حسن نبو
الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 12:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
درجت العادة في مجتمعنا ، بل في اغلب المجتمعات ذات الصبغة الاسلامية ان يتكلم رجل الدين في المجالس وخاصة مجالس العزاء ويصغي اليه الاخرون . و مثل هذا الأمر يعتبر مقبولا في مجتمع مسلم ، لكن مايحدث كثيرا ان رجل الدين يخفق في توجيه الخطاب الذي يؤدي الى حدوث ارتقاء في نفس المتلقي ، فتراه غالبا يتكلم في امور دينية ليست لديه معلومات كافية عنها ، او يتحدث في قصص تتعلق بأقوام او شعوب سابقة ربما عاشت قبل الاف السنين ، دون ان يتمكن من توظيفها لتحقيق قيمة او قيم اخلاقية ايجابية ، وليس هذا فحسب ، بل تراه احيانا يتكلم في امور علمية بحتة لاعلاقة لها بالدين دون ان يمتلك ادنى معلومات عنها : كعلم الطب وعلم الفلك وعلم الفيزياء وعلم الكيمياء والرياضيات والجغرافيا والهندسة ..الخ . وذلك بهدف ربط هذه العلوم بالدين ، اي اعتبار ان الدين هو منشأ كل هذه العلوم . والمصيبة ان رجل الدين غالبا لايقبل من يخطئه ، او يوجه إليه ملاحظات حول ماقاله في امور علمية بحتة ، حتى وان كانت الملاحظات صادرة عن شخص مختص لديه شهادة علمية من معهد او كلية في احدى الجامعات ، بل يصر على صحة كلامه في الامور العلمية ، حتى وان كان هو نفسه يدرك ان ماقاله خاطئ كليا او جزئيا. مستغلا الثقافة المجتمعية التي تحض على الاستماع الى اقوال رجل الدين دون تخطئته او مناقشته .
اعتقد ان الوقت قد حان ليعرف رجل الدين ان خطابه يجب ان يكون خطابا دينيا بعيدا عن المسائل العلمية ، اي ان يدرك ان ثمة فروق كبيرة جدا بين العلوم الشرعية وبين العلوم التطبيقية ، وان عدم اقترابه من العلوم التطبيقه التي لايفهمها الا من اختص بدراستها لايقلل من شأنه ولا من شأن الدين الذي يمثله ، بل هو اعتراف ان القرآن ليس كتابا للجغرافيا و الفلك و الفيزياء و الكيمياء والرياضيات والطب ، بل هو كتاب للهداية الى معرفة الله وعدم الاشراك به وتنفيذ العبادات التي جاءت فيه وفق الطقوس الشرعية .
#حسن_نبو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟