة والخدمات. وبوجود القطاع العام يمكن المطالبة بتوسيع المسؤولية الإجتماعية للدولة، وكل هذا غير ممكن في إقتصاد السوق وخاصة شكله النيوليبرالي. كما إن وجود قطاع عام متطور ومتكامل على صعيد البلاد، يشكل إمكانية بيد الطبقة العاملة للتحويل الإشتراكي للمجتمع.
إذن لم تعد مشاريع الرأسمالية تقدم حلولاً، وكل ما تقوم به هو تأمين الإيرادات والأرباح للشركات وللرأسماليين. في حين إن الأزمة تتفاقم، والبطالة تتصاعد، والفقر يزداد، ويشتد الصراع الدولي حول الأسواق، وتقوم الحروب بلا توقف في العديد من البلدان، وتتحول بلدان بكاملها الى مخيمات لاجئين. ويصار الى تحطيم وتدمير مدن مليونية بكاملها، وتنتشر الأوبئة والأمراض، وتعجز بلدان رأسمالية كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا عن إيجاد حلول، أو تأمين العلاج لمواطنيها.
ويصبح الوضع الناجم عن الأزمات هو الشكل السائد وليس المؤقت أو العابر. وتصبح أجواء الحرب والأزمة والمجاعة مألوفةً، وتتناقل وسائل الإعلام صور المجازر والمجاعات والمخيمات والانتهاكات، وجثث الغرقى الهاربين من بلدانهم، كأخبار روتينية.
ويصبح منظر الأطفال الذين يتسابقون مع السيارات لبيع قناني الماء أو ورق الكلينيكس، أو العلكة جزءاً من مشهد الشارع اليومي.
يستنتج من عرض الورقة البيضاء وورقة الإصلاح السابقة، وكلاهما مشتق من شروط وتوصيات صندوق النقد الدولي، إن النظام في العراق ليس لديه أي حل للمعضلة الإقتصادية. وفي الحقيقة فإن النظام هو من تسبب بالأزمة، والتي ستودي به لا محالة، ببساطة لأنها ستقود على ضوء المعطيات الراهنة، الى كوارث إجتماعية تتجاوز آثارها ما يقع في الحروب.
وفي نفس الوقت، فإن الأزمة التي تمر بها العملية السياسية أو النظام السياسي القائم في العراق، هي إمتداد لأزمة الرأسمالية العالمية، والتي يمثل سياساتها النقدية والمالية، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
ورغم تباين الشدة التي تبرز بها الأزمة في هذا البلد أو ذاك، وحسب الخصائص المحلية لكل بلد، الاّ أنها ستلقي بأعباء خطيرة جداً على الجماهير في العراق، خاصة وإن البنى الأساسية والمرتكزات الإقتصادية لحياة المجتمع، قد تم تدميرها خلال ما يقرب من عقدين.
تلقي الرأسمالية عبء أزماتها على الطبقة العاملة والكادحين دوماً، أما بسياسات التعديل والتكييف، أو بالتقشف، أو بالحروب. لم يبق أمام جموع العمال والكادحين الذين تقع على كاهلهم أعباء الأزمات، الّا أن يتصدوا لحسم لمصيرهم، الذي هو مصير البشرية. وهذا ممكن التحقيق، من خلال تغيير الشكل الحالي للانتاج والملكية، والذي يجري بواسطته التحكم بحياة الملايين أو المليارات من البشر، أي عن طريق تملك وسائل الحياة والمعيشة والتحكم بها كوسائل إنتاج رأسمالية. وبالتالي التحكم بالإنسان واستعباده على وفق مصالح أصحاب المليارات. وبكلمة تغيير نظام الملكية والحكم الرأسمالي عبر تشريك وسائل الإنتاج، وهذا يتحقق بإنتزاع سلطة المالكين والمتسلطين من قبل الطبقة العاملة.
إن حل هذه المسألة هي قضية سياسية، وهي تقع على عاتق الطبقات المحرومة، وتتطلب الإستعداد وبناء منظور شامل للمجتمع وبديل إقتصادي وسياسي. إن الصورة العامة الأبرز للمشهد في العالم اليوم، هي التظاهرات والإحتجاجات ضد السياسات الإقتصادية النيوليبرالية ، مثل التقشف ،الخصخصة. وهذا يعكس بوضوح تصاعد النضال بإتجاه إنهاء الإستغلال الرأسمالي. وهذا الأمر ينطبق على الأوضاع في العراق الى حد بعيد.



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من الورقة البيضاء (5/4) نقاط ضعف الورقة
- الموقف من الورقة البيضاء 3/5 - قراءة في مواد وفقرات الورقة
- الموقف من الورقة البيضاء (2/5)
- الموقف من الورقة البيضاء - رؤيا عمالية لسياسة التثبيت والتكي ...
- الملّا حَمَد والورقة البيضاء
- خان النص والموقف من الدين
- ملاحظات على ملاحظات السيد رائد فهمي
- الموقف من الورقة البيضاء
- رد الى السيد حسين علوان حسين
- حول تطبيع الإمارات مع إسرائيل
- بصدد الحوار الدائر حول الريع والقيمة -2-
- بصدد الحوار الدائر حول الريع والقيمة
- -4- مسارات الإنتفاضة الحالية
- -3- مسارات الإنتفاضة الحالية
- مسارات الإنتفاضة الحالية -2-
- مسارات الانتفاضة الحالية
- -2- بناء تكتيك وتيار داخل الحركة، أم رسم أهداف عامة ؟
- من يوميات الانتفاضة. الجمعة الدامية 04-10-2019
- بناء تكتيك وتيار داخل الحركة، أم رسم أهداف عامة ؟
- ساحة التحرير الدامية اليوم .. إنها نذر الثورة في العراق


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: وضع اقتصادي -صعب- في حيفا جراء صواريخ حزب ال ...
- مونشنغلادباخ وماينز يتألقان في البوندسليغا ويشعلان المنافسة ...
- وزير الخارجية: التصعيد بالبحر الأحمر سبب ضررا بالغا للاقتصاد ...
- الشعب السويسري يرفض توسيع الطرق السريعة وزيادة حقوق أصحاب ال ...
- العراق: توقف إمدادات الغاز الإيراني وفقدان 5.5 غيغاوات من ال ...
- تبون يصدّق على أكبر موازنة في تاريخ الجزائر
- لماذا تحقق التجارة بين تركيا والدول العربية أرقاما قياسية؟
- أردوغان: نرغب في زيادة حجم التبادل التجاري مع روسيا
- قطر للطاقة تستحوذ على حصتي استكشاف جديدتين قبالة سواحل ناميب ...
- انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائ ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فلاح علوان - الموقف من الورقة البيضاء (5/5) إستنتاجات