جاسم الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 1627 - 2006 / 7 / 30 - 08:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من خلال كل التجارب العالمية على مدار القرن العشرين والتي استطاعت هذه الامم ان تشيد بناء تجربة حية لتجارب استطاعت الارتقاء بالواقع الموضوعي الى درجات من التقدم والتحضر كان يجمعها جامعا مشتركا فيها وهو الاهتمام بالفرد ودعمه وجعله يتمتع بمبدأ المواطنة الحضاري والذي من خلاله استطاع ان يمارس كينونته وان يحقق الابداع في مجالات معينة ولا عجب لان الفرد وهو اساس المجتمع وحجر الاساس فيه بل ان اوربا الغربية في نهضتها الحضارية في القرن العشرين لم تستطع ان تبلغ ذلك الا بعد ان ارست مبدأين اساسيين هما جعل الفرد الانسان هو محل القداسة في احقيته في ممارسة حقوقه وواجباته وكفلت له ذلك قانونيا ومن خلال المؤسسات الفعالة وايضا جعل المواطن او الفرد يشعر بقداسة الواجب او العمل الذي يقوم به مما نتج عنه اداءا على افضل المستويات ومواطن واثق من ذاته الى درجة كبيرة مما نتج عن هذين المتغيرين الايجابيين مجتمع منفتح على حد تعبير المفكر الفرنسي هنري برجسون وذو مراكز مرموقة على الاجندة العالمية والدولية يقول الاستاذ الدكتور سعد احمد النعيمي ان الفرد هو النواة الاولى لاي مجتمع واذا صلح هذا الفرد صلح المجتمع كله لذا لن يصلح الفرد في مجتمع لا يحمي ولا يحترم حقوقه وهذا ما عبرعنه آدم سميث بمفهوم اليد الخفية التي رأى انها تقود المجتمع الى الصلاح ابتداءا بصلاح الفرد اولا وهذا هو سر نجاح العالم الليبرالي والغربي لانه يتعامل بموضوعية تامة مع ابجديات الفكر والواقع ولا يصطدم مع الايديولوجيات السائدة حيث نرى استقرار في المقام الاول وهذا ما غفلت عنه التجربة الاشتراكية فسقطت فكان سقوطها درسا قاسيا لدول تبددت ثرواتها وشعوب وتبخرتاحلامها بشعارات قومية واهية اذا ان صلاح الفرد وتعزيز كينونته من خلال اداة اجتماعية وسياسية ديمقراطية وعبر اتاحة حرية التعبير والرأي وممارسة شعائره على ان لا يتم ساس أي عقيدة او شخصية اجتماعية لطائفة او لفئة وان يتم احترام ذلك من قبل المجتمع وعبر عنه بالقول المأثور ( حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين) وبما اننا في العراق الجديد قد ارسينا مؤسسات ديمقراطية دائمة وراسخة تدعو الى تعزيز دور الفرد العراقي بكل ما يتاح من امكانيات وان يكون هو اساس المجتمع وليس الاسرة كما جاء في الدستور العراقي والتي ربما صيغت لدواعي اخلاقية انسانية ولكن الصحيح ان يكون الفرد هو اساس او النواة الاولى لاي مجتمع وان الفرد هو اساس المواطنة وبعيدا عن انتماء عرقي او مذهبي او قومي هو اخ للجميع وعملا بقول الامام علي كرم الله وجهه عندما عبر تعبيرا رائعا عندما قال حول احترام الفرد او الانسان :
(( اما اخ لك في الانسانية او نظير لك في الخلق )) .
#جاسم_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟