أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - ادهم ابراهيم - استبداد الاغلبية














المزيد.....

استبداد الاغلبية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6846 - 2021 / 3 / 20 - 11:56
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


استبداد الأغلبية 

الديموقراطية في مفهومها التقليدي هي حكم الشعب . وتستند على مبدأ فصل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية . ويشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين لاختيار ممثليهم في الحكم . وتعتمد مبدأ تداول السلطة سلميا وبصورة دورية.

يرى المفكر النمساوي كارل بوبر أن الديمقراطية هي النظام الوحيد الذي يستطيع الناس من خلاله تخليص أنفسهم من قادتهم دون عنف وإراقة دماء. 

ان الديمقراطية بمعناها الصحيح تؤكد على احترام حرية الفرد ، وضمان مشاركة كافة المواطنين في بناء الدولة والحفاظ عليها ، كما تضمن حرية الرأي في المجتمع الواحد .
ومن الضروري تمثيل كل فئات المجتمع في مواقع القرار الحكومي حتى لو كان حجمها قليلاً .
ولايجوز بأي حال من الأحوال أن تتحول الديموقراطية الى ديكتاتورية الأغلبية لتفرض قراراتها عنوة على بقية أطياف المجتمع . .

ونقصد بدكتاتورية الأغلبية هنا في الدول التي تسود فيها أحزاب دينية اوأثنية ، والتي تخفي توجهاتها الطائفية او الشوفونية تحت مسميات وطنية ديموقراطية أو تقدمية .

وفي هذه الدول تسعى الاغلبية الى تحقيق مصالحها  على حساب الأقليات .

كتب الفيلسوف والاقتصادي البريطاني جون ستيورات ميل في كتابه عن الحرية أن ذلك سيؤدي إلى اضطهاد مجموعات الأقليات الشبيه بما يمارسه الطاغية أو المستبد .
وبذلك تتحول الديموقراطية الى ديكتاتورية الاغلبية .

في اغلب الدول الديموقراطية في العالم ، التي تتبنى دستور متطور قائم على أسس حديثة ،  يحظر فيها تشكيل أحزاب طائفية او فئوية تقسم المجتمع الواحد ولاتتمسك بالهوية الوطنية .

وأصبح المفهوم الحديث للديموقراطية أن تكون ليبرالية المضمون والمحتوى . بمعنى ضمان الحريات والحقوق العادلة للأفراد والاقليات او الجماعات المختلفة من استبداد الاغلبية . وهذا هو جوهر الديمقراطية الحديثة .
وقد تم التوافق على الحريات والحقوق الاساسية للافراد في الدول المتقدمة وكالاتي  :

1_ ان جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق .
2_ حق الفرد في التمتع بجميع الحقوق دونما تمييز بسبب اللون، أو الجنس، أو اللغة، أو الدين او الطائفة .
3_ ضمان حرية الفكر والعقيدة .
4_ حق المشاركة في إدارة الشؤون العامة، وحق تقلد الوظائف العامة للجميع .
5_ الحق في إنشاء منظمات المجتمع المدني ، كالنقابات والجمعيات والاتحادات .
6_الحق في التعلم . والتعليم المجاني للمراحل الأولى . وعدم تضمين المناهج لأي إشاراة أو تعبير ينحاز لاي طائفة أو دين .

وهكذا فان المفهوم العام للديمقراطية لا يقتصر على الانتخابات فقط وانما تجنب ديكتاتورية الاغلبية وتعسفها أيضا .
والدولة الحديثة تتكون من مؤسسات عامة لا تميز بين مواطنيها بالعقيدة اوالدين اوالجنس اواللون .

أن ديكتاتورية الاغلبية نراه في الدول الثيوقراطية الدينية و الفاشية. والديموقراطية عندهم تقتصر على الوصول إلى السلطة ، ومن ثم الاستئثار بها ، مع تأكيد السلوكيات والممارسات المتناقضة مع الديمقراطية والحرية بدعوى خصوصية الدين او العقيدة ، رغم تعارضها مع حقوق المواطنة ، إضافة إلى تجاهل شرعة حقوق الإنسان .

وخلاصة القول أن الأغلبية في الديموقراطيات الحديثة ، هي أغلبية سياسية شعبية وليست هيمنة فئة واحدة من فئات المجتمع على بقية الطوائف والأديان والاثنيات . وإنما أغلبية تستند على أحزاب سياسية ذات أسس وبرامج غير فئوية ، تحمي حقوق المواطنين كافة ، بغض النظر عن الدين أو القومية أو الطائفة . وماعدا ذلك فانها ستتحول الى ديكتاتوريات مقيتة بواجهة ديموقراطية .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...
- الجهالة والتجهيل برداء اسلامي
- اشكالية التمسك بالماضي والحداثة
- الصراع الدولي والاقليمي حول مشروع ميناء الفاو
- ملامح سياسة بايدن في الشرق الاوسط
- بيت العراق من يرممه ؟
- رسالة مفتوحة الى ممثلة الامم المتحدة في العراق
- انتفاضة اكتوبر العراقية . . الواقع والمآل
- عقوبة الاعدام بين مؤيديها ومعارضيها
- فشل النموذج الامريكي للديموقراطية
- الدعوة للاقليم السني
- قتل المدرس الفرنسي. بين التعصب والتسامح
- الكاظمي والمزمار السحري
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - ادهم ابراهيم - استبداد الاغلبية