أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ابو زايد - العنف في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني















المزيد.....

العنف في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني


علي ابو زايد
كاتب وباحث

(Dr Ali Abozid)


الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 16:47
المحور: المجتمع المدني
    




من المعروف بأن المجتمع العربي داخل إسرائيل هو بالأساس مجتمع أصلي يعيش على أرضه وحيث كان يمارس حياته الطبيعية منذ عشرات السنين. وكما هو معروف وبعد قيام دولة اسرائيل بدأ يتميز هذا المجتمع بالاكثر تعلّما وشغفاً بالتعليم والأكاديمي، إلا أن مسألة العنف ظهرت بأنها متناقضة مع واقع الحال.
إن ارتفاع ممارسة العنف كانت بسبب انتشار السلاح غير المرخص بين فئة الشباب العربي داخل اسرائيل. وكان من ابرز ما نشاهده هو تقاعس الشرطة عن مكافحة هذه الظاهرة، بل وأن المؤشرات تدل على ان هناك سياسة موجهة لإغراق المجتمع العربي في هذه الظاهرة وخلخلة الروابط الاجتماعية والاخلاقية به.
وهنا هل بإمكاننا نعزو ان اسباب هذه الظاهرة الى قضايا نفسية تجتاح الوسط العربي والاهمال المتعمد من قبل الهيئات العليا للدولة وكأنه استهداف لهذا المجتمع لتشتيته وإضعاف مقومات تطوره، أم ان هناك عملية التطور التاريخي لهذا المجتمع والسياسات التي مورست تجاهه من قبل السلطات الحاكمة وتكريس هذه الظاهرة من خلال السياسات الموجهة لهذا المجتمع من حرمان من الكثير من مستلزمات الحياة الكريمة والتطور الطبيعي والاستيلاء على أراضي المواطنين تاريخياً وهدم البيوت وعدم الاعتراف بالتجمعات العربية وحقوقها في اراضيها وتقديم الخدمات لها ومن ثم تشريد الاهالي والتعامل مع المواطنين العرب بالعنف عند اي مطالبة حقوقية انسانية لهم واعتماد سلوك التمييز العنصري ضد العرب داخل اسرائيل!!
اننا نرى ارتداد كل هذه السلوكيات عكسياً داخل المجتمع العربي، فانتشر العنف الذاتي بدل ان يوجه بالمطالبة بالحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية لفئات المجتمع العربي الاسرائيلي اختلطت وجعلت من الهيئات المحلية المسؤولة تحت طائلة الحيرة تجاه البحث عن حلول لهذه الظاهرة سواء تقاعس النظام القضائي المحلي وغض النظر عن السلوكيات الغريبة بين شباب المجتمع العربي ووجود عصابات منظمة تشجع ظاهرة العنف والفساد بخاصة داخل المجتمع العربي.
ان المجتمع العربي الاسرائيلي استمد اضافة لكل ما ذكر انتشار ظاهرة العنف من حرمانه من ابسط الحقوق والرعاية. استمد ظاهرة العنف ايضا من شعوره الحقيقي من فقدانه من حقوقه بأرضه واصبح جزء من مجتمع غريب خليط لم يكن صاحب الارض والحضارة واصبح المواطن العربي جزء غير اصيل من هذا المجتمع بعد ان كان هو الأصل لهذه الارض.
لقد أضفت مسألة التحوّل من صاحب الارض الى ساكن غير معترف به في هذه الدولة مسلوب الحقوق والارض وغير معترف بأصالته، حيث تم افتعال افكار ما يسمى بقانون القومية اليهودي الذي يمحو الصفة الاصلية للسكان الاصليين لهذه الارض واصحابها الشرعيين. لهذا فإن شعور المواطن العربي بالتمييز العنصري كنظام وبأن هذا التمييز هدفه سلب المواطن العربي كل احلامه مما يؤدي الى عرقلة اي تطور ذاتي عربي بهدف تطوير المجتمعات المحلية والمساهمة في ابراز موجات التطور الواضح العلمي والثقافي العربي.
نرى ارتدادات السلوكيات في المجتمع العربي تبرز عكسية لطبيعة ومستقبل الواقع، من اسبابه التمييز الرسمي تجاه هؤلاء المواطنين سواء بالحقوق المالية او العمرانية او النفسية. كان من المفترض على الحكومات الاسرائيلية ان تتشارك وتتعاون مع المواطنين العرب او ممثليهم لرسم كافة السياسات والاحتياجات لهذه المجتمع. ان بروز الاحتجاجات العربية الاخيرة يقرع جرس الانذار للحكومة وللأحزاب كافة ان هذا المجتمع هو جزء أصيل من المجتمع وبأن مراكز الشرطة ونشرها ليس هو الحل انما الدور الاشمل تجاه الحد من اسباب نشر السلاح وظواهر العنف وترسيخ قوانين تحدّ من كل الافات التي تنتشر بخاصة داخل المجتمع العربي داخل اسرائيل ، مع العلم بأن ظاهرة انتشار الاسلحة تتسرّب من معسكرات الجيش بقصد او بدون قصد.!!
كما وأن التخطيط السلبي للحكومة تجاه المجتمع العربي وتشديد القمع والسلوك النفسي تجاه العرب بإشهار ما يسمى قانون القومية يعدّ احد مظاهر تشجيع السلوك العدواني والعنف داخل المجتمع العربي، وبأن رؤية السلوك الحكومي تجاه العرب بأنهم طوائف وليس كقومية اصيلة من المجتمع بأسره، هدفه تفسيخ هذا المجتمع بقصد واضح، ولهذا برزت فئات صهيونية ولا زالت تحلم بتشريد ما تبقى من العرب من وطنهم.
المشكلة الاساسية في مجتمع خليط كهذا، يلزمه نظام سياسي مستقر هدفه خدمة كافة المواطنين بغض النظر عن اصوله الاثنية والقومية. الحكومات المتعاقبة تتعامل بأسلوب الهيمنة على الاقليات وتصنيفها بهدف اضعافها، فهي تهدف للهيمنة على الاقليات سواء على الواقع الاقتصادي او السياسي والتمثيلي. اي اننا نشعر بأنه هناك سياسة ممنهجة عمليا ضد الاقليات سواء بالعنف المعلن او النفسي. لو ارادت الحكومات الاسرائيلية إنصاف مواطنيها العرب فما عليها إلا الإعلان عن المساواة الكاملة لكافة المواطنين بكل مناحي الحياة وهذا يبرز تضاؤل مظاهر العنف العنصري والنفسي والجسدي. ان قيام الحكومة الاسرائيلية باعتماد سياسة التضييق على البلدات العربية عمرانياً وهيكلياً وعدم تخصيص اراضي ومساحات بهدف التوسع العمراني للسكان وقيامها بهدم البيوت العربية بحجة عدم الترخيص وسياسة التشريد والتهويد....إلخ احد اهم الاسباب كما وتقليص ميزانيات المجتمع العربي والتضييق على أنفاسه وتطوره يؤدي الى زيادة بؤر العنف والانحراف.
هناك الكثير من الكفاءات العربية العلمية داخل هذا المجتمع، وهذه الكفاءات محرومة من ان تكون معترف بها كرموز عربية في مواقع عملها ونشاطها بسبب القوانين العنصرية والتمييز العرقي. لهذا فإن سياسة القهر والعنصرية هي سيدة الموقف والتي تتسبب في ازدياد العنف داخل المجتمع العربي في اسرائيل. وان زوال او تضاؤل وجود هذه الحال هو بإعادة النظر بالسياسات العنصرية الصهيونية تجاه الاقليات واحترام مشاعرها ووجودها وحقوقها وتخفيف الفوارق ما بين مكونات هذا المجتمع حتى تتشافى التجمعات من مظاهر العنف والعنف المضاد وبناء ثقافة وسياسات تربوية أحدث وأسلم.
إن المظاهرات والحراكات العربية الجماهيرية تؤكد ان الجماهير العربية تنتفض على واقع مرير سيء بسبب انعدام الأمن الشخصي وتغلغل منظمات الاجرام في اوساط الجماهير العربية وكأن الأمر مقصود ومدروس من قبل عناصر خفية لتوجيه وتركيز هذه الظاهرة في الوسط العربي. ان ذلك يضطر الحكومة لتغيير سياساتها وأدواتها والتعاطي مع مطالب الجماهير العربية. ان التصعيد هذا يجعل الحكومة مضطرة لوضع حلول جذرية لمشاكل الجماهير العربية. اذن المطلوب من الحكومة خطة جديدة جذرية لمواجهة منظمات الاجرام والفلتان الأمني في التجمعات العربية، بمساواة توفير الحياة الكريمة والمساواة والعدالة داخل المجتمع العربي وتوفير كافة مستلزمات الحياة القانونية والانسانية كبقية هذا الخليط المجتمعي الإسرائيلي والمطلوب من قيادات المجتمع العربي وضع خطة لمواجهة العنف والتعاون مع السلطات والهياة المختصة من اجل حياة افضل واكثر أمان.



#علي_ابو_زايد (هاشتاغ)       Dr_Ali_Abozid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل الاعلام العربي


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي ابو زايد - العنف في المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني