أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها














المزيد.....


الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


الحديث عن الفيدرالية من المحرمات لا بل من المحظورات السياسية , وهذا يعني أن الفيدرالية ممنوعة سياسياً ومحرمة دينياً , على أي حال قد يصح منعها سياسياً , لأنّ المنع عائد إلى طبيعة النظام السياسي نفسه وتفسيره لها ودرجة توافقه وقبوله إذا ما طرحت على بساط البحث, ولا يصح في الاتجاه الآخر تحريمها دينياً كما تعمد بعض الأنظمة الثيوقراطية العربية , أي أن يتم إقحامها مع المحرمات الدينية بطريقة غير مباشرة عن طريق أبواق محلية تخصص لتسويق هذا الغرض , للخشية من أن تنتشر إلى نفوس الأفراد وبالتالي إلى عقولهم , وهنا الطامة الكبرى لمصير تلك الأنظمة العاشقة لسياسات التجزئة عملياً والتوحيد نظرياً , فيجري الحديث دوماً عن التأليف بين قلوب المؤمنين لا تفريقها , والاعتصام بحبل الله جميعاً ونبذ الفرقة .
هذا ما يتعلق بالشق الديني أمّا ما يتعلق بالشق السياسي من القضية , فإنه كثيراً ما نسمع أصوات تندد بالمشروع الصهيوني الأميركي الهادف إلى تقسيم المنطقة وتجزئتها , بعد أن قسمت سابقاً على يد الفرنسي الإنكليزي سايكس بيكو, لاشك أن العرب جميعاً ضد التقسيم بقديمه وحديثه , لكن الواقع العربي ذاته مقسم ومجزأ , فماذا يريد الغرب الأميركي منا ؟ إذا كان يريد تقسيمنا كما يشاع , فإنه يقسم ما هو مقسم ويجزأ ما هو مجزأ , كمن يضرب الماء بيده فلا يجد إلا ماء , خفت ضرباته أم ثقلت , فليس الغرب على هذه الدرجة العظمى من الغباء السياسي في تعامله مع قضايا المنطقة العربية .
بالعودة إلى الفيدرالية ومستقبل المنطقة المحمول على كف عفريت , فالأخطار التي تلف المنطقة داهمة , ولا مخرج منها إلا بالرهان على الفيدرالية , شدة الأخطار ناتجة عن كثرة الأخطاء والمطبات التي تقع بها الأنظمة , لا علاقة لها بالأطماع التوسعية العدوانية , ومن أبرز الأخطاء , الارتماء في أحضان الأيديولوجيا القومية طويلاً والتعويل على مشروعها الوحدوي الفاشل , وتناسي الجوانب الحياتية الأخرى كالتنمية الشاملة , وتحرير الأرض المغتصبة المرتبطة بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي , إضافة إلى تجاهل متطلبات الحياة السياسية الأساسية من تنظيمات حزبية وتيارات ومنظمات المجتمع المدني , والتوغل في سياسات الاستعلاء العربي على ما عداها من قوميات أخرى , تشاطره همه السياسي وتتحمل معه الأعباء والمصاعب , أخيراً يبقى الخطر الطائفي والمذهبي العامل المسرع في تدمير المنطقة وتفتيتها .
إنّ التقسيم الغربي القديم لم يكن قائماً على أساس ديني (سنة وشيعة) وإنما على أساس عرقي مناطقي ( الشام العراق مصر المغرب) الآن أصبح التقسيم معكوساً , لم نعد نسمع اليوم إلا عن سنة وشيعة في العراق ولبنان , فالتقسيم المذهبي أشد خطراً من المناطقي , ومع اشتداد هذا الخطر تبدو الفيدرالية المبنية على الانفصال الرهان الأنسب لمستقبل المنطقة المحفوف بالمخاطر , قد يصعب هضم مفهوم الفيدرالية القائم على الحكم الذاتي , خصوصاً من جانب القوميين العرب الذين يمقتون فكرة التجزئة والانفصال, السؤال الذي يطرح نفسه , على ماذا يراهن القوميين العرب بعد هذا التدهور المزري بحال الأمة ؟.
الحقد والاحتقان الطائفي على وشك الانفجار , لهيمنة طائفة على أخرى ولاحتكارها القرار السياسي والاقتصادي الذي يتوقف عليه مصير البلد , ليتحمل كلٌ منا مسؤولياته , كيلا نغرق في دوامة العنف المذهبي , ليس أمامنا سوى الإمساك بخشبة الفيدرالية المتبقية في بحر الظلمات .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان بين استقلالين
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الفيدرالية ومستقبل المنطقة المرهون فيها