أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 25















المزيد.....

من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 25


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آداب الصحبة في طريق الله

إخواني – منحنا الله العمل بالكتاب والسنة، وأشهدنا مشاهد المقربين، وأنزلنا منازل المحبوبين – إنما جُعِلَ الطريقُ ليحصل الوصل بقرب المسافة، وليسير آمنا من التيه والوحشة والقطيعة، وأهله هم بقية الله الوارثون علوم الرسل عليهم السلام وأحوالهم وأنوارهم، والنائبون عنهم في تجدد سننهم وإقامة حججهم وبيان سبلهم.
إخواني: إنما أهل الطريق هم العلماء بسنن الله ورسوله، العارفون بأسرار الله سبحانه وأسرار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذين فقَّهَهُم الله في دينه، وواجه سرائرهم بجماله، وكاشفهم ببديع حكمته وغرائب قدرته، جملهم بأخلاقه الربانية وأقامهم مقام رسله، فقلوبهم خاشعة، وعقائدهم حقَّة، وآراؤهم صحيحة، وعلومهم لَدُنِّيَّةٌ. عُقِدَت على حق اليقين قلوبَهم، وانشرحت لعمل القربات صدورهم، وحنَّت إلى جناب القدس الأعلى أرواحهم. هانت الدنيا عليهم وصغرت في أعينهم فلم تشغلهم عن مرادهم وعن مقصدهم، يطلبون الجنة – لا لنعيمها – ويخافون النار – لا لعذابها – بل لأن الجنة محل مشاهدة جمال الجميل وهم مشتاقون إليه، ولأن النار مكان غضب القهار وهم فارُّون من غضبه. ملأ الله قلوبهم رحمة بعباده. هذه صفاتهم التي يمكن أن يعبر عنها اللسان، وتسطرها الأقلام.
فمن كانت هذه صفته، هل يكره أخاه في الطريق؟ اويخالف الرفيق؟ اويرى نفسه أفضل من أخيه؟ اويهتم بتفرقة الإخوان؟.. حاشا.. ما يفعل ذلك أخ في طريقنا، إنما يفعل ذلك الأدعياء المغرورون والجهلاء المبعودون، أعاذنا الله منهم ومن أعمالهم.

كيفية التقرب إلى الله
إخواني – هدانا الله سبله، وَنعَّمَنَا بمشاهد ملكوته الأعلى- كل أخ منا مكلف بأن يتقرب إلى الله بنفسه وماله – والله غني عن العالمين – فتقرب بنفسك ومالك إلى الله في الفقراء والمعوزين من إخوانك، وفي دفع الضرر وكشف الآلام وتخفيف المصائب عنهم، وفي تأليف القلوب، لأن كل واحد منا مكلف بأن يتقرب إلى الله بما وهبه سبحانه من العلم والجاه والعافية والمال، فمن وهبه الله العافية والمال والجاه والعلم فعليه أن ينفق من كل منها. ومن منحه الله العافية اوالعلم اوالجاه اوالمال فعليه أن ينفق مما وهب الله له، وأن يكمل نفسه بطلب ما بقى من إخوانه، بأن يسعى لطلب العلم وغيره ليكون عاملا من عمال الله، نافعا لنفسه ولإخوانه.

طريقنا هو طريق السلف الصالح
إخواني: هذا الطريق هو طريق السلف الصالح، الذي هو السعي في تزكية النفس وتطهيرها، والعمل بالسنة والكتاب. والحمد لله، قد وفقني الله تعالى بأن جمعت لكم في كتاب (أصول الوصول) أحكام العقيدة وشرح العبادات والمعاملات والزواج وعلوم اليقين، وفي كتاب: (شراب الأرواح) علوم الحكمة التي تلزم من تزكى، ثم كتبت مالا بد منه من العلوم والأسرار في غيرهما، وأحب يا إخواني أن تجعلوا لكم في كل يوم وقتا تتدارسون فيه كلام الله وكلام رسوله، وتقرأون فيه مالا بد لكم منه في كتبكم هذه، ويلزم أن يُقدَّمَ هذا على النوافل لأنه اول واجب، كما قرر بعض العلماء أن أول ما اوجب الله تعالى على العبد: العلم، حتى إذا علم عمل بعلمه فيورثه الله علم ما لا يعلم.

ترك الكشف عند مخالفته للسنة
إخواني: من كُشِفَ له الحجاب، فشهد مشهدا يخالف السنة وما عليه المرشد فليتَّهم نفسه، وليستعذ بالله منها ومن الشيطان، وليقل: (رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ) فإن للشيطان لمة بالسالك يتجمل له ليخرجه من جنة المعرفة والشهود كما أخرج أبانا آدم، وإنما حصون الطريق هي حصون الأمن.

الأخ في الله يخدم لينتفع إخوانه
الإخوان كثيرون إلا أنهم جسد واحد، كل واحد منهم عضولهذا الجسد، وروح واحدة سارية في كل عضومن أعضاء الجسد، وكل عضومتصل بالجسد فعمله لنفع الجسد كله، فإذا انفصل من الجسد، لا ينفع الجسد ولا ينتفع. وكذلك الأخ ما دام يسعى لنفع جميع الإخوان فهو متصل بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا سعى في منفعة نفسه دل ذلك على أنه قطع وبَعُدَ... وإلاَّ فمتى رأيت اليد تأخذ الطعام فتنتفع به من دون الفم ؟.. ومتى رأيت الفم ينتفع بالطعام دون أن يدخله إلى المعدة؟... ومتى رأيت المعدة تنتفع بالطعام من غير أن تهضمه ويصير دما ويسري في جميع الجسم وتنتفع منه الجملة؟.. فالأخ في الله يخدم لينتفع إخوانه وينتفع بمنفعتهم، ومتى أحب نفسه فليس منهم.

النصيحة بالحكمة:
إذا رأيت من الأخ هفوة او زلة فلا تفشها لأحد، ولكن اجتهد في تقبيحها أمامه بالحكمة حتى يتحقق قبحها ويتوب، وأحذر أن تشيعها عنه فربما سمعها منك جاهل بالنصيحة فبلغها له، اوزجره عنها بحالة تنفِّره فتقطعه عن الله وتكون سبب ذلك.

النصيحة لمن يخالف الشرع أو المرشد
إذا جاهر أحد الإخوان بما يخالف الشرع، اويخالف المرشد، فالواجب على جميع الإخوان أن ينصحوه، فإن قبل وإلا هجروه، فإن تاب فَبِهَا وإلا قطعوه من نسب الأخوة، وأعلنوا ذلك لجميع الإخوان حتى يشاع عند الناس جميعاً فلا تنسب عيوبه للإخوان، والتساهل بالمخالف المجاهر من أكبر المصائب على الطريق وأهله، نعوذ بالله من حال قوم يضيع الحق بينهم فلا يجد له نصيرا.

الإيثار:
من أكمل صفات الإخوان أن يُؤْثِرَ كل واحد منهم أخاه على نفسه، ولو فيما هو محتاج إليه، كما قال الله تعالى: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) والمتحقق بهذه الصفة كيف يرى نفسه أحق بحاجة أخيه من أخيه؟ اللهم إلا إذا بذلها له وتحقق سروره في قبولها منه. ومن خصالهم أن يحب الأخ أن يُطعِم الأخ من خير طعامه فيرسله له او يدعوه إليه، والاولى أن كل أخ يختار له أخا يشاكله ويجانسه، يأنس به يجعله كنفسه، يعرض عليه أحواله، ويستشيره في جميع أحواله، يعينه إذا ذكر، ويذكِّره إذا نسى، ومثل هذا الأخ إذا وُجِد كان من أكمل النعم على المريد.

الشفقة والرحمة والعطف بالفقير
لما كان الحب إنما هو في الله لِمَعانٍ يحبها الله تعالى ويحبها رسوله ويحبها الإخوان المؤمنون، أهمها أن يكون الأخ يعتقد عقيدة إخوانه المؤمنين، ويرى رأيهم، ويعمل أعمالهم بحيث لا يخالفهم في معروف من الدين، ثم يكون ميزانه في الحب بقدر أخلاقه وإيثاره إخوانه على نفسه بأن يرى أنه أقل منهم.
إذا تحققت تلك الصفات في الأخ وجب حبه واحترامه وتعظيمه، وتقدمه على الوالد والوالدة والزوجة والأبناء، لأنه يعينك على السعادة الأبدية، ولوكان فقيرا لا يملك قوت يومه، ولا يزيد حبه عندك إذا أصبح كنزا من كنوز الله فبذل لك جميع ماله، لأن بذل المال أقل من بذل النفس، وإياك أن تحب أخاً لأنه ذو مال او ذو جاه، وتقدمه لذلك وتحترمه، فإن ذلك يقدح في الحب في الله.
ولكني أستحسن لك أن تُنزل أخاك الفقير المتصف بالمعاني المتقدمة في قلبك في أرفع مراتب المحبة والتعظيم، وتجعله خيراً من نفسك عندك متى كملت فيه تلك المعاني، وتدارى من لم تكمل فيهم تلك المعاني من إخوانك من أهل المال والجاه، تأليفا لهم. واحفظ قلبك أن تحتقر أخاك الفقير المتجمل بتلك المعاني، اوتصغِّره في قلبك، وتعظِّم ذا المال والجاه لجاهه وماله، فإن ذلك كالشِّرك في طريقنا، قال الله تعالى: (يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا اوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوكَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) وقال الله تعالى في وصف أهل الطريق الذين منحوا حقيقة المعية المحمدية: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (تَرَى الْمُؤْمِنين فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِم وتَعَاطُفِهمْ كَمَثَلِ الْجَسدِ الوَاحِدِ إذَا اشْتَكَى عَضْوتَدَاعَى لهُ سائرُ الْجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمنون كرجلٍ واحدٍ إن اشتكى عينُه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسُه اشتكى كلُّه) وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الْمُؤْمنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالبنْيانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً – ثم شبَّك بينَ أصَابِعِهِ).
وإن الإخوان إنما اجتمعوا ليتعاونوا على البر والتقوى، وليسارعوا إلى مغفرة من ربهم ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم، وكان خيرهم محصورا في مزيد اليقين والعلم والحب في الله، والبذل في الله، والزيارة في الله، وكانت تلك المعاني لا تتحقق إلا في الضعفاء المساكين الفقراء، حتى كأن الفقراء مع الإخوان هم مفاتيح الخير لهم وأبواب السعادة. بهم تكون النصرة للإخوان، وتتنزل الأنوار، وتظهر الأسرار، وتتسع الأرزاق، فعلى الإخوان أن يجعلوا الفقير الضعيف المسكين محل الشفقة والرحمة والعاطفة، حبا في الله، وتقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لمن اتصفوا بالصفات التي يحبها.

البذل والبشاشة وإدخال السرور على الإخوان
معلوم أن الأخ في الله إذا رآه أخوه في الله: ذَكَرَ الله لرؤية الأخ في الله تعالى، لأن نسبه نسب إلهي، ورؤيته تذكّر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالفرح بلقائه فرح بالله تعالى وبرسوله، وإدخال السرور على قلبه بالقول أو بالعمل أو بالمساعدة من أعظم القربات إلى الله تعالى.
ولما كانت الكلفة ساقطة بين الإخوان، والتكلف مذموم في الطريق، ومرذول بين المؤمنين كان الأكمل لإخواننا – ودّهم الله بالخير في الدنيا والآخرة – أن يبذل الأخ منهم لأخيه مالا كلفة فيه من البشاشة والعلم والطعام والشراب والمساعدة عند اللزوم، أو عند طلبه للضرورة، وعلى من قدم شيئا من ذلك أن يعتقد أنه أخذ بما أعطاه، لأنه بتلك القُربة كأنه أنفق في سبيل الله، قال الله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) فمن تقرب بدرهم فأخذ سبعمائة أَخَذَ ولم يعط.

غض البصر
إذا اجتمع الإخوان في بيت أخيهم لطعام، او لزيارة او لمشورة: فعلى كل أخ أن يَغُضَّ بصره عن عورات أخيه، وأن يعينه على شكر الله، بأن يحسِّن له ما هو فيه من المعيشة، وأن يظهر الفرح بما تقدَّم من الطعام – ولو لم يكن جيدا – إدخالا للسرور على قلب أخيه، وإذا رأى عند أخيه شيئاً مُسْتَحْسَناً من كتب اوملابس او اواني اوغيرها فلا ينظر إليها، ولا يمد يده عليها، لأن ذلك يدل على جهل بآداب الزيارة، فربما كان للأخ فيه سر يخفيه عنك، او كان ذلك الشيء وديعة عنده، او أثرا من حبيبه او شيخه او والده او جده، وإذا زارك أخ فرأيت منه أنه يحب نفسه أكثر مما يحبك، ويقدم لنفسه مالا يحب أن يقدمه لك، فاعلم أنه لم يذق حلاوة المحبة ولم ينل منها ولا حبة.

القيام بالواجب
معلوم أن الإخوان – جملني الله وإياهم بالسعادة والعلم – بعضهم عامل لخير بعض كأعضاء الجسد، فمنهم كنوز علم، ومنهم عمال لجلب الخير ودفع الضرر، ومنهم كنوز مال، ومنهم السائحون في الأرض لتذكير عباد الله وإقامة حجج الله وتجديد سنن رسول الله، ومنهم العاكفون على العبادة، الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة، ومنهم ألسنة الخير، ومنهم الأيدي العاملة لخدمة الإخوان، ومنهم الأيادي المفاضة بالبر والصلة، وكل واحد من الإخوان أقامه الله في إقامة بها وصوله، ومنها فوزه، وكل فرد منهم عليه واجب للجميع حتى يكون عضوا عاملا لجميع الجسد.
وليس بخاف على كل أخ واجبه، فإن العالم واجبه التعليم والإرشاد، والسائح واجبه التذكير والإصلاح، وهكذا، والغني واجبه بذل حق الله تعالى والفضل لإخوانه المشغولين بعمل الآخرة والدعاة إلى الله تعالى، فكما أن العالم يبذل علمه لإخوانه – مسرورا مخلصا لله – فكذلك كل عامل من الإخوان يبذل ما وجب عليه فرحا مخلصا لله.

المحبة لأهل لا إله إلا الله
إخواني – منحنا الله الحلم والتأني – اعلموا أنه من أشر الشرور أن يكره المسلم أخاه المسلم لغير معصية الله، وينفر منه ويعاديه كما يحصل بين أهل المذاهب وأهل الطرق، فإن كان أهل طريق يبغضون من لم يسلك طريقهم، ويعتقدون أنهم على الحق، وأن غيرهم على الباطل، وقد يبلغ بهم العناد إلى أن يلعن بعضهم بعضا، ويكفر بعضهم بعضا من غير بينة ولا حجة من كتاب ولا سنة، بل للحمية الجاهلية والعصبية الجهنمية، ولوأنهم تأملوا قليلا لتبين لهم أنهم جميعا إخوان في الله، الإمام لنا القرآن، والنبي سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وربنا جميعا الله تعالى، وأنه لا خلاف بيننا في عقيدتنا ولا في عبادتنا ولا في معاملاتنا، ولكن الشيطان – نعوذ بالله منه – ينزغ بين الأخ وأخيه ليوقعه في عداوة من اوجب الله تعالى محبته، ومحاربة من اوجب الله عليه مسالمته، وقطيعة من اوجب الله عليه صلته. ويا ليت ذلك يكون لله اوفي الله، بل لحظ متبع وهو ى مطاع، وتعصب لرأي قد يكون فاسدا، حتى أصبح أهل الطريق كأنهم وحوش متنافرة، يسعى كل فريق في ضرر الآخر، خروجا من السنة ومخالفة للكتاب العزيز، قال الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ).
فيا إخواني – جعلني الله وإياكم نورا للقلوب وانشراحا للصدور – كونوا رحماء حلماء حكماء، وأحبوا كل أهل (لا إله إلا الله محمد رسول الله) حبا للكلمة وحبا لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإياكم أن تتهاونوا بسنة من السنن الخفيفة اوالمؤكدة، او بركن من أركان الدين، او يدفعكم عدوكم الشيطان إلى عداوة أخ من إخوانكم المسلمين، فإن ذلك كله مروق من أخوة الإيمان، ومخالفه للجماعة.
إنما النسبة إلى المرشد نسبة تَلَقِّى العلم والأسرار وليست نسبة تخرجكم عن الأخوة في الله لكل مسلم، وإنما النسبة للمرشد تؤكد لكم روابط الأخوة، وتكشف لكم واجباتها، وتوضح لكم حقيقة المحبة في الله تعالى كما يجب على كل مسلم لإخوانه. نعم، يجب عليك أن تقول: تلقيت عن العالم فلان واسترشدت عليه، ونفعني الله بعلمه، وأسعدني الله بصحبته، ورويت عنه، وتسعى في أن تدل عليه جميع إخوانك المسلمين ليتفقهوا في دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة. فإذا جهلت ونسيت فمدحته وذممت غيره، وعظَّمته وصغَّرت غيره، وأحببته وكرهت غيره، فقد خالفت طريق المتقين.
كما أنك إذا تلقيت علومه واسترشدت علي يده، وأسعدك الله بحاله، ثم لم تنسب إليه لتظهر نفسك وتخفي المرشد كنت مدلِّسا وربما اوقع هذا التدليس صاحبه في نفاق به يكون في الدرك الأسفل من النار، وخير الأمور الوسط، والخير كل الخير أن ينجي الله على يديك عباده، ويجمعهم من التفرقة، ويبيِّن لهم الطريق المستقيم ليسلكوا عليه.



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 24
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 23
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 22
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 21
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 20
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 19
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 18
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 17
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 16
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 15
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 14
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 13
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 12
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 11
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ ‎10
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 9
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 8
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 7
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 6
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء‏ ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 25