|
برنامج عائلتي تربح يساهم بتهميش الكلدان
زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 6847 - 2021 / 3 / 21 - 22:29
المحور:
الصحافة والاعلام
برنامج عائلتي تربح يساهم بتهميش الكلدان
للبرامج التلفزيونية اضرار ومنافع واحدة من مقومات الفضائيات، خلق برامج عديدة تفوق عدد شعر الراس، ولكل فضائية اجندة، والاجندات في الوسائل الاعلامية لا يمكن تمريرها الا بتنوع البرامج، شريطة كسبها لأكبر عدد من المشاهدين، وأحيانا يكون البرنامج الذي يحظى بأكثر عدد مشاهدة، يستغل لتنفيذ الأجندة بأقل تعابير واكثر تركيز. وبالاضافة إلى الخط العام للفضائية، يمكن أن يكون للبرامج خطة لكسب المال منها الإعلانات، وسواء يكفي وارد الأعلانات لتغطية كل المصاريف بما فيها الموظفين او ل يكفي، لكن الأنسان الضعيف يبغي المزيد ولو كسب مال قارون، لذا فأفضل وسيلة وإن كانت رخيصة، قبول تمويلها من جهة ما او جهات لإيصال معلومات لها أبعاد سياسية او طائفية، أو لنقل عنها: جني المال وإن كانت الاهداف دنيئة! ولا تخلوا تلك المعلومات من التدليس لاغراض تخدم الشر، والشر في عراقنا الحبيب قوامه، زرع التفرقة بين الطوائف والقوميات! فهل يخلوا برنامج عائلتي تربح في قناة ام بي سي العراق من بذور التفرقة والتهميش المقيتة؟
ثقافة عرجاء برنامج عائلتي تربح في النسخة العراقية ورغم الهفوات الكومبيوترية المخزية، إلا أنه يحظى بمشاهدة كبيرة، ليس لكونه مميزا، بل لأن العراقي بحاجة إلى مشاهدة برامج معلوماتية باطار مسابقات خفيفة أبطالها عوائل عراقية. والكومبيوتر فيه هو الفصل، وهذا الجهاز تحديدا ومهما يعطي من معلومات، الا انه لا يلام على خطأ، لأن الخطأ والصح من اختصاص الانسان، وكل معلومة فيه مهما كانت، فهي من بشر، وقد يكون لهم غايات وأهداف كثيرة لا حصر لها، لذا نجد في ثنايا العم كوكول مثلا الجيد والسيء، والباحث له حرية اختيار ما يناسبه، فهل حرية الاختيار تشمل البرامج ايضاً؟
برنامج عائلتي تربح والحاسوب البرامج التلفزيونية وسيلة مهمة جدا لإيصال المعلومات، وضمان استمرارها في ما تجنيه من نقود، وكما نوهت اعلاه، لا حدود لرغبة اقتنائها. في برنامج عائلتي تربح والذي يقدمه الفنان جواد الشكرجي، والبرنامج هو نسخة تحدي العائلات" يقدمه منذ عام 2010 "ستيف هارفي"، ويستقبل في كل حلقة عائلتان للتنافس على تقديم أكبر عدد ممكن من الإجابات الصحيحة مقابل جوائز مالية. وبألأضافة إلى الترفيه، يفترض أن نعتبره برنامج عائلتي تربح معلوماتي أيضاً، أحيانا يعيدنا بالذكريات إلى بعض التعابير العراقية او لنقل ثقافة عراقية متنوعة، لكن في الحقيقة يمكن لأبسط مشاهد ان يسجل اخفاق من يعبيء الكومبيوتر بالمعلومات، إلى درجة (الهبل)، وهذا لا يعني بأن المجمل سيء، اطلاقا، فهناك المفيد أيضاً، لكن الخطورة تكمن في معلومات خاطئة عن تاريخ العراق وحضاراته وقومياته، وأخطر منها لو كانت تلك المعلومات مزيفة ومزورة لغرض تغيير ثقافة العراقي والأستخفاف بعقله، وهذا ما نلمسه في هذا البرنامج للأسف الشديد.
ماهي لغات العراق؟ سؤال طرح في شباط المنصرم في الدقيقة السابعة عشر: أذكر واحدة من لغات العراق؟ والفريقين المتنافسين الأول من الرياضيين والثاني من المسيحيين الكلدان، ولا اعتقد بأنها صدفة ان يكون هذا السؤال قد طرح في هذه الحلقة تحديداً، كونه انسب وقت لأهانة الكلدان بوجودهم في الحلقة. وكان الجواب الأول من فريق الكلدان وأختاروا (اللغة الكلدانية) وكانت الصدمة، حيث الكومبيوتر الغبي اعطى تقييماً سلبياً! علماً إن للكلدان لغة وهم يشكلون 80% من مسيحيي العراق والكومبيوتر اعطى صح لأختيار اللغة الآشورية وهم يشكلون 5% من مسيحيي العراق والكومبيوتر اعطى صح إلى اللغة الآرامية التي لا ينطق بها ولا مسيحي عراقي، كون هناك من يعتبرها اللغة الأم، وآخرين يعتبرون اللغة الأم هي الأكدية او الكلدانية. ولا وجود إلى اللغة السريانية في الوقت الذي هناك مجمع في العراق بأسم: مجمع اللغة السريانية، شوية مشكوك هذا الحاسوب بذمته! اختار اللغة المندائية علما بأنها لغة الطقوس وليست محكية على ما اعتقد، وعذرا لأخوتي الصابئيين في حالة الخطأ، فهم أيضاً كالكلدان اصلاء في العراق، لا بل اصل العراق.
مشكلة السؤال والمقدم ناهيك عن من يملي الكومبيوتر في المعلومات والذي اشك في نزاهته، لكن المشكلة الفعلية في هذا السؤال هو بتبني المقدم جواد الشكرجي أختيار إجابته مرتين، قائلاً: اختارينا اقوى سبعة!! واو يا أبطال ، ولكم شنو هالأنجاز الخطير؟ كل مرة يقول ماذا اختار الكومبيوتر، لكن هذه المرة يقول اختارينا! أبو كاظم عزيزي، إن لم تكن تعرف ما تختار فلا تختار، والأفضل ان يعين البرنامج اشخاص مؤهلين لتزويد الكومبيوتر بالمعلومات، لأننا كعراقيين عند الخطأ نشتم الكومبيوتر ورب الكومبيوتر! لكن الحقيقة يكون المقصود من ثبت فيه المعلومات والبرنامج برمته، ولا اعتقد بأن كادر البرنامج غريب عن تعابيرنا.
اللغة العربية ومفرداتها الكلدانية تعلمت اللغة العربية نظام أبجديتها من اللكدانية او الأكدية، والعراقييين تحديداً ما زالوا يستعملون مفردات بالمئات من اللغة الكلدانية وقد فات ذلك على سيد جواد الشكرجي ومن معه. واللغة الكلدانية حاليا قسمين، الأول لغة قديمة تستعمل في الطقوس، والثاني المحكي يسمى (سورث) وبعدة لهجات. أشهر كلمتين متلاصقتين من الكلدانية او الأكدية هما: شكوماكو واشهر حرفين مجتمعين هما: چا وأيضا: تمبل – بوش – شعواط، عسى أن يتشعوط البرمانج - شقلب، او جقلب من جقلنبة مثل ميجقلب البرنامج حسب اليدفع– صُمِخ يصمخ– صنطة (صنطة سكوت) وياريتكم ساكتين ولا هالسؤال – عُگرگة (زمان الشيخ العكروك عالرك) وهذا ينطبق على التحفة اللي نطة الأجوبة– مسكوف – كباب – طعروزي (عيب ما اكول شي هنا) – عمة (عمة العماد يالاغينا) – سليمة، وسليمة اللي تكرفركل من زور حقيقة اللغات في برنامجكم) – طرگاعه ( طرگاعه على هالسؤال واللي خلالة الأجوبة)– بوري – صريفة – لعبة الصكلة - عود أو عودين: على وزن بعدين – شرم (مو مسبة وإنما تعني فتحة) – ما طول – اللح (إبن عمي اللح) – ماشة – منجل – جرخ – جنة (كنة) – سنسول (العمود الفقري) – سكّان (دفة السفينة) – إسكافي (اسكافي) – سرسري (مثل المدلسين اللي ينطون معلومات كاذبة) - آخيرا وليس آخراً ، الزقنبوت (ويقدم على طبق من عسل لكل من له غاية بتهميش الكلدان). والقائمة تطول
نقطة راس سطر السيد جواد الشكرجي، في عهد صدام، منع الكلداني ان يكتب كلداني في حقل القوميات، بسبب نظام التعريب الذي وإن استطاع ان يغير هوية جنوب العراق برمته، إلا ان الكلدان اليوم هم من سلالة ابطال قبلوا بكل أنواع الأضطهادات وصمد من صمد منهم كي يحافظ على وجودنا. وبعد السقوط، موًلت احزاب مسيحية لغرض تهميش الكلدان واقصائهم، ومن مولها هم من في الحكم. لكن الكلداني الأصيل لم ولن يقبل إلا ان يكون عراقي كلداني، لا عربي ولا كردي ولا اي شيء آخر. لذا، كن على ثقة بأن برنامجك أساء لعقول العراقيين قبل الكلدان، لكن الكلداني يبقى عراقي كلداني، ولغته كلدانية رغم انف حاسوبكم الأخرق.
رابط الحلقة، والسؤال بعد الدقيقة التاسعة عشر
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر بلد: من يبنيها وليس من يسحقها
-
سباق ماراثون يتحول إلى ماراثون إنقاذ للجرحى
-
من يمثل مسيحيي العراق؟ ... شليلة وضايع راسها
-
إخوتي الرجال في المهجر... Wake up
-
لا يا سادة ~ إختلاف الرأي يفسد الود ويزيد الطين بلة
-
مايحدث في سوريا هل هو حلم الشعب؟
-
لنسحب الثقة من وكلاء الله على الأرض
-
حملة زي زيك في الأردن ... جمل قصيرة لمعانٍ عميقة
-
رسالة منّي إلى الأحزاب المسيحية في العراق مثل رسالة رزكار عق
...
-
من هو العنصري ... الشرقي أم الغربي ؟
-
للبغل أبناء !!
-
خبرتي مع النفاق ، هل أنهت المشكلة ؟
-
حزب علماني ديمقراطي في العراق – مشروع يقلقني
-
جولة حول مانشر بخصوص ماتعرض له أخيراً المسيحيين في شمال العر
...
-
مثقفون في خدمة التخلف
-
فضفضة مغترب - الشرق للغربي وطن والشرقي في الغرب يعاني الغربت
...
-
ارفضْ يالنجيفي ولاتأبه بمن يعارضك
-
العلم العراقي والحل المؤقت الطويل الأمد ... وامتداد حكم البع
...
-
إلعب وأطرد الكبر عنك
-
ثورة على التديّن
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|