أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن














المزيد.....

الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 13:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الناصرية مدينة استثنائية في حركتها الاحتجاجية الشعبية لكونها مدينة تعاني التهميش والاهمال المقصود. وذلك بسبب غياب الخطط الادارية المنظمة رغم انها رابع مدينة من حيث الكثافة السكانية, ومدينة نفطية غنية ولكنها تعاني من الفقر والبطالة وتفتقر الى عوامل التنمية الاقتصادية لكونها مدينة تعاني من الاختناق والانسداد. وهذا يعود سببه الى فشل الرؤية الادارية القائمة على ادارة المحافظة مما يجعل الوضع الاقتصادي يتفاقم نحو ساحات الاحتاجات مطالبين بحقوقهم المشروعة بالعمل والعيش بكرامة.
ورغم التغييرات الادارية التي طرأت على منصب المحافظ منذ انطلاق الاحتجاجات عام 2019 الا انها لم تاتي بنتيجة حقيقية لتلبية مطالب المتظاهرين واقناع الشارع الذي قدم مئات الشهداء والاف الجرحى والمعاقين.
وتبقى النقطة الاساسية في فحوى الحراك الذي تمثله التظاهرات المتصاعدة هو تلبية مطاليب الجماهير. فادارة المحافظة بهذه الاليات البالية والمتهالكة وبهذا الايقاع المتباطئ لايمكن فك النزاع الحاصل بين الحكومة والشارع.
ولكن السؤال الاهم تظاهرات الناصرية الى أين؟
المشكلة في التصعيد المنظم للتظاهرات بين حين وآخر الذي يخلق فوضى متصاعدة, فاذا كانت الفوضى هدف التظاهرات والاخلال بالنظام والقانون العام. ستكون أرض المدينة وشوارعها وجسورها مهددة حتماً في كل كَرَة ومرة للخراب والدمار لكونها مسرح التصادم والمواجهة. وكأن قدر المدينة أن تصبح طاحونة الحروب والصدام الدامي وتتحمل تداعياتها والخاسر فيها أبناءها وبنيتها المتهالكة.
استعادة الشوارع والجسور وفض التظاهرات والاشتباك وفك الاختناق وتنظيم الفوضى من واجب الحكومة المحلية والقوات الامنية, التي اعتادت بطرق دموية مفرطة التعامل والتعاطي مع كل ازمة لتفعيل وتفاقم الفوضى من جديد وانعدام الامن مع كل حراك.
وتختفي معالم الجريمة في غبار الغموض الذي يحيط بكل أزمة وتنتهي بادانات وبيانات اعلامية لذر الرماد في عيون المتظاهرين. وهكذا تمر الناصرية بدواليك الصراع اللامنتهي.
الشروع أو التحريض أو التآمر لتسهيل أي تمرد على السلطة الشرعية أمر في غاية الخطورة وهو أمر مرفوض شعبيا ورسميا سوى هذا التحريض شخصي او سياسي لانه خيانة عظمى يؤدي الى الاخلال الامني وخلق فوضى ثمنها باهضا.
واستمرار الفوضى وانعدام الامن ليس بمصلحة عراقي شريف ووطني يدعي انتماءه للوطن. فالذين يراهنون على تغرير البعض من الصبيا والشباب وزجهم بين المتظاهرين او تحريك الشارع لتصفية حسابات شخصية او سياسية فهم واهمون جدا لكون أمرهم سيكشف حتماً.

وهذا يتحمل جزء منه المتظاهرين السلميين والشباب الواعي الذين يتصدون للحراك الجماهيري وللعوائل المحترمة على ان تهذب وترشد من حركة ابناءهم لا أن تترك نهاياتهم سائبة وتتحول اجسادهم الى ثمن الصرع وتفجع امهاتهم بهم.

ويبدو ان السلطة الامنية عاجزة عن وضع حدٍّ صارم وقوي لهذه الفوضى بطرق وخطط سلمية تنظيمية كمعالجات لتلك الازمة بعيدة عن المواجهة والتصادم المباشر. لكونها تعيش حالة من الاغتراب وانعدام الثقة بينها وبين الشارع الملتهب, لذلك تتمشق بكل انواع السلاح في كل المواجهات مع المتظاهرين الذي يخلف ضحايا مع كل مواجهة.
اغلب القرارات الحكومة جاءت كردات فعل مستعجلة على أحداث فوضوية أو خارجة عن القانون دون ان دراسة فالاقالات دون وضع خطط علمية ستراتيجية امنية للسيطرة الفعلية على الشارع. وليس اقتصار الامر على سياسة داخلية عرجاء تزيد من تفاهم المشكلة وتدهور الوضع. هذا التخبط السياسي والامني يخلق ردود افعال سلبية للشارع.
ايجاد الحلول والمعالجات الجذرية بإطر قانونية واعادة التأهيل والاستيعاب وفصل المصالح الشخصية عن الاهداف العامة للمجتمع وغير ذلك ستظل الحكومة في واد والمواطن في وادٍ وسلطتها مكسورة الجناح وشوكتها غير مهابة وتظل الناصرية وشعبها تتسائل بمرارة "استمرار الفوضى وتصاعدها وغياب الامن" لمصلحة من؟؟؟.



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى حكومة ذي قار الجديدة
- البعد الاصلاحي في فكر الشهيد الصدر الثاني (رض)
- ضعف المنظومة الأمنية ... وغياب الرؤية الاستراتيجية
- المالكي والنجيفي والمطلك تحالفات الاضداد
- زيارة اوغلو الى كركوك تكشف عن هشاشة السلطة وغياب الدولة
- السياسة بين الفضيلة والرذيلة
- تعقيدات المشهد السياسي العراقي
- الاسرة وحدة إجتماعية مهمة في البناء الحضاري للمجتمع
- طيور الجنة تنتحر في جامع أم القرى
- الاستجواب البرلماني وسيلة رقابية أم حسابات سياسية
- مفاوضات ومحاولات للخروج من الأزمة السياسية
- الأحزاب العراقية وإشكالية العمل السياسي
- الاتفاق الخجول للكتل السياسية لتمديد بقاء القوات الأمريكية
- شخصنة الازمة السياسية والقرار الامريكي
- اختزال دور البرلمانيين من قبل رؤساء الكتل السياسية
- ترشيق الحكومة بين الممكن والمستحيل
- غياب إستراتيجية بناء الدولة العراقية
- قبل أن يسدل الستار على مذبحة عرس التاجي
- قاسم مطرود من على فراش المرض يفتح قلبه للعراق
- تهديدات العراقية بالانسحاب.. موقف ام مناورة


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ناجي الغزي - الناصرية فوضى متصاعدة وغياب الامن