|
الدببة القطبية في خطر محدق بسبب التغير المناخي!؟
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 10:38
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
صور الدبّ الهزيل والتغيّر المناخي: "ناشيونال جيوغرافيك" تقرّ بالخطأ
شكّلت صور الدب القطبي الابيض النحيل، المتضوّر جوعا، صدمة عالمية قبل اشهر بين ناشطين بيئيين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا ان سبب نحول الدب رُبِط بالتغيّر المناخي.
اليوم، تعيد المصورة الفوتوغرافية في "#ناشيونال جيوغرافيك" كريستينا جاي ميتّرماير التي التقطت الصور مع زميلها بول نيكلن، وضع الامور في نصابها، بحيث تقرّ، بتعابيرها الخاصة، بان القصة كما رُوِيت عن الدب في الفيديو- وقد حصد ملايين المشاهدات وهو الاكثر مشاهدة على موقع "ناشونيال جيوغرافيك"-
ليست "القصة الكاملة"، وانه لا يمكن ان تقول بان التغير المناخي هو السبب وراء نحوله، وفقا لما زعمه السرد في الفيديو.
وبموجب اقرارها هذا، يصبح السرد في الفيديو بمثابة خبر كاذب، غير دقيق.
الوقائع: "فيديو يلوي القلب- دب قطبي يتضور جوعا في ارض بلا جليد" عنون موقع "ناشيونال جيوغرافيك" الفيديو الذي نشره في كانون الاول 2017. وأضاف عنوانا آخر: "هذا ما يبدو عليه التغير المناخي. رصد مصور "ناشيونال جيوغرافيك" بول نيكلين هذا الدب القطبي الجائع في جزيرة سومرست".
خلال اقل من دقيقة و22 ثانية، تركز الكاميرا على دب ابيض نحيل للغاية، يكاد لا يقوى على الوقوف والسير، مرهقا، منهارا، يفتش في برميل عما يأكله، في وقت يظهر على الشاشة السرد الآتي: "في وقت ترتفع الحرارة ويذوب الجليد البحري، تخسر الدبب القطبية الوصول الى الغذاء الرئيسي في نظامها الغذائي. متضورة جوعا ومرهقة، تُجبَر على ان تهيم في المستوطنات البشرية، بحثا عن طعام...".
في العدد الجديد لمجلة "ناشيونال جيوغرافيك" الصادر في آب 2018، كتبت المصورة كريستينا جاي ميتّرماير (CRISTINA G MITTERMEIER) مقالة توضيحية بهذا الشأن، مع ملاحظة للمحرر في اولها: "ذهبت ناشيونال جيوغرافيك بعيدا جدا في رسم صلة حاسمة بين تغير المناخ ودب قطبي جائع في اللقطات الافتتاحية لمقطع فيديو نُشر في كانون الأول 2017 حول الحيوان. قلنا: "هذا ما يبدو عليه تغير المناخ". وفي وقت أثبت العلم أن هناك علاقة قوية بين ذوبان الجليد البحري واندثار الدببة القطبية، لا توجد طريقة كي نعرف بالتأكيد لماذا هذا الدب كان على وشك الموت". فيديو.. دولة قد يبتلعها المحيط والدب القطبي يواجه الانقراض.. ما القصة؟ https://www.youtube.com/watch?v=23RYBhfBLwA
وضمّن موقع المجلة المقالة فيديو الدب نفسه، لكن مع تعديل السرد المرفق به. "هذا ما يبدو عليه دب قطبي يتضور جوعا"... وتقول ميتّرماير في مقالتها: "التغير المناخي يقتل ببطء وبالإنابة: من خلال النار والجفاف والبرد والجوع. نادراً ما يكون الربط بين موت حيوان وتغير المناخ واضحا، حتى عندما يكون حيوان ما هزيلا مثل هذا الدب القطبي.
المصوّر بول نيكلين وأنا في مهمة لالتقاط صور تنقل تسارع التغير المناخي. لم يكن توثيق آثاره على الحياة البرية سهلاً. ومن خلال هذه الصورة، اعتقدنا أننا وجدنا طريقة لمساعدة الناس على تخيّل ما قد يبدو عليه مستقبل تغير المناخ. كنا ربما ساذجين. الصورة انتشرت بسرعة، واخذها الناس حرفياً.
رصد بول الدب القطبي قبل عام، في رحلة استكشافية إلى خليج معزول في جزيرة سومرست بالقطب الشمالي الكندي. طلب مني على الفور جمع فريق "سي ليغاسي سي تيم" (SeaLegacy Sea Team). "سي ليغاسي" مؤسسة أنشأناها عام 2014، وتستخدم التصوير الفوتوغرافي لنشر رسالة من اجل الحفاظ على المحيطات...".
وتروي ميتّرماير رحلة البحث عن الدب وتصويره. "نشر بول الفيديو على انستغرام، وكتب: "هذا ما يبدو عليه التضوّر جوعا". وأشار إلى أن العلماء يشكون في أن الدببة القطبية، وعددها 25 الفا في العالم، ستنقرض في القرن المقبل. وتساءل عما إذا كانت ستموت بالطريقة التي يموت بها هذا الدب. وحضّ الناس على بذل كل ما في وسعهم للحد من انبعاثات الكربون، ومنع ذلك من الحصول. لكنه لم يقل إن هذا الدب الخاص قُتِل بسبب تغير المناخ".
وتضيف: "اخذت ناشيونال جيوغرافيك الفيديو، وأضافت اليه العناوين الفرعية. وقد أصبح الأكثر مشاهدة على موقعها على الإنترنت. نشرت مؤسسات اعلامية في جميع أنحاء العالم تقارير عن هذا الموضوع. واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات على هذا الامر. نقدّر بأن الفيديو وصل الى 2.5 مليار شخص. كانت المهمة ناجحة، لكن كانت هناك مشكلة: فقدنا السيطرة على السرد.
Video.. What everybody got wrong about that starving polar bear https://www.youtube.com/watch?v=qVghrwisPr4
السطر الأول من فيديو "ناشيونال جيوغرافيك" يقول: "هذا ما يبدو عليه التغير المناخي" - مع ابراز "التغير المناخي" بالأصفر المميز للعلامة التجارية للمجلة. في وقت لاحق، ذهبت "ناشيونال جيوغرافيك" بعيدا جدا في كلام الصورة...".
وتتدارك: "ربما ارتكبنا خطأ في عدم إخبار القصة الكاملة- أننا كنا نبحث عن صورة تتنبأ بالمستقبل، وأنه لم نكن نعرف ما الذي حصل لهذا الدب القطبي بالتحديد. لا أستطيع أن أقول إن هذا الدب كان يتضور جوعًا بسبب التغير المناخي، لكنني أعرف أن الدببة القطبية تعتمد على منصة من الجليد البحري لتصطاد منها. القطب الشمالي السريع الاحترار يعني أن الجليد البحري يتلاشى لفترات أطول في شكل متزايد كل سنة. وهذا يعني أن العديد من الدببة ستنقطع بها السبل على الأرض، بحيث لن يمكنها ملاحقة الفقمات وافيال البحر والحيتان التي هي فريستها، وستتضور جوعا حتى الموت".
بالنسبة الى الدب النحيل، فقد "اختفى وراء منحدر عند حافة الشاطىء، ولم نرَه مجددا"، على ما تؤكد. "لكننا نأمل في أن تكون صورنا لهذا الدب المحتضر دفعت بالحوار حول تغير المناخ الى الواجهة، حيث يجب أن يبقى حتى نحل هذه المشكلة الكوكبية". وتختم مقالتها بالتأكيد انه "اذا صادفنا مشهدا مماثلا، فسنشاركه العالم مجددا- وسنتأكد من أن تكون نياتنا واضحة، وأن يبقى السرد خاصا بنا".
أسباب اخرى
يشار الى انه في وقت حظيت صور الدب الهزيل باهتمام عالمي وتأججت المناقشة حول تأثيرات التغير المناخي، رفع بعض الخبراء الصوت ليلفتوا الى ان أسبابا اخرى، غير التغير المناخي، قد تكون وراء حالة الدب، منها تقدمه في العمر، أو المرض، أو حتى الإصابة.
**********
التغير المناخي يهدد الدببة القطبية بمجاعة قاتلة
قلة مساحة الجليد تعني أن الغذاء الأساسي للدببة سيصبح ضئيلا جدا مما يعرضها لخطر الموت جوعا، وبالتالي انقراضها
حذرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من أن الدببة القطبية في خطر محدق بسبب التغير المناخي الذي يتسبب في ذوبان الجليد بالقطب الشمالي.
وتواجه الدببة القطبية خطر الانقراض، إذ أصبحت تكافح بسبب انخفاض تركيزات الجليد وهذا يسبب مشاكل كبيرة في المهام الحيوية للدببة من تزاوج وغذاء وتربية أشبال للدببة، حسب موقع "ميترو" البريطاني.
وتستخدم الدببة القطبية الجليد للسفر لمسافات طويلة بحثا عن الغذاء لكن "ناسا" لاحظت أن الجليد البحري انخفض تركيزه بنسبة 13% منذ عام 1979 بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يعني أن الجليد البحري الموسمي ينهار في وقت مبكر جدا عن أوانه.
وقالت كريستين لايدري، وهي عالمة بيئية في القطب الشمالي بجامعة واشنطن: "نحن نعرف أن الجليد البحري، وهو المكان الذي يجب أن تكون عليه الدببة، يتناقص بسرعة كبيرة، وعندما لا يكون هناك جليد بحر، سينتهي الأمر بالانتقال إلى الأرض دون الحصول على الغذاء، والدببة القطبية بدأت الآن تقضي وقتا طويلا على الأرض مما يبقيها لفترات طويلة بدون غذاء".
وتستخدم الدببة القطبية الجليد للسفر بحثا عن حيوانات الفقمة التي يتم اصطيادها عن طريق مهاجمة أوكارها وأكل صغارها أو الانتظار بجوار الثغرات التي تختبئ بها لينقضوا عليها لحظة خروجها.
وعدم وجود الجليد يعني أن الغذاء الأساسي للدببة سيصبح ضئيلا جدا مما يعرضها لخطر الموت جوعا، وبالتالي انقراضها.
ويعتبر الدب القطبي من أكبر ثدييات اليابسة اللاحمة حاليا، ويُصنف أنه أكبر الدببة بلا منازع إلى جانب دب "كودياك"، ويزن ذكر الدب القطبي البالغ ما بين 400 و680 كيلوغراما، بينما تصل الأنثى لنصف هذا الحجم.
فيديو.. وثائقي الدب القطبي أضخم مفترس بري على وجه الأرض https://www.youtube.com/watch?v=r002-X3OJJ4
المصادر: المواقع العربية
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاتفاق النووي.. من تسوّل الملالي إلى ترحيب أميركي!؟
-
رسامة سعودية أبهرت -مرسيدس- بلوحاتها الفنية
-
الجيش لعب دورًا فعالًا في قمع احتجاجات نوفمبر 2019
-
مخترع شريط الكاسيت.. صنع ثورة سمعية ورحل بعد 60 عاماً!
-
ايران.. من الأزمة الغذائية إلى البنزين والغاز والخبز والدجاج
...
-
ذكرى رحيل الشاعر الشعبي عبدالرحمن رفيع
-
يوم المرأة العالمي.. ومعاناة المحامية شيرين عبادي ونرجس محمد
...
-
قصة الطفل العراقي الموهوب ليث.. وجرائم اعدام الأطفال في ايرا
...
-
في اليوم العالمي للمرأة.. النساء يتعرضن لانتهاكات ممنهجة في
...
-
حكاية الطفل البحريني الموهوب.. وأطفال ايران البؤساء!؟
-
حزب توده الايراني وجبهة التحرير البحرينية.. والمصير المشترك!
...
-
الكويت.. انتقال فيروس الفوضى من الملاعب إلى البرلمان!؟
-
احذروا سرطان البروستات يا ناس.. قبل أن يقع الفأس في الرأس!
-
مغامرات الطرزان اردوغان.. في غابات السلطان والإخوان!
-
ال-واتس أپ- نعمة أم نقمة.. حمام زاجل أو بومة؟
-
حرق بحرينية ب-الأسيد- على غرار حرق وجوه النساء في ايران!؟
-
حسن البنا والدجال خميني.. صناعة الاستعمار البريطاني!/2
-
حسن البنا والدجال خميني.. صناعة الاستعمار البريطاني!/1
-
من الحب في زمن الكوليرا.. إلى الحب في زمن الكورونا!
-
مجزرة بلوشستان وانتفاضة الأهالي.. ضد خامنئي وعصابات الملالي!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|