احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 16:48
المحور:
حقوق الانسان
# في محور نساء من القرآن الكريم ..نبقى مع إمرأة عمران،تعرض الباري عز وجل في كتابه العزيز الى بيان جانب مهم من حياة امرأة عمران، تلك المرأة الصالحة التي نذرت ما في بطنها من حمل وتنازلت عن حقوقها عليه وإرادته ان يكون لله بأن يقدم خدمات في بيت عبادة الرب وسألته تعالى ان يتقبل ذلك منها.
لقد آثرت هذه المرأة المؤمنة التقرب الى ربها بفلذة قلبها على المألوف من مشتهيات نفسها كبقية الأمهات في الدنيا،نذر غير مألوف في المجتمع البشري.
غير ان مجرى الأحداث أسفر عن وضع أنثى (وليس الذكر كالأنثى)، فأنها لا تصلح لأداء المهمة التي كان النذر من اجلها ومع ذلك لم يطرأ على إخلاص عبوديتها لله تعالى، وتعلقها به فتور او عدم ارتياح ورضا، بل التجأت الى ربها وأعاذت البنت المولودة التي - أسمتها مريم يعني العابدة – وما سيكون لها من ذرية به تعالى من الشيطان الرجيم.
وقد استجاب تعالى لدعائها وانبت مريم نباتاً حسناً وانعطف عليها بالرعاية وانزال البركات حتى أصبحت موضع إعجاب النبي زكريا (ع) وغبطته، وكان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقاً إلهياً عجيباً لدى هذه الفتاة الصغيرة،فطلب (ع) من ربه الذرية الصالحة.
وجعل تعالى السيدة مريم (ع) لطهارتها وعلو مقامها عنده وعاءً لرابع أولي العزم من الرسل العظام، وهكذا منّ تعالى على امرأة عمران من خلال مريم بما لم تنله الأمهات من خلال الأبناء، وضربها تعالى مثلاً للمؤمنين لصدق عبوديتها واستسلامها لأمره ورضاها بعطائه.
فما أعظمه من درس بليغ أن يرضى الإنسان بعطاء الله تعالى، ولا يجد في صدره حرجاً من ذلك ويسلم تسليماً،لتأتي بعده بركات و نعم قد لا يفكر بها الإنسان.
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟