احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6850 - 2021 / 3 / 25 - 12:22
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
# من كتابات المرحوم العميد محمد درويش: اللسان الحلو يطلع الحية من الزاغور.." جحر،ثقب في الجدار"،كان رجل يعيش في بيت قديم البنيان مع زوجته وولده، وكان في البيت حيّة تعيش داخل جحر في أحد حيطان البيت منذ أمد بعيد، وكان الرجل يكره أن تعيش الحيّة في بيته، ويخشى منها على ولده، وفي ذات يوم رأى الرجل الحيّة تهمّ بدخول جحرها، فأسرع إليها ليقتلها، ولكنها استطاعت أن تفلت منه، وأن تدخل جحرها فتنجو بحياتها، ومنذ ذلك اليوم أضمرت الحيّة للرجل وأهل بيته شرا، وفي صباح ذات يوم، رأت الحيّة ربة البيت تعدّ الفطور لزوجها وولدها، فتضع اللبن في أواني، ثم تصفّ تلك الأواني على منضدة الطعام، فرأت الفرصة مواتية للانتقام من الرجل وأهل بيته فجاءت إلى اللبن وذرفت فيه من السم الزعاف ما يكفي لقتل أناس كثيرين، ثم عادت إلى جحرها فدخلت فيه. وبعد مدة وجيزة استيقظ الرجل من نومه، فسمعت الحيّة زوجته تلومه على كراهيته للحيّة ومحاولة قتله لها، وقالت له: ( أنتَ هوايه غلطان، هذي الحيّة ساكنة ويانا من سنين، وصارت واحدة من أهل البيت ، وأني أحبها مثل ما أحب ولدي)"لهجة شعبية" فأجابها: (والله يا زوجتي أني متندم على محاولة قتلي للحية، ومن الآن فصاعدا راح أعامل الحيّة مثل ما تعامليها أنتِ، وأحبها مثل ما تحبيها)، وفي هذا الأثناء كانت الحيّة تنصت لما قاله الرجل وزوجته، فلقي ذلك القول منها قبولا حسنا، وندمت على ما فعلت من ذرف السم في أواني الحليب، فأسرعت خارجة من جحرها، وذهبت إلى حيث يوجد بعض الرماد، فتمرغت فيه، ثم راحت إلى أواني الحليب فجعلت تغطس في الأواني آنية بعد آنية حتى لوّثت الحليب كله بالرماد، فصار غير قابل للشرب، وأنقذت تلك العائلة من موت محتّم، ثم علمت الزوجة بأمر الحية مع الحليب، وخروجها من جحرها لتلوّثه، كما علمت أن الحيّة إنما فعلت ذلك بعد استماعها لكلامها وكلام زوجها، فقالت في ذلك:
(السان الحلو يطلع الحيه من الزاغور). وهكذا الشخص الذي ينال بحلو لسانه ما لا يناله بقوة.
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟