راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6866 - 2021 / 4 / 11 - 09:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يأتي قرار إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن استئناف المساعدات للفلسطينيين بتقديم 150 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، و75 مليون دولار للضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر، و10 ملايين دولار لجهود بناء السلام، و15 مليون دولار لمواجهة جائحة كرونا في الأراضي الفلسطينية مريبا في وقت يستعد الفلسطينيين لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية.
أمريكا تدرك ان عدم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية يعني غياب الشرعية السياسية، وترسيخ الاستبداد، والانقسام في المجتمع الفلسطيني، ويخدم أهداف إسرائيل من خلال إضعاف وشرذمة المقاومة الفلسطينية، ويمكّنها من بناء وتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية دون رقيب، ويقوض المساعي الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تحت ذريعة الإرهاب، وغياب قيادة موحدة جامعة له.
ولهذا يمكن القول أن أمريكا ستستثمر مساعداتها للفلسطينيين لصالح إسرائيل من خلال الضغط على محمود عباس لإلغاء الانتخابات التشريعية، وإبقاء الوضع كما هو عليه خوفا من فوز حماس بالانتخابات، ومن إنعاش الشرعية الفلسطينية وحصولها على دعم اوروبي ودولي يساعدها في كشف الوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية، ويزيد من احتمال محاكمة بعض قادة الجيش الإسرائيلي في المحكمة الدولية، وقد يؤدي إلى إفراز قيادات فلسطينية جديدة تعمل على رص الصفوف لمقاومة الاحتلال بجبهة فلسطينية موحدة، وهو ما تناولته المكالمة بين وزير الخارجة الأمريكي انتوني بلينكن ونظيره الإسرائيلي غابي اشكنازي، والتي كشفت أمل الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بتأجيل او الغاء الانتخابات التشريعية الفلسطينية خوفا من فوز حماس.
فتح ستزداد ضعفا وشرذمة إذا رضخ الرئيس محمود عباس للضغوطات الامريكية والاسرائيلية وقام بتأجيل الانتخابات، لأن التأجيل سيفضح فتح المهيمنة على السلطة امام الشعب الفلسطيني ودول العالم، ويظهرها كحركة غير معنية بدمقرطة المجتمع الفلسطيني، وتريد استخدام الانتخابات لترسيخ استفرادها بالقرار الفلسطيني، واقصاء القوى المعارضة لها.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟