|
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين - فاس
عبد السلام انويكًة
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 12:17
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
غير خاف أن عزة الانسان وكرامته موقعه لا تقاس بما يملك من مال وجاه، إنما بما أحرزه من إنجاز عملي وعلمي وما كان عليه من اضافة وتميز في مشواره وتحمله لأدوار ومهات خدمة لوطنه. ولا شك أن قوة وموارد المجتمعات ومؤسساتها، تبنى بإسهامات من اختار من أبناءها نكران ذات وتسخير حياة وزمن لرفعتها دون مقابل غير رضى الآخر. وإذا كان هؤلاء بهذا القدر صفة وسلوكاً فأولى أن يكون ذكرهم وتقديرهم من المجتمع ومؤسسات فعلهم وتفاعلهم، بتعبير رفيع يليق بمقامهم رغم أنه كيفما كان الاحتفاء بهم وتكريمهم وكيفما كان مقام وأثاث هذا الاحتفاء لن يوفيهم حقهم. مع أهمية الاشارة الى أنه بثقافة وقيم العرفان والاعتراف يزيد جهد الانسان وبذله وعطاءه ومن ثمة ما يحصل من إغناء وارتقاء، وباعتراف الانسان والمجتمع والمؤسسة بفضل الآخر وأثره يسمو كل شيء لِما هو أفضل ويحصل حفز وتشجيع كل ذي فضلٍ، وعياً بأن الشكر والعرفان يعد أعظم محركٍ دافعٍ لكل اجتهاد وتطوع وابداع ونبل بادرة. وعياً بما ينبغي من روح علاقة بين سلفٍ وخلفٍ، ووعياً بكون العرفان بحقِّ كل سابقٍ بخيرٍ ووفاء وبذلٍ واجب لا مناصَ منه ونهج من المفيد ترسيخه والسير عليه، والرهان على ما يحتويه من رمزيةِ مقامٍ ونبلِ مقاصد انسانية قيمية مجتمعية ومؤسساتية. وعياً بكل هذا وذاك كان المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين من خلال فرعه الاقليمي بمدينة صفرو خلال الأسبوع الأول من أبريل الجاري، على موعد مع احتفاء متميز لفائدة مديره السابق الأستاذ محمد حيلمة، في بادرة تم ترتيبها بتنسيق بين الفرع الإقليمي للمركز الجهوي بصفرو وجمعية المبادرة للثقافة والتنمية. حفل التكريم هذا، أثثه حضور علمي تربوي جمع كل من المدير الجديد للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس الأستاذ الدكتور محمد الأزمي الحسني، والمديرين المساعدين الأستاذ الدكتور الحسن الطاهري والأستاذ الدكتور محمد الفتحي، والمدير المكلف بتسيير الفرع الإقليمي لصفرو الأستاذ عبد المجيد بنحنيني، ورئيس جمعية المبادرة للثقافة والتنمية الأستاذ يونس الأشهب، والمدير السابق لفرع صفرو الأستاذ محمد السون، الى جانب حضور عن أساتذة مكونين وأطر ادارية لفرع المركز الجهوي بصفرو، فضلاً عن ضيوف آخرين عن مجال البحث والتربية والتكوين والثقافة والابداع والاعلام والمجتمع المدني. حفل احتفاء تقاسمته كلمات وشهادات أشادت باسهامات الأستاذ محمد حيلمة، وما طبع فترته وما تميز به من جهد وعطاء وتفان في عمله الإداري طيلة مدة قيادته للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس، وهو ما ترجمه مبدعون شعراء وترجمته نصوص شعرية وكلمات ألقيت بالمناسبة. وقد عبر المحتفى به الأستاذ محمد حيلمة في كلمته عن امتنانه للمبادرة وابتهاجه بالاحتفاء والالتفاتة، باعتبارها سلوكاً تربوياً انسانياً يرسخ قيمة وثقافة وروح الاعتراف، مشيراً الى أن هذه المبادرات القيمية الرمزية الرفيعة المستوى، هي تقاليد مترسخة في الممارسة الثقافية والتربوية لفرع المركز الجهوي بمدينة صفرو، المشهود له بتميزه التربوي العلمي البحثي والانساني على المستوى الجهوي والوطني. وكان ممن تمت الاشادة به وبأعماله أيضاً بهذه المناسبة المدير السابق للفرع الإقليمي بصفرو إثر إحالته على التقاعد، بحيث من جملة ما تضمنته فقرات الاحتفاء تقديم درع تكريم وهدايا رمزية للأستاذين المكرمين والمحتفى بهما ضمن ود انساني عميق وروح احترام وتقدير وعرفان، كل هذا في احترام تام لشروط صحية معمول بها في ظروف الجائحة. هكذا اجتمع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة فاس مكناس من خلال فرعه الاقليمي بصفرو، احتفاءً بثلة من المتميزين الاداريين الذين حملوا على عاتقهم وتحملوا مسؤولية قيادة المؤسسة لسنوات إن على مستوى المركز أو فروعه، والذين بقدر ما أبانوا عن كفاية عالية رافعة لاشعاع المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين على أكثر من صعيد، بقدر ما كانوا وأعطوا من نفس الوقت للخلف إدارة ومكونين معاً، مثالاً رائعاً عن أهمية الاشتغال وتوجيه العناية لما هو أعمق داعم من شأنه تنمية المؤسسة ونماءها، فكانوا قدوة ونموذجاً يستحق الاحترام والفخر والاعتزاز. وفي هذا الاطار وتعبيراً من الخلف عن عدم إغفال كل هذا وذاك من السلوك والعمل القويم، ووعياً بأن الاحتفاء بهؤلاء كيفما كان قدره لن يكون شافيا وكافيا فلا الكلمات ولا الهدايا يمكنها أن تضاهي ما كانوا عليه من حس وجهد ونشاط واضافة وعطاء. بادرة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين كسلوك أخلاقي وانساني من خلال الفرع الاقليمي بصفرو، جاءت في اطار ثقافة امتنان وجميل وتقدير صوب من كان بأداء رفيع وعمل دؤوب واخلاص ووفاءٍ وقيمِ وَطن. لقد كان احتفاء "صفرو" بالأستاذ محمد حيلمة مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين فاس مكناس السابق تعبيراً صادقاً عن وشائج محبة وعرفان، ولعل ما تردد في هذا الموعد من كلمات وشهادات عميقةٍ ترجَمَ حجم اعتزاز بمن كان رمز عطاء وانسانية وفعل وتفاعل وانجاز. ولم يكن ما غمر هذا اللقاء من مشاعر عفوية مجرد كلمات وجدانية، بل احتفاء بعمل واسهامات على قدر عال من القيمة المضافة لفائدة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس. وعليه، استحق الاستاذ محمد حيلمة بادرة نبيلة بهذا القدر والتقدير الذي لا يقل أهمية عمن كتبت أسماءهم في صفحات تاريخ وبقدر كبير من الوفاء. إن ما هناك من معاني انسانية قيمية رمزية في سلوك وتقليد الاحتفاء، هو ما جعل الجهات المنظمة تفكر فيه اعترافاً بالفضل لأهله. ولا شك أن ثقافة العرفان من الأمور الرافعة لتجارب الفرد والمؤسسات ومن ثمة المجتمعات ورقيها وإغناء عطاءها وانتاجها، ذلك أن هذه القيم الانسانية ومنها الاعتراف بالفضل مكون دافع للانسان من أجل تميز أفضل واستمرارية وتفوق وبذل، فضلاً عما هناك من حفظ لنشاط وحيوية وتنافس شريف وريادة. إن الاحتفاء بمن كان أهلاً متميزا في مهمته لا يشكل جانباً على قدر كبير من الأهمية ضمن قيم الانسان والانسانية فقط، بل أداة تعبئة وحفز من أجل سير بنفس الخطى ونفس النهج القويم، عملاً بقوله تعالى:"يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير". مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث
#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أرشيفِ سهرةِ سبتِ إذاعةِ المغربِ الوطنية ..
-
بين وقْعِ انتخاباتٍ بالمغرب وتوقيعِ عزوف..
-
فاس في ذاكرة المغرب
-
محمد كًسوس صاحب مقولة .. خلق جيل من الضباع..
-
المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير..تحتفي
-
من زمن الكفاح الوطني واستقلال المغرب..
-
كيف كان بترول الصحراء الشرقية المغربية وراء تعقيد قضية الحدو
...
-
فاس: كرونا يخطف ألمعَ عازفِ عُودِ طربِ الألة الأندلسية بالمد
...
-
الصحراء المغربية.. بين إرثِ مستعمرٍ ماكرٍ وانزلاق موقفِ جزائ
...
-
المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس.. وتقليد ندوة صفرو
...
-
الصحراء المغربية وخطاب محاميد الغزلان التاريخي..
-
من ذاكرة الشعبين المغربي والجزائري-خاوة خاوة- ..
-
تازة.. من ذاكرة جوار وحضن مدينة لجزائريين زمن الاستعمار..
-
جزيرة الصويرة.. ذاكرة مكان..
-
بوكًليب .. نعت وباء وذاكرة ..
-
تاريخ المغرب .. تاريخ قبائل ..
-
ابن هيدور وأوبئة مغرب العصر الوسيط
-
ليس هناك تاريخ دون تاريخ محلي
-
قراءة في مؤلف تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب للمؤرخ محمد ال
...
-
تازة.. رقصة - تْشْكَلَّلْ - البدوية
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|