حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 6851 - 2021 / 3 / 27 - 11:40
المحور:
المجتمع المدني
المُعاندة هي المُخالفةُ والمُعارضةُ. يعاندُ الناسُ رفضًا لما يُفرضُ عليهم ويرونه غيرَ ملائمٍ. المُعاندة قد تكون إيجابيةً لما يخرجون علانيةً للتعبيرِ عن رفضِهم وقد تكون سلبيةً عندما لا يتجاوبون مع مايرفضونه، قانونًا كان أو نظامًا. هل أصبحت المعاندةُ سمةً غالبةً في مجتمعِنا؟
لما إتلافُ الممتلكاتِ العامة؟ لأن حالةً من العداءِ نشأت وتضخَمت من البعضِ تجاه أجهزة الدولةِ. هناك من يشعرون بأنه لا يوجدُ من يحِسُ بهم، وأن معاناتَهم في غيرِ اِعتبارٍ؛ وسائلُ مُعاندتِهم هي إلقاءُ الحجارةِ على نوافذِ القطاراتِ، سرقةُ الكهرباءِ من الأعمدةِ، إلقاءُ المخلفاتِ في الشوارعِ، وغيرُه من قائمةٍ طويلةٍ للتعبيرِ عن الغضبِ.
لما العزوفُ عن الإعلامِ المحلي؟ لأنه لا يطرحُ الموضوعاتِ التي تهمُ الناسَ، لأنه إعلامٌ مُوجه، محدودُ الحركةِ مُقيَّدُ الإبداعِ. المقاطعةُ هي صورةٌ واضحةٌ للمُعاندةِ. الصحفُ أكوامٌ على الأرصفةِ بينما تنَحَت الفضائياتُ أمام وسائلِ التواصل التي أصبَحَت مُتنَفسًا ومصدرَ ثقةٍ. الفضائياتُ العربيةُ والأجنبيةُ تجتذِبُ الناسَ بينما الإعلامُ المحلي يساندُه البرلمان بفرضِ ضرائبٍ لتعويضِ خسائرِه بما يُفاقِمُ المُعاندةَ!!
كلما أُصدِرَ قانونٌ أو مسودةٌ له تثورُ التكهناتُ عن دوافعِه ومدى الضررِ الذي سيلحقُ بفئاتٍ منه، وما يُثارُ عن قانونٍ جديدٍ للجامعاتِ مثالٌ. ياترى هل سيتخلى القانونُ عن الأساتذةِ المتفرغين؟ هل سيطيحُ بمن تأخروا في الترقيةِ؟ هل سيُكرسُ الجودةَ التي قدَمَت مثالًا في التسطيحِ وإهدارِ قيمةِ الأستاذِ الجامعي وجرأت الطلابَ على مؤسساتِ الدولةِ ومنها الجامعات؟ هل ستكون برامجُ الساعاتِ المعتمدةِ نموذجًا يُعمَمُ بالرغم من عدم ملاءمتِه لجامعاتِ الأعدادِ الكبيرةِ؟ عدمُ الثقةِ في الدوافعِ الحقيقيةِ ردُ فعلِها الطبيعي هو المُعاندةُ، تمامًا كما يُقاومُ الفيروساتِ نظامُ المناعةِ في الجسمِ، قانونُ الشهرِ العقاري مايزالُ حيًا في الأذهانِ.
المُعاندةُ تكونُ أيضًا من السُلطات لما تتجاهلُ متاعبَ الناسِ وأوجاعَهم ومخاوفَهم فتتمادى في فرضِ ضرائبٍ ورسومٍ وإجراءاتٍ مُجحِفةٍ.
أي نظامٍ لأو إدارةٍ ابد أن تقومَ على اِحترامِ الناسِ، لا يُعاندُهم فلا يُعاندوه ...
اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلَبُ للراحةِ وللجوائز،،
https://www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟