يخطاْ الذين قالوا ان بغداد سقطت للمرة الثالثة على يد الامريكان والانجليز بعد سقوطها الاول على يد هولاكو عام 1258 وسقوطها الثاني على يد الانجليز عام عام 1918.
الحقيقة ان بغداد لم تسقط انما سقط الزيف الذى قام عليه نظام صدام لثلاثة عقود مضت فقد كان مبنيا على ادعاء القوة وتكبير حجمها الحقيقى على حساب القضايا الاخرى الاهم لوجود الشعب العراقي مثل الامن الغذائى والاستغلال الامثل للموارد والبناء العمراني والتقدم في مجالات العناية الصحية والتربية والتعليم.
لقد عمد نظام صدام الى استغلال ثروة العراق الحقيقية من مال وعقول لانشاء احزمة القوة بالترهيب والترغيب والدعاية المقرونة بالدفع للابواق من مال العراق ومستقبل ورفاهية ابناءه .
وكما حاول صدام ونجح في تكوين النموذج الحزبي الركيك والمفرغ من محتواه كان بناءه لعوامل القوة في العراق مماثلا وكان هو من يجاهر في اسرار البلاد العسكرية والعلمية علنا .
ان السقوط في 9 نيسان 2003 كان سقوط للوضع غير الاعتيادي الذى اسس صدام عليه كل نظامه وليس سقوطا لبغداد فلو كان الوضع في العلاقة طبيعيا بين الشعب وقيادة البعث ولم لم يكن صدام سببا في توفير الذرائع للدول الاخري في معاداة العراق وفرض 13 عاما من العقوبات الاقتصادية لما استطاع غازٍ ان يجرؤ على وضع قدم في ارض العراق.
اما بعض العرب المنتفعين الذين اتهموا الشعب العراقي بانه شعب خائن لقائد بطل فهي ايضا عكس الحقيقة لان الشعب العراقي كان وفيا للعراق ولم يكن يكن وفيا لقائد خان بلده وشعبه وارداه قتيلا في مهالك الحروب والسجون والتغرب واعدم الصفوة من رجاله وابناءه ونسائه ودمر خيراته ومستقبله لبناء مجده الشخصى بناءا غير عقلانيا ولا انسانيا بالمرة انما بنى العلاقة بينه وبين الشعب على العدوانية والتخوف والتحوط المسبق والشك بكل النوايا والتصدى العنيف لكل ظاهرة مهما كان نوعها وحجمها خشية على مقعد السلطة الذى انتهى الى الزوال من كل حاكم مهما كانت قوته بحكم قانون الحياة.
ولم يدمر صدام العراق وحده ولم يساهم في تقسيم شعبه بل بلغ الحد به الى تدمير عشيرته وعائلته ومن لايكون ابا صالحا في تربية ابناءه فهو بلا شك لايكون صالحا لبناء دولة مثل العراق ولقد كان صدام قائد خائن لكل القيم والاعراف لان سلوكه بنى على الغدر وهى ليست من شيم ولا اخلاق العراقي انما من سلوك الانتهازيين والغادرين ومعدومي الضمير .
عصام البغدادي-مدير تحرير موقع السيدة العراقية