أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - العلمانية نشأت وترعرعت في حضن الديمقراطية















المزيد.....

العلمانية نشأت وترعرعت في حضن الديمقراطية


عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)


الحوار المتمدن-العدد: 6848 - 2021 / 3 / 22 - 00:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ظهرت الديمقراطية البدائية في تجمعات عائلية لا يزيد عدد افرادها على 100 شخص تمتهن الصيد، تتخذ قراراتها بالاجماع اوبالاغلبية عند الذهاب الى الصيد او الدفاع عن ديرة العائلة او الاتحاد مع العوائل المجاورة، ليس فيها رئيس يسوسها، اتحدت التجمعات العائلية الصغيرة بعضها مع البعض فكونت القبيلة او قد تتكون القبيلة من تناسل افراد العائلة وزيادة عدد الافراد، تسكن القبيلة في قرية، ينتخب شيوخ القرية زعيم لهم، ثم تتم المناقشات في مجلس القرية او مع الزعيم، بعد ذلك تشكلت المدن التي تمتاز بمجموعات سكانية كبيرة تمتهن الزراعة، ،فتكونت المدن في بلاد ما بين النهرين، في عصر فجر السلالات 3900- 2400 قبل الميلاد، كانت الدول مجزأة الى عدد من دويلات المدن، حكم كل مدينة سلالة مستقلة عن سلالات المدن الاخرى ولكل منها إله خاص بها مثل كيش ونيبور والوركاء، ولما كان الناس يمتهنون الزراعة التي تحتاج الى تكاتف السكان من اجل حفر الترع والقنوات لري ا لمزارع وتطهير الجداول وغير ذلك من الاعمال الزراعية، مما ادى ذلك الى ظهور سلطة جماعية تتخذ قرارات لتنظيم المجتمع من خلال جمعية عمومية يشترك فيها جميع المواطنين في اتخاذ القرارات، تضم في داخلها مجلس استشاري اعضاءه من المسنين، في الازمات يدعى المجلس العام للانعقاد كالحرب وحدوث مخاطر وازمات، كان عمل مجالس المدن بمثابة هيئة تشريعية تصدر القوانين وتفرض العقوبات على المجرمين كعقوبة الموت والنفي، كانت السلطة بيد الذكور الاحرار والوظائف لم تكن مخصصة لفئة معينة ولم يكن للملك سلطة مطلقة.
لا توجد ادلة ومصادر موثوقة تؤكد وجود جمهوريات او دويلات هندية في القرن السادس قبل الميلاد تنتهج الديمقراطية البدائية، يعتقد بان لهذه الممالك الصغيرة ملك له عدد من المستشارين يجتمعون بانتظام يناقشون جميع قرارات الدولة، والاجتماع مفتوح لجميع الرجال الاحرار، تمتعت الهيئة الاستشارية في بعض الممالك بسلطة ادارية وقضائية ومالية مستقلة ولها حق اختيار الملك من عائلة من النبلاء، او ينتخب الملك من قبل مجلس متكون من النبلاء واصحاب النفوذ.
حكمت اثينا في القرن السابع قبل الميلاد طبقة ارستقراطية مستغلة مما ادى ذلك الى ظهور مشاكل اجتماعية ، فتمرد السكان في اوائل القرن السادس، فاتفقت جميع الطبقات الرجوع الى فلسفة سولون 638-558 قبل الميلاد لحل مشاكلهم، وسولون هذا احد النبلاء وشاعر ومشرع، وضع حلا توفيقي بين جميع الاطراف وتخفيف معاناة الاغلبية الساحقة من سكان اثينا دون المساس بامتيازات الطبقة الارستقراطية، قسم مواطني اثينا الى اربعة فئات لكل فئة حقوق وواجبات مختلفة عن الاخرى، وحق جميع المواطنين على حضور الندوات الاستشارية وحقهم التصويت على القرارات، وتأسس مجلس شعبي الذي يحق له التشريع وسن القوانين والمراسيم وانتخاب المسؤولين و مناقشة قرارات المحاكم، يعتبر سولون واضع اسس الديمقراطية.
في روما مجالس شعبية انتخبت الملك عام 510 قبل الميلاد، ثم اطاح بالملك مجموعة من الارستقراطين بزعامة لوسيوس جوليوس بروتوس، قام مجلس الشيوخ بانتخاب 10 اشخاص لكتابة دستور جديد عوضا عن القانون العرفي القديم وذلك في 451 قبل الميلاد، يتكون الدستور الجديد من 12 بند ، عرض على مجلس الشيوخ فاقره مع اجراء بعض التعديلات عليه بعد اقرار عدد من الحقوق السياسية للمواطنين، الديمقراطيات الحديثة تقلد النموذج الروماني في الحكم وليس الاثيني.
نشر الرومان الديانة المسيحية في اوربا وحاصروا القبائل الجرمانية ومنعهم من الانتشار في اوربا، ضعفت الامبراطورية الرومانية في آواخر ايامها، فغزاها المغول من الشرق والقبائل الجرمانية من الشرق فتم الاجهاز على الامبراطورية الرومانية وسقوط روما بيد القبائل الجرمانية و قتلوا آخر امبراطور عام عام 476 ميلادية، كما سيطرت القبائل الجرمانية على اوربا الغربية، مخلفة فوضى اقتصادية وعسكرية وسياسية وفكرية وتخلف في جميع مناحي الحياة.
برز دور الكنيسة بعد سقوط روما، ادعى باباوات روما بانهم خلفاء المسيح على الارض بناء على ما ورثوه من حق الهي، القديس بطرس ورثه عن المسيح وادعى الباباوات بتقدم كنيستهم على بقية الكنائس، واعتبرت الكنيسة ميراث الرومان من العلم والفلسفة هو ميراث وثني يجب محاربته فشاعت ثقافة وعقيدة وفكر واحد مرجعيته الكتاب المقدس، فقمعت اي مخالفة لاطروحات الكنيسة تحت ستار الحرمان الكنسي، بتهمة الهرطقة والالحاد، قتلت الكنيسة عدد كبير من العلماء والمفكرين اما حرقا او قتلا بطرق شنيعة، فنشب صراع مرير بين باباوات روما وملوك الجرمان وفي النهلية انتصرت الكنيسة عليهم فخضعوا لها وبذلك اصبحت الكنيسة تمتلك السلطتين الاهوتية والدنيوية، فعم الجهل اوربا طيلة الف عام، ثقافة المجتمع الوحيدة والمقبولة والمتداولة هي اللاهوت المقدس بينما يملك الارض وما فوقها من زرع وحيوان قبائل الجرمان وانقسم المجتمع الى طبقتين: طبقة الاقنان وهم فلاحوا الارض من عموم الناس وطبقة السادة المتكونة من الامراء والقواد والفرسان ورجال الدين، اضفت الكنيسة الشرعية على هذا النظام مما شجع الملوك والاقطاعيين باستعباد واشتغلال الفلاحين او الاقنان، قامت الكنيسة بتخدير المسغلين بفتح الغين وروجت نصوص الكتاب المقدس التي تدعو الى الابتعاد عن الدنيا لانها مملكة الشيطان وقولهم المأثور دع ما لقيص لقيصر وما لله لله، وهذا شبيه بما يذكره رجال الدين المسلمين مثل الله مع الصابرين و اصبر والصبر مبروك تاليه.
استمرت اوربا على هذا التخلف حتى عصر النهضة في مطلع القرن الثالث عشر حيث ظهرت حركات اصلاحية دينية متمردة على الكنيسة الكاثوليكية مثل البروتستانت واللوثريين، واعلن بعض الملوك العصيان على الكنيسة وظهرت للوجود الدول القومية ونشبت الحروب الدينية ما بلن 1517م و1648م ولم يوقفها سوى صلح وستفاليا حيث ترك للملوك ورعاياهم حرية الاعتقاد دون ان يكون للكنيسة شأن في ذلك، وانهار النظام الاقطاعي في القرن السابع عشر والثامن عشر وعوضا عن الاقطاعيات الكبيرة نشأت ملكيات مطلقة وظهرت بواكير النهضة الحديثة بعد قرون من التخلف والاستبداد في القرون الوسطى وبزغ فجر العلمانية عام 1648 ميلادي.
نشأت الديمقراطية في المدن السومرية والبابلية والأكدية في وادي الرافدين قبل 23 قرنا من ظهور العلمانية في اوربا الغربية، كانت الديمقراطية في بداياتها ضرورة لتنظيم المجتمع الزراعي وادارة الحكم واصبحت لاحقا وسيلة لحسم الصراع بين المستغلين بكسر الغين والمستغلين بفتح الغين، بين الارستقراطيين والامراء والعبيد وبين الاقطاع والاقنان ونتيجة الصراع بين الشعوب والمسيطرين على السلطة والثروة، كانت الديمقراطية ضرورية لفض النزاع بين السياسين والنبلاء واصحاب الاراضي من جهة والعبيد والفقراء الذين ليس لهم حق الترشح والتصويت لمجالس الامراء والماسكين على زمام السلطة، العنصر المهم والفعال في تطور الديمقراطية هو الشعوب التواقة للحرية والخلاص من الاستغلال وقدرتها على تنظيم امورهم بواسطة سلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية ومنظمات مجتمع مدني تضمن حرية الضمير والمعتقد والفكر والعدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين، كل ما ذكر يشير الى ان الديمقراطية ليس لها خلفية دينية يمكن تطبيقها في المجتمعات التي تمزقها الصراعات بسبب الاستغلال والدكتاتورية ومهما كانت ديانة هذه المجتمعات، لا ترتبط الديمقراطية بحضارة او بمنطقة او ببلد معين ولا ترتبط او تنتمي الى فلسفة او فكر خاص.
نشأت العلمانية في اواسط القرن السابع عشر ميلادي كنتيجة لاستغلال وتعسف الكنيسة، وقمع العلماء والمفكرين واستعباد الناس من جهة وانتفاض الملوك والامراء من الجهة الأخرى ، نشأة العلمانية مرتبطة بالكنيسة والدين المسيحي بعد ان حصرت الكنيسة السلطتين اللاهوتية والدنيوية بيديها وعاثت في الارض فسادا منذ سقوط روما 476م وحتى عصر النهضة، فظهرت افكار تدعوا الى فصل الدين عن السلطة ومؤسسات الدولةوالحياة العامة من جميع النواحي فلولا الديمقراطية لما ظهرت هذه الافكار، ولولا الديمقراطية لما نشأت العلمانية وتطورت، لذا نلاحظ ارتباط العلمانية بالديمقراطية حتى النصف الاول من القرن الماضي حيث نضجت واكتملت آليات الديمقراطية ولا زالت العلمانية تشق طريقها في المجتمعات الاسلامية، فلو نظرنا الى الدول الديمقراطية الحقيقية لوجدنا انها علمانية كفرنسا وامريكا واليابان وكوريا الجنوبية.
النظام العراقي بعد 2003 لم يكن ديمقراطيا ولا علمانيا، صعدت الى مراكز اتخاذ القرار احزاب اسلامية من خلال تزوير الانتخابت النيابية ومن خلال الاستحواذ على المال العام وانشاء مليشيات مسلحة وتغلغل اتباعهم في القوات الامنية، ساعدها في ذلك دستور طائفي اثني غير علماني، ومحاولاتهم المتكررة لتمرير قوانين وتشريعات طائفية كقانون الاحوال الشخصية واخيرا محاولتهم الاستيلاء على المحكمة الاتحادية العليا بسن قانون يقحمون فيه الفقهاء من سنة وشيعة، ستبوء كل محاولاتهم بالفشل الذريع بوحدة العلمانيين والمدنيين وانصار حرية الفكر والعقيدة من جميع اصحاب الديانات المختلفة في العراق.
21-03-2021



#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)       Asmat_Shalan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضال المرأة العراقية من اجل حقوقها الانسانية
- دول لها دين رسمي بعضها علماني والآخر ثيو قراطي
- انتشار الفكر العلماني في الدول العربية ( 2 )
- انتشار الفكر العلماني في الدول العربية ( 1 )
- تطلعات العلمانين العراقين
- رأي الناخب العراقي في الانتخابات القادمة من خلال ردود الاصدق ...
- قطاع التربية والتعليم المنهوب في العراق
- المليشيات الولائية احد اسباب تخلف العراق
- انتفاضة شعب كوردستان الاسباب والعبر
- هل يحقق رئيس الوزراء العراقي مطالب ثوار تشرين؟
- النظام العلماني هو الحل لمشاكل العراق
- قدسية الحشد الشعبي تحت المجهر
- النذور عبادة جاهلية
- دولة دستورها الاسلام والسيف
- الكوتا البرلمانية استهانة بالمرأة العراقية
- لا يصلح للعراق سوى دستور علماني
- الطب النبوي والتداوي بالقرآن بدعة وتدليس وبهتان
- بأسم الدين باكونا ( سرقونا ) الحرامية
- مداخلة على حوار الدين والعلمانية
- الشهيد الخالد داخل حمود الذي ضحى بثروته وحياته من اجل مبادئه


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - العلمانية نشأت وترعرعت في حضن الديمقراطية