قياس حرية التعبير والرأي خطوة لضمان جودة تطبيق الديمقراطية في العراق

سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)

الحوار المتمدن-العدد: 6845 - 2021 / 3 / 19 - 11:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تعد حرية الفكر والتعبير من اهم ركائز الديمقراطية وهي وسيلة من وسائل التعبير عن الذات ومن خلالها تمكن الافراد من التفاعل مع المجتمع . وان ضمان الحرية يعتمد على منظومة من الآراء والأفكار والمعلومات التي يتم تداولها دون تعرض لأي نوع من أنواع القيود او الرقابة من خلال احترام حقوق الأنسان الواردة في الدستور والمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وتشير معظم التقارير الدولية ومنها تقرير Human Rights Watch 2012 بأن الصحفيين والإعلاميين والأكاديميين يعانون من الاستهداف والتخويف والمضايقات والقتل والاعتقال والاختطاف والمراقبة على منشوراتهم ، وهنا اني لا أريد ان اقدم بالأرقام عن مظاهر الأنتهاكات في حرية التعبير التي يعاني منها المثقفون في العراق ، بقدر أود السؤال الا كان بإمكان الجهات المسئولة في وزارة الثقافة والأعلام أجراء عملية تقويم شامل لحرية التعبير والفكر في العراق مستندين بذلك الى مانص عليه الدستور العراقي.
ومن خلال كتابتي لموضوع نظرة تقويمية حول تطبيقات الديمقراطية في العراق وفق المنظور الدولي في 19/1/2013 تطرقت فيه الى عملية التقويم السنوية للديمقراطية التي يجريها بيت الحرية Freedom House وضعت في محور حرية التعبير مجموعة من الأسئلة المهمة التي ينبغي أخذها بنظر الاعتبار لدى قياسها والتعرف على جوانب القوة والضعف في تطبيقها ومنها على سبيل المثال:
-هل أن وسائل الأعلام المختلفة تعمل بحرية واستقلالية بعيدا عن تدخل السلطات الحكومية؟
-هل الكيانات والأحزاب والأفراد بإمكانهم أنشاء وتشغيل وسائل الأعلام المختلفة دون تدخل الدولة؟
-هل تفرض العقوبات على الصحفيين في حالة نشر التقارير التي تخص الدولة؟
-هل يشعر الصحفيين بالحرية في ممارسة عملهم الصحافي دون المساس بمصالحهم؟
-هل ان الأخبار ومحتوى المعلومات التي تنشر عبر وسائل الأعلام المختلفة تحددها الحكومة ومصالحها الحزبية الخاصة؟
-هل يمكن الوصول الى المصادر الرسمية وغير الرسمية بكل سهولة ويسر من دون فرض الرقابة عليها؟
-هل ان الأخبار التي تنشر عبر وسائل الأعلام تتمتع بالنزاهة والشفافية؟
-هل هناك قيود مفروضة على وسائل الأنتاج والتوزيع الصحفي؟
-هل للصحفيين ووسائل الأعلام القدرة على تشكيل الجمعيات المهنية الخاصة بهم؟
-هل يتمتع الجميع بالحرية في الوصول الى المواقع في الانترنت واستخدامها دون فرض القيود والمراقبة؟
-هل يستمتع الجمهور بتشكيلة واسعة من المصادر المطبوعة والالكترونية على المستويين الوطني والمحلي والتي تمثل وجهات نظر سياسية مختلفة؟ وغيرها من الأسئلة
وحاولت ان اتطلع الى تجارب العالم في هذا المجال فوجدت الكثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية التي تهتم بحماية ( الإعلاميين، والمنتجين للأفلام، والمترجمين، والكتاب، والناشرين، وحتى رسامي الكاريكاتير وغيرهم ). واستعرض نموذجا لتجربتين من الجمعيات والمؤسسات المسؤولة عن حماية حرية التعبير في العالم:
اولا: الشبكة العالمية لحرية التعبير The Global Network for free Expression
تأسست الشبكة العالمية لحرية التعبير عام 1992 في مونتريال ( كندا) وهي منظمة مستقلة ، ووجدت من اجل ايجاد آلية لفضح انتهاكات حرية التعبير في جميع انحاء العالم ، وتبادل المعلومات حيث يعيش أكثر من نصف دول العالم تحت الأنتهاك الخطير للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ان الشبكة تعمل على:
-تعميم المعلومات من اجل زيادة الوعي.
-بناء القدرات الإقليمية من اجل الدفاع عن حرية التعبير .
-تقديم المشورة والتدريب والدعم المالي والتقني لتغطية نقاط القوة وتجنب الازدواجية في الجهود.
-مراقبة المخالفات في حرية التعبير الدولية ووضع الاستراتيجيات والحملات في البلدان التي تعاني من انتهاك حرية التعبير.
-التطوير التنظيمي والهيكلي وإجراء البحوث والدراسات والتحليلات بشأن القضايا الرئيسة ذات العلاقة بحرية التعبير.
ثانيا: المركز الأمريكي لحرية التعبير الأدبي American Free Expression Literature (P.E.N)
تأسس مركز PEN في مدينة نيويورك عام 1922 من قبل السيدة الروائية سكوت داوسون Dawson Scott ويعمل المركز من اجل ضمان الحرية للأفراد في جميع انحاء العالم لتحقيق الأبداع الأدبي والتعبير عن الرأي ووجهات النظر ونقل المعلومات والأفكار وإمكانية الوصول الى وجهات النظر وألأفكار الأدبية للأخرين.
انطلقت PEN الى المجتمع الدولي من اجل كسر الحواجز أمام حرية التعبير والتواصل عبر الحدود من خلال الكتابة وتحقيق الإنسانية المشتركة.
تضم PEN في عضويتها الروائيين من الصحفيين والمحررين والشعراء وكتاب المقالات والمسرحيات والناشرين والمترجمين وغيرهم من المهنيين. ويستخدم الأعضاء ما لديهم من أعمال أدبية من اجل التأثير في الصالح العام وتحقيق الاحترام المتبادل بين الدول ونبذ العرقية والكراهية.
ويؤمن المركز بأن العملية الأدبية لا تعرف الحدود وانها عملية موحدة بين الناس على الرغم من الاضطرابات السياسية او الدولية، وأن الأعمال الفنية والمكتبات والتراث الإنساني ينبغي ان يكون في منأى عن الأعمال السياسية ، كما انه يركز على أهمية انتقال الأفكار دون وجود العوائق والعقبات داخل كل دولة، وبين جميع الأمم ومعارضة كل شكل من أشكال قمع الحريات في التعبير في جميع البلدان والمجتمعات.
وأعلن المركز بأن الصحافة حرة ، وانه يعارض الرقابة والتعسف ، ويرفض تشويه الحقائق لأغراض سياسية أو شخصية.
ومن خلال ما تم عرضه أقدم المقترحات التالية:
1- ضرورة قيام مراكز ابحاث الدراسات الإستراتيجية في الجامعات العراقية بإجراء الدراسات التقويمية عن حرية التعبير وتحديد جوانب القوة والضعف في تطبيقاتها سواء أكان في المؤسسات الأعلامية او الجامعات وغيرها.
2- تأسيس منظمات المجتمع المدني التي تهدف الى حماية حرية التعبير وتدافع عن حقوق الصحفيين والأعلاميين والنقاد، والأدباء، واساتذة الجامعات.
3- دعم وتعزيز حريات اعضاء هيئة التدريس في الجامعات من خلال البحث والتدريس والبحث العلمي دون وجود اي تدخل او وصاية خارجية او رقابة.
4- حماية وتعزيز الحقوق والحريات الطلابية وتشمل حرية التنظيم والتعبير والتجمع السلمي والمشاركة في أدارة شؤونهم الخاصة.
5- العمل على استقلالية الجامعات والتعليم العالي والبحث العلمي والتي لها التأثير الكبير على الحريات الأساسية.
6- تقديم الدعم القانوني لضحايا الانتهاكات سواء أكانوا اعلاميين او صحفيين او اعضاء من المجتمع الأكاديمي.
7- الأهتمام بدعم وتعزيز حرية الفكر والأبداع سواء أكان فنيا او أدبيا أو ثقافيا وعدم تسليط الرقابة والقيود على اعمالهم وتشجيع المبادرات المختلفة التي تسعى لأزالة هذه القيود.
8- ضمان الأجراءات والسياسات التي تحمي حق الأفراد في الوصول الى المعلومات وتداولها بوصفها حقا أساسيا من حقوق الأنسان.
9- ضرورة استقلال الأعلام وتحريره من القيود المفروضة على أداء المؤسسات الإعلامية المختلفة وما تتعرض له وسائل الأعلام الحكومية والخاصة من انتهاكات والتي تعرض الإعلاميين للخطر.
10- تقييم الأداء ألأعلامي وسياسات الدولة الأعلامية وأصلاح وتطوير الأعلام الرسمي بما يضمن تحول المنظومة الأعلامية الى خدمة عامة وليست مملوكة لأحد وتحررها من السلطة السياسية.
11- ان تسعى نقابة الصحفيين الى ابرام الأتفاقيات مع الجمعيات والمنظمات الدولية ذات العلاقة بحرية التعبير وتنفيذ الورش التدريبية لتنمية الوعي لدى القيادات بأهمية حرية الفكر والرأي والكلمة.

#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)       Sawsan_Shakir_Majeed#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات