علي فهد ياسين
الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان السياسات المتخلفة والبدائية في التعامل مع الشعب، حولت وظيفة الخدمة العامة للعنوان السياسي الى سلطة قمعية مسلطة على رقاب العراقيين، يدعمها خطاب أعلامي رسمي، استمر على منهج واحد، يروج للانتصارالدائم على الآخر، حتى لو كان الآخر هو الشعب، في استهتار بكل المفاهيم والقيم والقوانين المنظمة لاداء السلطات في العالم، وقد تحمل الشعب من جراء هذا الاستهتار، ألوان وصنوف الكوارث والمآسي والنكبات والخسارات بالارواح والثروات، والآمال التي بددتها الصراعات والفوضى الضاربة في كل الاتجاهات .
بينما كانت شعوب الأرض تنتقل من واقع الى آخر أفضل منه، رغم أن قادتها لم يكونوا دائماً على نفس المستوى من الأداء والتأثير، وكان اذا أساء وأخطأ بعضهم وتسبب في كوارث لشعبه،أعاد خلفه البوصلة الى اتجاهها الصحيح النافع، ماعدا العراق الذي استمرت الاوضاع فيه بالانحدارالمتسارع منذ عقود، وصولاً للاحتلال الذي اعتمد الطائفية منهجاً للسلطة، لتقويض السلم الاهلي واذكاء الصراعات الدموية والفوضى ، الحاضنة الذهبية للفساد والخراب العام .
لقد تعود القادة العراقيون على ادعاء الانتصارات في جميع المنعطفات السياسية التي مرت بها البلاد، وكأنهم سوبرمانات سياسية واقتصادية محنكة ولامثيل لها في باقي البلدان، ولم يخطر ببال أحداً منهم طوال العقود الماضية أن يفكر ولو للحظة بنتائج انتصاراته وانجازاته المزعومة على واقع الحال البائس الذي يعيشه المواطن منذ عقود، وكيف وصلنا الى كل هذا الخراب غير المسبوق في المنطقة والعالم؟.
ان الواقع العراقي الحالي المتأزم على جميع المستويات، يحتم توحيد جهد القوى الوطنية الحقيقية، لدعم الحراك الوطني السلمي وتطويره لمواجهة الخراب والفساد والطائفية، وتبني خطاب وطني متوازن، لمصارحة الشعب ومشاركته التفكيروالعمل الجاد، من اجل التغييرالجذري، وتشكيل سلطة وطنية لاعادة البناء الحقيقية للمواطن والوطن في ظل سيادة مطلقة للقانون، وهو أمل وواجب ومسؤولية كل الوطنيين العراقيين، على اختلاف مشاربهم ومرجعياتهم الفكرية، لانقاذ العراق وشعبه من مستنقع الفوضى والخراب، الى هضاب الأمان والسلام والعيش الرغيد، التي يستحقها شعبنا الكريم في حاضره ومستقبل أجياله .
#علي_فهد_ياسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟