أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رجب - كيف احتفلنا بعيد نوروز القومي؟















المزيد.....

كيف احتفلنا بعيد نوروز القومي؟


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 6843 - 2021 / 3 / 17 - 09:23
المحور: حقوق الانسان
    


في 11/3/1970 بثت آذاعة الجمهورية العراقية في بغداد بيان 11 آذار ونص الاتفاقية الموقعة بين الحركة الكوردية وحزب البعث العربي الاشتراكي حول وقف العمليات العسكرية، وفور سماعنا قامت منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في دربندخان وبمشاركة الجماهير والسيارات بتنظيم مظاهرة كبيرة لإبداء التأييد والفرح، وطافت أرجاء المدينة.
في اليوم الثاني للبيان { أي في 12آذار 1970} نظمنا حفلاً في الحي السفلى على (ساحة التنس) بقراءة كلمة قصيرة من منظمة الحزب ، وقراءة أشعار وقصائد، وتقديم اغاني ودبكات وبهذه الفعالية أعطينا لمنظمتنا دفعاً كبيرا إلى الأمام، ولم يكن للحزب الديموقراطي الكوردستاني (البارتي) تنظيم حزبي بالرغم من وجود عدد كبير من البارتيين وأنصارهم ، وقد ساعدناهم في تشكيل منظمة حزبية لهم.
ظروف الفرح والمسرة التي رافقت الإحتفالات بصدور بيان 11 آذار، وبروز دور الشيوعيين في المدينة دفعت بالعديد من الشباب الانتماء للحزب ، وعودة من ترك الحزب لظروفهم الخاصة ، وفي التحضير علنا للإحتفال بعيد نوروز القومي، أي بعد (10) أيام من صدور بيان 11 آذار، إستلمنا تهديدا قبل يوم للإحتفال من الإستخبارات العسكرية عن طريق (الملازم سعيد الذي تزوج من فتاة كوردية ومن عائلة معروفة صديقة، والملازم صلاح الذي قتل في بانيخيلان) بضرورة عدم الإحتفال، وقد ذهبنا { أنا والرفيق ملاحسن نورولي عضو المنظمة الحزبية والعامل في دائرة ري دربندخان } إلى معسكر الفوج وفي الباب النظامي التقينا رئيس عرفاء منشد زامل جلوب ، وأخبرناه وقلنا له كما تدري نحن من الحزب الشيوعي العراقي نريد مقابلة المقدم خالد مسؤول الإستخبارات، وقد تعجّب وأمعن النظر فينا قائلاً: شيوعيون تريدون مقابلة المقدم خالد؟.
ضحكنا وقلنا له: نعم، ولماذا تتعجب ؟ وأسرع إلى المقدم وعاد قائلا: تفضلوا.
رحّب المقدم خالد بنا، وأشعل سيكارة بتبختر وكبرياء على طريقة زمرة الإستخبارات وقال بإندهاش: من أنتم ؟ انتم شيوعيون ؟ ماذا تريدون ؟.
اخبرناه باننا من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دربندخان، واستلمنا عن طريق ضباطكم وجنودكم تهديدا ومنعنا من إقامة الإحتفال بعيدنا القومي {نوروز}، وجئنا لإبلاغكم رسمياً لمساعدتنا وأخذ موافقتكم.
وبعد لف ودوران واسماعنا كلمات التهديد والوعيد وانكم من حزب محظور، وبعد مناقشات معه وإصرارانا واتصاله بالمراتب العليا وافق، ورجا أن نحاول قدر الإمكان المحافظة على الأمن وإستقرار المدينة.
لم نصل إلى البيت وأستلمنا تهديداً نارياً من الأخ (احمد كلاري – قائد عسكري ميداني) من الجماعة المنشقة من الحزب الديموقراطي الكوردستاني ( وسميت هذه الجماعة المنشقة بالجلاليين) نسبة الى جلال طالباني. ، وهي الجماعة التي اعلنت انشقاقها من البارتي بقيادة ابراهيم احمد وجلال طالباني التي هربت الى ايران وعادت بعد ان عفا عنهم القائد مصطفى بارزاني ولكن بعد فترة توجهت الجماعة الى بغداد وتعاونت مع الحكومة العراقية واصدروا صحيفة النور، واطلقت الجماهير الكوردية عليم جماعة النور.
كتب الأخ احمد كلاري في رسالته لنا : سمعنا بأن الحزب الشيوعي العراقي يريد الإخلال بأمن وإستقرار المدينة بإقامة إحتفال بمناسبة عيد نوروز، وأن أحداً منهم سيقرأ كلمة، وفي هذه الحالة لا نوافق القيام بالإحتفال، وسوف نقتل الشخص الذي يقرأ كلمة الحزب، وختم رسالته بعبارة: (أعذر من أنذر !).
وأخبرنا (المبلغ) نعم سنحتفل وبلاشك سيلقي احد رفاقنا كلمة الحزب الشيوعي العراقي، ونرجو من أخينا احمد كلاري أن يعمل على تهدئة الوضع ونبذ القتل.
كتبنا رسائل مستعجلة إلى مكتب محلية السليمانية ولجنة جوتياران والرفيق المسؤول لمنظمتنا { المناضل المعروف عبدالله القره داغي – ملا علي} بديلا للرفيق فارس رحيم مسؤول لجنة جوتياران الذي لم يكن متواجدا آنئذ في المنطقة وكان ملا علي آمراً للسرية العاشرة الباسلة ضمن تشكيلات الحركة التحررية الكوردية، وشرحنا وضعنا باسهاب وان رفاق المنظمة مستعدون لاقامة الاحتفال وعدم الاصغاء الى الآخرين وقلنا نحن بخير ونرجوا ان لا تقلقوا وننتظر توجيهاتكم واكدنا ان رفاقنا ومنظمة حزبنا في المدينة بخير وعلى الإستعداد التام وقبل الاحتفال بساعات استلمنا الردود والتوجيهات.
لم نرتاح أبداً في الليلة التي سبقت الإحتفال، عقدنا عدة إجتماعات حزبية، كانت الأكثرية من الرفاق مع إقامة الإحتفال، ولكن الأقلية كانوا ضدنا.
اليوم، هو يوم العيد القومي لشعبنا، عيد نوروز، في الصباح الباكر قام الشباب المتحمس من رفاقنا في دربندخان وزاله ناو وبانيخيلان وكانى سارد والقرى القريبة الأخرى بجمع الكراسي من البيوت ونقلها إلى ساحة الإحتفال في الحي السفلى للضيوف.
وقبل الإحتفال بساعتين أخذت كل مجموعة مكانها حسب القرارات للحفاظ على الأمن والإستقرار وحماية المحتفلين، وكانت القرارات صارمة وتقضي بحمل المسدسات من قبل الرفاق المشخصين ( كانت المسدسات) شخصية ، وعدم الإختلاط بالجماهير مع المراقبة الشديدة للعناصر الغريبة والغير معروفة ، وإذا حدث صدام تبقى المجموعة في مكانها ولا تتحرك إلا بأمر من مسؤوله.
بدأ الإحتفال بالنشيد القومي { ئه ى ره قيب ، ووسط التصفيق الحار والهتافات بحياة الحزب الشيوعي العراقي والحركة التحررية الكوردية تقدّم الرفيق {أحمد رجب} إلى المنصة لإلقاء كلمة الحزب متحديا الموت، وكان قرارنا إبتعاد كل الرفاق من المنصة، وكان شعارنا: لتكن خسارتنا أقل ، إلتزم الرفاق بالقرار، وفي الأثناء تقدم الشيوعي الرفيق المناضل {غفور كويخا علي} وهو من الشيوعيين الاوائل القدامى في دربندخان وأستلم اللاقطة من يدي وقربها مني قائلاً : أموت معك وأتحدى الموت وتقدم رفاق آخرون ووسط الإندهاش والتصفيق ألقيينا كلمة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في دربندخان ، ومن ثم ألقى مسؤول منظمة الحزب الديموقراطي الكوردستاني كلمته.
كان الإحتفال منظماً بشكل جيد، كما سارت الأمور بشكل جيد، ولكن عند الختام بدأ إخوتنا الأعداء بالسب والشتم والتهجم على الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديموقراطي الكوردستاني، وحاولوا اثارة الرفيقين الشابين نجيب الشيخ محمد { استشهد} عام 1983 بايادي آثمة وخسيسة وحميد مجيد الذي قتل غدرا عام 1995 الأمر الذي أدى إلى تدخل الجيش والشرطة وأستدعائنا إلى الحضور في مقر اللواء، وهناك قام اللواء الركن (نصيف جاسم السامرائي – أصبح فيما بعد المستشار العسكري لصدام حسين) بإلقاء كلمة وتقديم نصائح على اننا اخوة، وعلينا حل مشاكلنا والمصالحة، وهنا قلت للأخ المناضل احمد كلاري باللغة الكوردية، وهو يدري بانني صديق لأخوانه حسن وحسين ايام الدراسة الثانوية معا، وأحترمه شخصياً لانه اكبر مني وهو من عائلة مناضلة : حسنا كاك احمد آمر لواء ينصحنا أن نتصالح، وحال سماعه كلماتي تقدم وأعتذر لما جرى، وتبادلنا القبل الأخوية.
نعم هكذا احتفلنا واصبحت منظمتنا علنية وفرضنا انفسنا لكن الغوغائيين واذناب السلطة والاقطاعيين المحليين وقفوا ضدنا ومحاربتنا حالنا حال المنظمات الحزبية الاخرى.
17/3/2021



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنو كوردستان لا يريدون الاقتتال
- من دولكان الى حاجى مامند
- تعالوا الى بشتاشان لاستلام الاسلحة
- وطني
- من دولكان الى بشتاشان
- لنحافظ على هدوء مدينة اربيل
- دفاعا عن المباديء والمثل السامية وعن مصالح الشعب
- ارسلوا النفط ولا تتوسلوا
- الموبايل
- في وضع متشابك ومعقد يعلو صوت الاقتتال الداخلي
- الحرية تحت البسطار العسكري والاصلاح
- حوادث ايام الانصار البيشمةركة
- الى متى تكذبون ؟
- شيوعيو دربندخان واستمرارية النضال
- لا توهموا الناس
- اقتتال الاحزاب الكوردستانية يسر الاعداء
- ازمات كوردستان الى اين ؟
- الرحيل الابدي للمناضل الشيوعي الرفيق علي غفورالرحيل الابدي ل ...
- الخيانة
- المستشار سبب شلل حكومة مسرور


المزيد.....




- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد رجب - كيف احتفلنا بعيد نوروز القومي؟