أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عقيل الموسوي - تأخر موازنة ٢٠٢١ وتأثيره على العراقيون (رؤية نفسية)














المزيد.....

تأخر موازنة ٢٠٢١ وتأثيره على العراقيون (رؤية نفسية)


حسين عقيل الموسوي
(Hussein Aqeel Almusawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 26 - 14:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على مدى ثلاثة أشهر، ينتظر أبناء الشعب العراقي بصيص أمل من قانون لعله ينصفه، وينال منه ولو جزء بسيط من حقوقه التي لم يحظى بغالبيتها على مدى ١٧ عاما. إلا أن المناقشات والحوارات بين الأطراف السياسية أخذت أبعادها، الأمر الذي ممكن أن يؤدي إلى أن يسود القلق والتوتر والكثير من تحديات الصحة النفسية على غالبية أبناء هذا الشعب وعلى وجه الخصوص الفئات الفقيرة التي خيبت آمالها موازنة العام الماضي، وحطت هذه الآمال رحالها على موازنة العام ٢٠٢١ ترجو منها خيرا!

إن قلق المستقبل يشير إلى الهواجس والخوف والتوتر الذي ينتاب الأشخاص لما سيحدث في المستقبل من تغييرات، سواء أكانت هذه التغييرات على الصعيد الشخصي (محور الموضوع) أو اللاشخصي، نتيجة الشعور باليأس، وعدم ثقتهم بالنتائج القادمة.

بالتالي، ونتيجة لما عايشته هذه الفئات الفقيرة ومنهم الشباب العاطلين عن العمل من الحرمان من حقوقهم، وللغموض الذي بدأ يسود على موازنة العام ٢٠٢١، يؤدي هذا من الرؤية النفسية إلى ظهور قلق المستقبل لدى هذه الفئات، ومن آثار هذا النوع من القلق لدى هذه الفئات ما يأتي:

١. التوتر والخوف لما ينتظرهم في المستقبل على صعيد تكوين الأسرة والإستقرار المادي، وعلى جانب الصعيد الإجتماعي أيضا حول كيفية نظرة الناس إليهم عندما يكونوا عاطلين عن العمل (الذات الإجتماعية) إذا أن النظرة الدونية لهم من قبل المجتمع ممكن أن تشهد تأثيرا ملحوظا في صحتهم النفسية.

٢. زيادة فترة تعطيل إقرار موازنة ٢٠٢١ ممكن أن يؤدي إلى زيادة قلق المستقبل لدى هذه الفئات، فتزداد لديهم الأفكار الخاطئة نتيجة التشاؤم الزائد مقابل التفاؤل القليل دون اللجوء إلى بدائل الحلول، ومحاولة البحث عن سبل النهوض بالقدرات الشخصية ولو بصورة بسيطة رويدا رويدا.

٣. إن زيادة قلق المستقبل سيؤدي إلى زيادة المشاكل الإجتماعية وبالخصوص داخل الأسرة، وفي بعض الأحيان يبتعد الابن عن ذويه نتيجة للواقع المرير محاولا التخلص منه بأكثر من طريقة، وهذا يكون بسبب اليأس والتفكير الخاطئ بصورة لاإرادية الذي يسببه قلق المستقبل الأمر الذي يؤدي إلى ممارستهم لسلوكيات غير سوية قد لا تحمد عقباها ويكون تأثيرها على الذات وعلى الآخرين.

٤. لقلق المستقبل آثاره أيضا نتيجة الخوف من عدم تحقيق الطموحات في موازنة ٢٠٢١ المرتقبة، وتتمثل هذه الآثار بالتأثير السلبي على حياة الشخص بالكامل، فلا يقبل التجديد في حياته خوفا من المفاجأة التي قد لا يتقبلها، فيسوده الخوف طيلة الوقت.

٥. نتيجة للمشكلة الأساسية وهي "الجانب المادي" الذي تفتقر له شريحة الفقراء والعاطلين عن العمل، سيؤدي ذلك إلى ظاهرة "تأخر عن الزواج" لدى هذه الشريحة، فهذه الظاهرة وقلق المستقبل سينعكسان سلبا على هذه الشريحة، الأمر الذي يسبب ظهور الإضطرابات النفسية ومشكلات التوافق السلوكي.

٦. إن تأخر إقرار موازنة العراق للسنة المالية ٢٠٢١ سيتسبب بزيادة جيش العاطلين عن العمل، بالتالي تدني معدل السعادة والرضا لدى هؤلاء، إذ أن غالبية الناس يزداد معدل إحساسهم بالألم النفسي في حال عدم عملهم.

ختاما، فإن التأثير الأبرز لموازنة ٢٠٢١ يتركز في الجانب الوظيفي، وهو ما ينتظره غالبية أبناء الشعب العراقي، فحق العمل هو مطلب أساسي للجميع. هذا الأمر سيولد عدة مشاكل وإضطرابات نفسية وأهمها قلق المستقبل، فهو سيؤدي إلى ركود حاضر ومستقبل الأشخاص، مع ما له تأثير واضح على فاعلية الذات لديهم، إذ تقل ثقتهم بأنفسهم، ويرون أنهم غير قادرين على أداء سلوكياتهم بالصورة المطلوبة. ويحدث كل هذا نتيجة عدم وجود هدف واضح لدى هؤلاء، بسبب تجردهم من العزيمة والإرادة النابع من الوضع السلبي المتمثل بالمستقبل المجهول (تأخر إقرار الموازنة)، الذي يؤدي تأثيره إلى ظهور الإضطرابات النفسية وأبرزها قلق المستقبل وما ينتج عنه عواقب كما أسلفنا ذكرها.



#حسين_عقيل_الموسوي (هاشتاغ)       Hussein_Aqeel_Almusawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكر والأنثى: بين الحقيقة والإضطراب النفسي
- تجاذب الأرواح: يحبني أو يكرهني الآخرين بلا سبب
- دورنا في صناعة شخصيات الآخرين
- دوافع الإحسان لدى المسهمين في مؤسسات التكافل الإجتماعي وفقا ...
- الترتيب الولادي في الأسرة ومخاطر الصحة النفسية
- التعلق بالأشخاص .. ليس حبا!
- غير تفكيرك ... تكسب سعادتك
- الغيرة عند الأطفال


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسين عقيل الموسوي - تأخر موازنة ٢٠٢١ وتأثيره على العراقيون (رؤية نفسية)