أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي عرمش شوكت - بؤس البرلمان العراقي وضحيته المحكمة الاتحادية














المزيد.....


بؤس البرلمان العراقي وضحيته المحكمة الاتحادية


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 15:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُستهدف هذه الايام المحكمة الاتحادية كضحية اخرى، واخر ركيزة متبقية للدولة العراقية، بغية استكمال انشاء " الدولة الثيوقرطية ـ الدولة الدينية " والهيمنة المطلقة على النظام السياسي العراقي. مع ان هذا التوجه كان مستمراً بتكتيك شبه ساكن ولكنه محسوب الخطى بدقة نظراً لاهمية الركيزة القانونية الحاكمة، و قد تصاعد مؤخراً بوتيرة متسرعة لاغياً اي نوع من التحفظ او الخشية لكون الامر يتعلق بالرهان على " معركة المتاريس الاخيرة " اي قبيل اجراء الانتخابات القادمة التي يبدو انها ستقلب معادلة الحكم التي لا امل ببقائها نظراً لكونها باتت مسجّات بنعش الرحيل الابدي.
فباي سلاح يمكن حماية موكب التسلط والمرور لتنصيب " العرش" وسط زخم الحراك المدني الجماهيري المنتفض، وبعد ان ادت دماء الشهداء الشباب الى اسقاط الرصاص والقناص.. يبدو لم يبق اي سلاح قادر على الحماية سوى البراقع الدينية لكونها ذات قدسية معينة لدى اوساط من الشعب العراقي. فكانت المحكمة الاتحادية القربان المطلوب ذبحه، وقراءة سورة الفاتحة على نظام الديمقراطية والدولة المدنية.. غير ان الامر ليس بهذه البساطة فلم يتيسر المرور ايضاً. حيث صعود الصوت المدني المدوي في الشارع الذي كان ائذاناً ودعوة لايقاف زحف الفساد والخراب، ومنعه من الوصول الى سرقة القضاء حامي العدالة كنهاية مطاف النهب المنظم.
وبذلك اعلن المواطنون المدنيون وبصوت عال رفضهم للهراوة الدينية حيث انها قد جربت لفترة ثماية عشر عاماً ولم تحقق ضماناً لحرية وعدالة لمعيشة كريمة للناس. بل في ظلها زاد الفقر وتجسد الخداع باتعس اشكاله وامتد الفساد عرضاً وطولاً وتعمق الفشل متصاعداً ووصلة الى الهامة.
ومن جراء هذه المصيبة التي جلبها علينا الاحتلال الامريكي والتدخل الاقليمي، قد سلبت السيادة الوطنية وضاع استقلال البلد ووضعت وحدته على مذبح التقطيع والتقسيم، مع هذا لم يهتز ضمير "نواب الشعب" وكان بؤس البرلمان قد شكل عاملاً لتشجيع الاطماع والتدخلات واستباحة المحرمات الوطنية. لا بل قصد استخدامه لفرض اجندات الدول الاجنبية. واليوم نراه يتحول الى اداة ظالمة لمصادرة الحريات والديمقراطية التي وضعت لهؤلاء النواب ذاتهم الاعتبار، وامسكتهم سلطة التشريع التي ينبغي ان تستخدم لاغراض بناء الدولة وليس لبيعها او لتحويلها الى نسخة من اشكال الحكم الظالمة المستبدة في بلدان الجوار وغيرها.
وبعد التجليات والمواقف البائسة للبرلمان حيال سلامة المحكمة الاتحادية الركن المتبقي الوحيد من الدولة العراقية، والتنكر لارادة وتطلعات الشعب العراقي بات النواب المجافون لحقوق الناس مناهضين للمهام التي انتخبوا من اجلها وعليه قد جردوا انفسهم من حق التشريع باسم الشعب وبالتالي لا يجوز لهم ان يقرروا مصير المحكمة الاتحادية واي اجراء بهذا المعنى من قبلهم يكون خالياً من المشروعية الوطنية التي فوق كل اعتبار. هذا وناهيك عن انهم سيسجلون على انفسم دعوة قضائية سوف لن تنتهي بتقادم الزمن، بل سيتلقون جزاءهم عاجلاً ام اجلاً.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة للحوار .. استدراجاً ام علاجاً ..؟
- كان عبد المهدي يبرر القمع والكاظمي يراوغ
- عبد المهدي كان يبرر القمع والكاظمي يراوغ عن ايقافه
- بيت القصيد في الصراع الامريكي الايراني
- فكرة العقد السياسي.. وعبرة الديمقراطية التوافقية
- الثامن من شباط الاسود.. الا فليسقط التاريخ
- فضاءات ملبدة والطرق غير معبدة نحوالانتخابات
- لا تغيير من دون حراك الشارع المنتفض.. فما العمل..؟؟
- تقرع طبول الانتخابات.. ومقتضياتها خارج التغطية
- الانتخابات النزيهة في العراق .. غاية لن تدرك
- سياسة الوجهين في عراق اليوم.. جهل ام تجاهل ؟
- انجازات انتفاضة تشرين .. باتت طريدة بلا ملاذ
- تعددت الاطروحات لحل الازمة في العراق والباعث واحد
- الانتخابات في العراق وسيلة للتغيير ولكن ينبغي فك اسرها
- السيد الكاظمي .. يومك الرهن ليس كالبارحة.
- قانون شكله نافع ومضمونه ناسف
- الطغمة الحاكمة في العراق.. وحدة وصراع { المكونات }
- لافساد دون مفسدين .. اذكروا اسمائهم لانهم ليسوا اشباحاً.
- استقراء عن بعد في جلبة الانتخابات الامريكية
- تجزأت مطالب الانتفاضة بين تنفيذية مؤجلة وتشريعية مثلومة


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علي عرمش شوكت - بؤس البرلمان العراقي وضحيته المحكمة الاتحادية