أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شابا أيوب شابا - ويبقى الشيوعيون عقل وضمير وشرف العصر














المزيد.....

ويبقى الشيوعيون عقل وضمير وشرف العصر


شابا أيوب شابا

الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 20:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في الحادي والثلاثين من آذار 2021 تمر الذكرى 87 لتأسيس حزب الطبقة العاملة العراقية و شغيلة اليد والفكر - الحزب الشيوعي العراقي. ويُعتبر هذا اليوم تاريخي في حياة العراق والعراقيين نظراً لما جاء به هذا التأسيس من أهداف عظيمة ناضل من أجلها الشعب العراقي لقرون طويلة. ويأتي في مقدمتها الكفاح من أجل الاستقلال الوطني وتحرير العراق من الانتداب البريطاني وكل أشكال الهيمنة الأجنبية.
منذ عام 539 قبل الميلاد لم يحكم العراقيون انفسهم وظلّوا عشرات القرون تحت حكم الفرس ثم العرب. وفي فترة حكم الخليقة المأمون شهدت بغداد لفترة لم تدم طويلاً تقدماً وانتعاشاً في العلوم والفلسفة والادب ولكن سرعان ما إنتكس الوضع وبدأ الضعف يدب في اوساط الدولة العباسية حتى سقطت بغداد على يد هولاكو عام 1258، أعقبها حكم الجلائريين والقبائل التركستانية ثم دولة الخروف الأسود ودولة الخريف الأبيض ثم حكم الصفويين، ومن ثم حكم العثمانيين لمدة تزيد عن أربعة قرون ساد خلالها الجهل والفقر والمرض وتوقفت حركة العمران وكل أشكال النشاط الثقافي والعلمي والحضاري.
وحين خسر العثمانيون الحرب العالمية الأولى وفقدوا مستعمراتهم أصبح العراق تحت النفوذ البريطاني .
وكان لتأسيس حزب الشغيلة بقيادة الرفيق فهد ومجموعة من المثقفين الماركسيين البارعين الدور الكبير في استنهاض الوعي الوطني والطبقي والمطالبة بالإستقلال الوطني وحرية الشعب، وقد توّج هذا الكفاح بنجاح ثورة 14 تموز 1958 بعد ان ساهم الحزب تحت قيادة الرفيق سلام عادل بقيام جبهة الاتحاد الوطني في 9 آذار 1957 التي شملت كل القوى السياسية الوطنية والقومية والديمقراطية واليسارية والتي كان من أهدافها الأساسية اسقاط النظام الملكي العميل وشبه الإقطاعي وتحرير العراق من الهيمنة البريطانية.
وكانت ثورة ١٤ تموز أول فرصة بعد عشرات القرون ليحكم العراقيون انفسهم بأنفسهم.
ولأن الثورة كانت عميقة في مضامينها وضربت مصالح المستعمر الإنكليزي في الصميم وخاصة منعه من امتيازات النفط التي كان يتمتع بها قبل الثورة من خلال أقرار حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم قانون رقم 80 لسنة 1961 الذي استطاع العراق بموجبه فرض ارادته على الشركات في إسترجاع 99,5 % من أراضيه ، لذلك عملت المخابرات البريطانية وبالتعاون مع المخابرات الامريكية على إجهاض الثورة، وقد أفلحت جهودها بعد ان تم التعاون والتنسيق مع القوميين والبعثيين الذين إختلفوا مع قاسم حول مسألة الإنضمام الفوري الى الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا، وبمباركة من مرجعية محسن الحكيم الذي لم يكن راضياً عن إصدار حكومة قاسم لقانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. فجاء انقلاب 8 شباط 1963 ليس لاسقاط حكومة عبد الكريم قاسم والإلتحاق بالجمهورية العربية المتحدة فحسب ، وإنّما لتنفيذ مهمة أسيادهم في تصفية الحزب الشيوعي العراقي جسدياً وفكرياً واضعاف اليسار في العراق وإ بعاده عن فلك الاتحاد السوفياتي آنذاك. لذلك تمّت وبشكل مبرمج تصفية أغلب قيادييه بما في ذلك سكرتير الحزب الرفيق الشهيد سلام عادل ومئات الكوادر المتقدمة وعشرات آلالاف من أعضائه.
ولأن الحزب ومنذ ولادته كان لصيقاً بالجماهير ويتفهم مطالبها وطموحاتها المشروعة ويدافع عنها بلا هوادة ومن دون خوف أو تردد، فقد التفت الجماهير حوله وأصبح من أقوى الاحزاب السياسية في الساحة، وهذا ما أغاض أعدائه وخصومه، وأصبحت مهمة إضعافه وتصفيته على رأس الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة، لكن الارادة الفولاذية الصلبة وعشق الشيوعيين العراقيين وحبّهم لوطنهم وتوقهم الى ان يروا وطنهم حرًاً ومستقلاً وذو سيادة وكفاحهم من أجل العدالة الاجتماعية أفشل كل مخططاتهم.
ولم يكن صمودهم بوجه حملات التصفية سهلاً عليهم أبداً، فقد قدّم الحزب في خضم هذا النضال المثابر قوافل من الشهداء الابرار ، حتى أمسى البعض يسمي الحزب الشيوعي العراقي بحزب الشهداء.
فالشيوعي العراقي نموذج فريد من نوعه، فهو صادقٌ في معتقده، وفيٌ لحزبه، ومحبٌ لشعبه، ونزيه في أداء واجبه، ويداه نظيفة من الإختلاسات وسرقة المال العام، يأخذ مُثله من قادته الميامين الابطال الذين اعتلوا المشانق وهم يهتفون بإسم الحزب وبالشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، وكذلك في صمودهم الاسطوري تحت التعذيب الوحشي في أقبية الامن ولم يتمكن الجلادون من انتزاع اية معلومات عن التنظيم الحزبي ولا الوشاية برفاقهم.

87 عاماً يعمل الشيوعيون في الساحة، تارة في العلن وأخرى في السر ، أصابوا مرّآت وأخطأوا في مرّاتٍ أخر، ولكن بعد كل كبوة ينهضوا من جديد ليستعيدوا قوتهم ونشاطهم ويتصدّرون الساحة في توجيه الجماهير نحو مصالحها الحيوية.
ولأنّهم أنقياء في النية وصادقون في الطرح ولا يغدرون ومتمسكون بشعار دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية ، جرى ويجري تشويه سُمعتهم من قبل الأنظمة الفاسدة والفاسدين ، والصاق شتى التهم بهم وهم منها براء. لم يتسنى للشيوعيين حكم البلد لكي تتبيّن حسناتهم من عيوبهم ، لكن يمكننا أن نحلل ونناقش كلاً من الحكم الملكي العميل وحكومات القوميين والبعثيين وأخيراً الاسلاميين وما خلّفوه من أزمات إحداها تلو الأخرى حتى أوصلوا البلاد الى حافة الهاوية.

يأتي في مقدمة مهمات الشيوعيين العراقيين اليوم، التعاون والتنسيق مع كل القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والأكاديمية وشباب وشابات الانتفاضة والنقابات المهنية من أجل إنهاء نظام المحاصصة الطائفية والإثنية، أس البلاء و الفساد وسبب الأزمة البنيوية الشاملة الغير قادرين على حلّها، وفي إقامة الدولة المدنية الديمقراطية - دولة المواطنة وذات سيادة بعيداً عن التدخلات الخارجية.

تحية اكبار وإجلال للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه السابعة والثمانين.
تحية للشيوعيين العراقيين رموز النضال و الفداء والتضحية من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.
المجد والخلود لشهداء الحزب وشهداء انتفاضة تشرين الباسلة وكل الوطنيين العراقيين .



#شابا_أيوب_شابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا يكشف عيوب النظام الرأسمالي العالمي
- الدولة المدنية والدولة العلمانية والفرق بينهما
- تحالف سائرون من منظور ماركسي
- كلمة جمعية ما بين النهرين في مهرجان الشعر والخطابة في كوبنها ...
- غبطة أبينا االبطريرك: حذارٍ من الوقوع في شرك الطائفية
- هللوا يا بنات آشور، فقد إنفك أسْرَكُنَّ
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها - الجزء الثا ...
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها - الجزء الثا ...
- الطائفية السياسية أسباب ظهورها وسُبلْ إِلغائها
- في الذكرى الأولى لمأساة سنجار
- داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثالث
- داعش طاعون الفكر المعاصر الجزء الثاني
- داعش طاعون الفكر المعاصر
- جنس الدواعش - 3
- جنس الدواعش


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شابا أيوب شابا - ويبقى الشيوعيون عقل وضمير وشرف العصر