يوم الصحافة العالمي

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 479 - 2003 / 5 / 6 - 04:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

بمناسبة يوم الصحافة العالمي قامت القوات الإسرائيلية بقتل المصور الصحافي البريطاني جيمس  ميلر البالغ من العمر 29 عاما وذلك في مدينة رفح الفلسطينية،حيث كان يقوم بتصوير عمليات التوغل التي تقوم بها الدبابات والجرافات الإسرائيلية.

ويعتبر الصحافي جيمس ميلر الضحية الثالثة للعقلية الإسرائيلية الإرهابية التي لا تحترم القانون الدولي ولا حق الصحافة في العمل، وكانت نفس هذه القوات التي تعمل وفق أنظمة شرائع الغاب الإسرائيلية، قتلت خلال الانتفاضة الثانية عشرة صحافيين منهم اثنان من الأجانب، شهيد الصحافة البريطاني جيمس ميلر الذي استشهد يوم أمس في رفح و الإيطالي ميكائيلو تشيريلو الذي قتل في شهر آذار من العام الماضي وخلال حملة السور الواقي في مدينة رام الله وتم أقامة نصب تذكاري تخليدا له في نفس المدينة.

ولا تكتفي إسرائيل بقتل الصحافيين وهم يقومون بعملهم المحمي والمصان دوليا وقانونيا بمعاهدات واتفاقيات دولية تحترمها حتى بعض الحكومات الديكتاتورية في عالمنا الواسع،لكن إسرائيل التي تدعي أنها الواحة الديمقراطية الوحيدة في صحراء التخلف والهمجية الشرقية العربية هي الدولة الوحيدة التي تقتل الصحافيين أثناء عملهم في المنطقة، هذا إذا استثنينا قوات الغزو الأمريكي التي قتلت عددا من الصحافيين العرب والأجانب في حملتها على العراق.و إسرائيل كما أمريكا كذلك قتلت الصحافيين وهم يرتدون البزات والقمصان التي تميزهم عن باقي الناس وتؤكد أنهم من الصحافيين.

هذا وكانت القوات الإسرائيلية قتلت بدون أي رادع أخلاقي وإنساني وقانوني الناشطة الأمريكية ريتشيل كوري التي أعدمت بالبلد وزر وبطريقة همجية لم تجعل بوش وأركان إدارته يرتعدوا أو يرتعشوا للمنظر المذهل والمثير والمبكي والمحزن،منظر الجرافة الإسرائيلية وهي تقوم بإعدام المواطنة الأمريكية. تصوروا لو أن القاتل  كان فلسطينيا أو عربيا أو حتى مسلما من جزر القمر، والضحية هي ريتشيل كوري، ماذا كان سيفعل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأركان حكمه وأدارته ومجلسي النواب والشيوخ؟

 كانوا سيقيمون الدنيا والعالم على العرب والمسلمين والفلسطينيين، وسيقومون بالتأكيد بوصف العمل بالإرهابي والإجرامي والبربري وألا أنساني والحيواني والدموي والبشع والعربي القذر والفلسطيني الحقير والإسلامي الشيطاني، وكل ما شابه من ذلك من أوصاف،ثم يليه العقوبات والحصار ومن ثم الضربة العسكرية لمقرات السلطة الفلسطينية ولرموز المعارضة الفلسطينية كذلك. لكن لم يحصل أي شيء من هذا في قضية الضحية ريتشيل كوري ومرت القصة برسالة أمريكية عابرة وخجولة تطالب إسرائيل بفتح تحقيق في القضية. وهكذا انتهت القضية وسجلت في الغياب وضد الضحية نفسها لأنها كانت تعيق عمل البلدوزر الإسرائيلي وهو يقوم بدفن الفلسطينيين تحت أنقاض بيوتهم بعد تدميرها وتهديمها على رؤوسهم.هذا الخجل الأمريكي شجع الإسرائيليين على القيام بجريمة أخرى أدت إلى إصابة ناشط بريطاني من مجموعة الحماية الدولية المناصرة للشعب الفلسطيني والمتضامنة مع القضية الفلسطينية إصابات قاتلة وخطيرة جدا ، حيث لازال المواطن البريطاني توماس هورندال الذي أصيب إصابة خطيرة جدا في رأسه جعلته ميت سريريا،لازال يرقد في المستشفى حتى يومنا هذا. أن الصمت والجبن والتخاذل العالمي في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية جعل إسرائيل تقدم على قتل الصحافيين حتى في يوم الصحافة العالمي،يومهم الذي يفترض أن يكون يوم عيد وتكريم وسعادة وراحة،لكن لا يوجد في إسرائيل ما يجعل الصحافي سعيدا أو مرتاحا أو ما يذكره بيومه سوى تسجيله للجرائم اليومية التي تمارسها وتقوم بها حكومة إسرائيل.

 إذن كيف نحاسب إسرائيل على جرائمها؟ وهذا الزمان هو زمان الجرائم الإسرائيلية المحمية أمريكيا والمسكوت عنها عالميا، لا يمكن محاسبة إسرائيل قانونيا على جرائمها ضد الصحافيين والنشطاء الأجانب بدون محاسبتها على سياسة الأبادة التي مارستها  وتمارسها منذ تأسيسها على أبناء الشعب الفلسطيني في وطنهم وأرضهم. إسرائيل مطالبة بتسديد فاتورة المذابح والمجازر العديدة التي قامت بها  خلال الخمسة وخمسون سنة الأخيرة، والعالم مطالب بوقفة شرف وعز تحاسب إسرائيل على كل ما فعلته وتفعله بالفلسطينيين وضيوفهم. 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات