|
V او ب ؟ ربما K!
محمد رضا عباس
الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 19:08
المحور:
الادارة و الاقتصاد
كورونا كانت السبب في أكبر تراجع اقتصادي عالمي منذ كساد أوائل القرن الماضي. كورونا أيضا حيرت الاقتصاديين عن شكل التعافي الاقتصادي بعد هذا الوباء، حيث خرجت عدة فرضيات تتحدث عن هذا الشكل. فرضية تقول سيكون الشكل اشبه بحرف V الإنكليزي، حيث كان التراجع سريعا جدا في بداية شهر اذار ونيسان وايار من العام الماضي ليبدئ بالتعافي سريعا في شهر حزيران بعد ان انخفضت نسبة البطالة في الولايات المتحدة الامريكية من نحو 16% الى ما يقارب 10% في شهر حزيران، وعم الامل بعودة الاقتصاد الأمريكي الى عافيته المعروفة. فرضية أخرى تقول ان شكل التعافي سيكون على شكل ماركة الأحذية الرياضية Nike الشهيرة "علامة الصح" والسبب هو وان كان التراجع سريعا، الا ان التعافي سيتصاعد وببطيء. نظرية أخرى تؤيد ما ذهبت به النظرية السابقة وتقول ان التعافي من الركود الاقتصادي سيكون على شكا حرف U الإنكليزي، ويعني ان التعافي سيأخذ وقتا طويلا. وعلى هذه الشاكلة تقول نظرية أخرى ان شكل التعافي سيكون على شكل حرف ب العربي، ويعني ان الاقتصاد العالمي سيبقى تعبا لبعض الوقت، ومن ثم يبدئ بالتعافي، فيما ان نظرية أخرى تقول ان التراجع الاقتصادي سيكون على شكل حرب ل العربي، أي سوف يحتاج الاقتصاد العالمي فترة طويلة قبل الرجوع الى عافيته. وفي هذه الاثناء خرجت نظرية أخرى قريبة الى واقع الاقتصاد الأمريكي تقول ان تراجع وتعافي الاقتصاد الأمريكي سيكون على شكل حرف K الإنكليزي. التفسير لهذا الركود هو طالما وان المجتمع الأمريكي منقسم بين أقلية من الأغنياء وأكثرية من الفقراء، وعليه فان الجزء الأعلى من الحرف K يمثل تعافي أصحاب الدخول الكبيرة والذين يعملون عن بعيد والذين تسمح دخولهم بشراء الأثاث والسيارات الان. اما الجزء الأسفل من الحرف K فهو يمثل الطبقة الفقيرة والذي لم يزورهم بعد التعافي الاقتصادي مثل الذين يعملون في المرافق الترفيهية، النقل، عمال المولات ومحلات المفرد، عمال تقطيع اللحوم، عمال رعاية دور العجزة، وعمال الفنادق. لقد كان انتشار وباء كورونا والتراجع الاقتصادي الذي ضرب الولايات المتحدة الامريكية مناسبة للتحدث عن التباين الاقتصادي، او تفاوت الدخول والثروات بين المواطنين بعد ان طمس منذ عقود طويلة. انها قضية اقلقت المفكرين واغلب الشعب الأمريكي. رئيس البنك الاحتياطي الأمريكي، على سبيل المثال، صرح قائلا ان " التراجع الاقتصادي وقع ليس بالتساوي على جميع الامريكان ", محذرا من ان استمرار البطالة العالية والتراجع الاقتصادي سوف يؤديان الى زيادة " الفجوة الاقتصادية بين طبقات المجتمع الأمريكي ". هذا التحذير كان موجها نحو المستثمرين في الأوراق المالية، لأن وجود شريحة كبيرة من الفقراء، يؤدي الى انخفاض حاد في المصاريف وفي بلد يعتمد اقتصاده على حجم المصاريف في تحريك الاقتصاد الوطني، وتحديد أرباح الشركات، وازدهار سوق الأوراق المالية. ان تفاوت الدخول والثروات ليس بالجديد في التاريخ العالمي وخاصة في النظم الرأسمالية، ولكن تفاوت الدخول والثروات في الولايات المتحدة الامريكية قد خرج عن القاعدة وقد يؤدي الى أمور لا تحمد عقباها. لقد اثبتت الوقائع ان نظام السوق عاجزا لحل هذه القضية والتي أصبحت تقسم المجتمعات الرأسمالية الى فقير جائع وغني متخم، مما يؤدي في النهاية الى تصدعات في النظام لا يمكن ترقعيه. البنك الاحتياطي استمر في تخفيض نسبة الفائدة الى حدود الصفر، التوسع في شراء السندات، ومنح الحكومة 1,200 دولار الى أكثر من نصف الامريكان، ولكن كل هذه الإجراءات ماهي الا إجراءات ترقيعيه ومؤقته، وهذا ما دعا الحكومة الامريكية الى توزيع الحزمة الثانية والثالثة من المساعدات المالية، ولكن ليس من المؤمل القضاء على التباين في الدخول بين أبناء البلد الواحد. الحاجة الى حزمة مساعدات اخرى سببه هو ان أصحاب الأجور الواطئة لم يشاهدوا تحسنا في دخولهم منذ ركود عام 2008. 1% من الامريكان يملكون ما يساوي 1 من 5 مجموع الاقتصاد الأمريكي، يملكون 84% من مجموع الأوراق المالية وان الادخار لهذه الشريحة قد زاد في العقود الثلاث الأخيرة، فيما ان ادخارات 90% المواطنين هي سالبة، أي يرزحون بثقل الديون المترتبة عليهم. . ان وجود اعداد ضخمة من الفقراء وفي تزايد مستمر يضر الجميع بما فيهم الطبقة الأكثر ثروة، لان انخفاض الطلب العام يؤدي الى تراجع الاقتصاد الوطني وتقليص أرباح الشركات وتراجع سوق الأوراق المالية. لقد اثبتت الوقائع التاريخية ان تعافي الطبقة الوسطى يعد العمود الفقري لتعافي الاقتصاد الوطني وان انقسام المجتمع بين غني بلا حدود وفقير بلا حدود يؤدي الى الانفجار والثورة او اضطرار الحكومة بالقيام بإجراءات لا تسر الأغنياء وذلك حفظا على النظام العام والسلم الأهلي.
#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاثيرات الفائض المالي السالبة على الاقتصاد الوطني
-
الشاب الذي سخر من معاهد التنبؤ الامريكية
-
هل ان الموازنة بين الايرادات والمصاريف الحكومية امرا ضروريا؟
-
ما هو اقتصاد الظل ؟
-
الله و كورونا
-
الاثار الاقتصادية للعجز المالي المستمر
-
نبذة تاريخية عن مقاومة ابناء الكاظمية ضد انقلاب 8 شباط 1963
-
نظام السوق لا ينفع في اوقات الازمات
-
من اجل الحفاظ على تاريخ العراق المعاصر
-
الاقتراض الحكومي لا يعطل التنمية الاقتصادية ولا يفقر المواطن
-
بعض ما كتب عن زيارة بابا الفاتيكان للعراق
-
لماذا يختلف الاقتصاديون؟
-
شراء الاوراق المالية لا يعد استثمارا
-
من المتضرر والمنتفع من انخفاض قيمة الدينار العراقي ؟
-
هل سيجري تعديل على مؤشر المستوى المعاشي بعد جائحة كارونا
المزيد.....
-
من البيرة إلى الأفوكادو والملابس.. ارتفاع الأسعار في الولايا
...
-
محمود المشهداني:ناقشنا كافة الملفات الاقتصادية والمياه والسك
...
-
المشهداني:ناقشنا سبل دعم استقرار المنطقة امنيا واقتصاديا
-
بورصة موسكو في المنطقة الحمراء
-
أي تبعات اقتصادية للحرب الجمركية التي أطلقها الرئيس الأمريكي
...
-
ردًا على تهديدات ترامب.. إسبانيا تدعو لاتحاد أوروبي قوي
-
تصعيد ترامب التجاري يُثير موجة بيع في الأسواق الأوروبية
-
وزير الاقتصاد الإيراني: تركيز واشنطن على الرسوم الجمركية دلي
...
-
الدولار يقفز.. موجة بيع تضرب الأسواق والبورصات العالمية بعد
...
-
صحيفة: الولايات المتحدة بدأت تعاني من رسوم ترامب حتى قبل دخو
...
المزيد.....
-
دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر
/ إلهامي الميرغني
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ د. جاسم الفارس
-
الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل
/ دجاسم الفارس
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|