|
مصر 🇪🇬 تستطيع خلق هوامش المناورة والمفاجأة معاً ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6842 - 2021 / 3 / 16 - 11:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ يجادل البعض ، ليس دون اثباتات وجيهة ، بل البعض يميل إلى الصدق والمكاشفة عندما يدعو إلى الحرب ، لكن ليست هناك الآن مصلحة عربية في فتح جبهة قتالية أخرى ، فأغلب الجبهات مفتوحة أو مستباحة ، لكن هذا لا يعني أبداً ، أن تقف القاهرة مكتوفة الحال أمام تداعيات مخاطر السد الأثيوبي ، لأن ببساطة من الممكن أن يُفهم عدم تحرك المصريين 🇪🇬 عسكرياً ضد الإجراءات الأحادية بأنه عجز ، في المقابل ، وهذه وجة نظري على الأقل ، تتحرك الدبلوماسية المصرية ضمن الرؤية التنموية الشاملة التى يعاد من خلالها بناء 🔨 الجمهورية الجديدة والحديثة والمتطورة والقادرة على إعادة مكانة مصر 🇪🇬 إلى وضعها الإقليمي والدولي الطبيعيين ، المقابل أيضاً ، كانت مشكلة مصر قبل ثورة الضباط 👮♀ الاحرار تعاني من الفيضانات المستمرة التى أعدمت المحاصيل المزارعين وذهب ضحيتها الكثير من البشر ، بالإضافة إلى أن الجغرافيا المصرية كانت غارقة بالعتمة ، ومع بناء السد العالي الذي يعتبر من أهم وأكبر المشاريع العملاقة في العصر الحديث ، انتهى ✅ أمر الفيضانات وعمت الكهرباء بطول وعرض الجغرافيا ، إبتداءً من العاصمة والمدن والقرى وليست انتهاءً بالطرقات الرئيسية أو الفرعية ، وأيضاً ساهمت الكهرباء بشكل كبير في التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية والثقافية بمختلفها وأيضاً السياسية والعسكرية والسياحية التى باتت الأخيرة تدر لها سنوياً العملة الصعبة ، لكن تاريخياً أخفقت الحكومات السابقة في توظيف المياه بشكل مدروس ، وهذا جعل ويجعل المصريين يشعرون بالخطر الداهم كل ما تم تصعيد ملف السد الأثيوبي ، وهنا نتحدث بصراحة 😶 عن أثيوبيا التى تأخرت عن مصر 🇪🇬 ما يقارب 70 عاماً ، حتى هذا اليوم يعاني الشعب الاثيوبي من الظلمة ، 75٪ من الشعب يعيشون في العتمة ، وبالتالي يفتقدون إلى الحد الأدنى من بديهيات الحداثة العالمية ، بالطبع نتيجة غياب الكهرباء .
بالطبع ، ما يخيفني 😟 شخصياً ، ليست أثيوبيا الحالية ، لكن ما هو مقلق 👀 فعلاً أثيوبيا القادمة ، كيف ستكون اثيوبيا في المستقل ، إذنً ، السؤال الذي من المفترض طرحه ، هل هناك جهة تعيد بناء 🔨 الدولة الاثيوبية في أفريقيا لكي تكون مشابهة لإيران🇮🇷 أو تركيا🇹🇷 أخرى ، بهدف استنزاف القوة الأكبر للعرب ، والواقعة بين أفريقيا واسيا ، الجواب ببساطة وبلا تردد ، طبعاً ، هذا تماماً ما يجري على نار 🔥 هادئة ، وهنا لا بد من توضيح مسألة جوهرية ، قد تغيب عن الكثير ، الفكرة بالأصل لا تنحصر في بناء🔨 السد المائي ، لأن الباني يدرك جيداً أن الجدار يمكن تعطيله بسهولة طالما جمهورية مصر 🇪🇬 العربية تمتلك جيشاً قوياً💪 وأجهزة استخبارات أيديها قادرة للوصول إلى أهدافها ، وايضاً مع تبني حكومة القاهرة مشروع تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواد الأساسية أعطها ذلك ميزة لكي تُحقق جزء كبير من السيادة ، لكن ما يزعج في المسألة الإثيوبية ، تلك النوايا الدفينة والتى تتعلق تحديداً بسد النهضة وبهذا التوقيت⏱، وبالتالي تساهم القوى الإقليمية والدولية بشكل عضوي في بناء القوة الاثيوبية من أجل🙌 صنع توازن استراتيجي بين البلدين ، إن كان ذلك على الصعيد الدبلوماسي أو العسكري أو الاقتصادي ، أي أن ، حتى الآن المصريون لا يجدون مشكلة في تعطيل السد بطريقة ما ، لأنهم على دراية تامة بقدرات اثيوبيا العسكرية والاقتصادية ، وبالتالي البنيوية الاثيوبية لا تتحمل أي صراع محتمل 🧐 ، لكن هذا التقدير لن يكون نافع في المنظور القريب ، لأن مع إنتاج الكهرباء سيكون هناك عائد سنوي لخزينة الدولة بما لا يقل عن ثلاثة مليارات دولار💵 ، كمرحلة أولى ، بالطبع ، هناك جملة مشاريع قيد التنفذ ، تشرف عليها مؤسسة التنمية الدولية الأمريكية ( DFC)، بالإضافة لمشاريع نافذة من خلال المؤسسة التابعة للخارجية الأمريكية ذائعة الصيت ب( USAId) ، يستثمران الطرفان في البنية التحتية وايضاً في خلق مجتمع حديث ومن خلال نشر شبكات الإتصالات السلكية واللاسلكية فضلاً 🥺 إلى كل ذلك ، هناك دعم مركز للجيش وأجهزة الاستخارات ، في المقابل ، يتحرك الجانب الإسرائيلي عبر خبرائه في اثيوبيا من أجل 🙌 توفير الدعم في كافة المجالات مثل مساهمته في تطوير الصناعة وإدخال التكنولوجيا الزراعية التي تفتقر إليها إثيوبيا رغم امتلاكها للثروة المائية والأراضي الشاسعة ، بل باشر الموساد في بناء 🔨 قاعدة استخباراتية وعسكرية وصحية وتعليمية ، فإسرائيل تعتبرها منطقة حيوية واستراتيجية لها ومع وجودها الكبير في جزيرة🏝 دهلك الاريترية والذي منحها موطأ قدم هناك ، بات الموساد يُدير مركزاً للمراقبة وجمع المعلومات عن اليمن والسعودية والسودان ، بل له صولات وجولات في تغذية الصراعات داخل اثيوبيا مستغلاً للأرضية الخصبة التى تركها المستعمر ، وبالتالى ، سعدت إسرائيل🇮🇱 تماماً عندما غادر✌ حزب الشيوعي الماركسي سدة الحكم في أثيوبيا ، لكي تعيد 🔁 وتواصل ما بدأت في بنائه 🔨 ، بعد ما توقفت✋ عنه أثناء حكم منغستو ميريام ، حزب الشيوعي السابق ، هو بناء 🚧 الحلم الصهيوني ، الأسطورة إياها من النيل للفرات ، وبالفعل تحقق ذلك في كل من العراق 🇮🇶 وسوريا ، اليوم البلدان أصبحا في دائرة⭕ العطش .
كان طلب القاهرة بالأمر اللافت ، إذنً ، على ماذا تعتمد مصر 🇪🇬، عندما تُصر على المشاركة في إدارة السد ، كأن الأمر محتوماً ، وبالتالي تعتمد بادئ ذي بدء ، على القانون البشري ، تُعتبر مياه 💦 النيل هو الشيء الوحيد المشترك بين منتاهرين ، على الرغم من الصراعات التاريخية ، بقت المياه تتدفق دون أي عائق ، أيضاً حسب اتفاقية عام 1996 ، أكدت على أن النيل قانونياً نهراً دولياً ، وبالتالي من حق القاهرة إذ ما شعرت بتهديد جوهري لوجودها ، أن تنسحب من الإتفاق الموقع بينها وبين السوادن واثيوبيا عام 2015م، وتحويل قضية النيل إلى مسألة دولية ، وهنا قد تطرح اثيوبيا مسألة السيادة على السد النهضة كدولة ينبع النهر من بلادها ، من خلال المفاهيم التى تُقدم على نحو أن المساس بالسيادة محرم ، لكن أيضاً ما يؤرق المرء ، امتعاضها وتلكؤها بالاعتراف بحصة مصر 🇪🇬 البالغة 55 مليار متر مكعب والتى لن تعد كافية مع إرتفاع المتواصل للسكان ، وهنا يكمن سر اصرارها بالتفرد في إدارة السد ، الذي سيمنحها في المستقبل التحكم بكميات الماء المتدفقة ، فبلد مثل مصر 🇪🇬 بالأصل يعاني من شح المياه ، ليس فقط المياه 💧 المختصة للشرب ، بل مياه الإنتاج الذي يقوم عليها الاكتفاء الذاتي ، أيضاً هناك جانب مسكوت عنه دولياً ، حتى الآن التقارير الدولية لم تفصح عن جودة ومتانة السد الأثيوبي، على سبيل المثال ، هناك إجماع عالمي على متانة والطريقة التى بُني بها السد العالي ، بتكلفة المليار دولار💵 أيام ما كان الدولار دولار💵 ، لأن ما يثير تخوف المراقبين هو ما مصير السد مستقبلاً بعد التعبئة النهائية ، صحيح أنه سيتحول السد إلى عامل رفاهية للاثيوبيين ، لكن في المقابل ، سيعتبر قنبلة💣 مائية ، قابلة للانفجار باتجاه ، كل من السودان 🇸🇩 ومصر 🇪🇬 .
من يملك القدرة على رؤية الحقيقة لا يتوجه إلى كنفها ، صحيح أن الحلول المائية أصبحت مع التكنولوجيا متعددة ، ربما تكلفتها مرتفعة ، لكن مع التحديث من الممكن أن تصبح أقل تكلفة من ماء النيل ، بالطبع ايضاً ، من الجدير للقاهرة الشروع في بناء 🔨 مشروع قناة جونقلي الذي يعزز مياه 💦 النيل ب 20 مليار متر مكعب ، وهذا المشروع يعزز علاقة القاهرة مع العمق الأفريقي ، وبمعزل عن الإتفاق أو الاختلاف حول مصداقية الطرف الإثيوبي ، لم تعد الحكاية تنحصر على انقاذ مصر 🇪🇬 من الاذى الكامن من السد ، لكن ما يحتاجه المصريين ، هو توفير الذكاء في إلتقاط تفاصيل العلاقات من أجل تنظيم مستويات التكافؤ بين الماضي والحاضر والقوة والضعف ، وهنا لا بد من وضع النقاط على الحروف ، فالنظام المصري بطبيعته التكوينية ، لم يُبنى على تصدير العقيدة ، أي أنه نظام وطني وليس مُصدر للافكار ، وهذا ينعكس تماماً على جيشه والشعب الذي يحكمه ، أي أنه غير مؤهل لخوض حروب مفتوحة وطويلة ، لكنه في ذات الوقت ، يدير النظام جيشاً وشعباً ، بنيويتهما الوطنية قابلة بقوة وعنفوان فريدتين في الدفاع عن الأرض والحقوق القومية ، وبالتالي ، الصراع القائم في المنطقة ، هو صراع بين مشروع عقائدي لديه طموح في تحقيق 🤨الطموح الصهيوني أو المشاريع الأخرى ، مثل إقامة الدولة العربية الشيعية أو الفارسية أو العثمانية ، إذنً ، لم تعد تنفع تلك المدرسة 🏫 التى كانت تتيح فيها ترقية البيدق إلى جنرال أو وزير ، بل ، لا بد للوطنية المعزولة بين المشاريع العقائدية ، أن تجيد قراءة الواقع جيداً ، والتى تسمح للقاهرة بخلق هوامش مكشوفة وأخر مخفية ، الأولى للمناورة والأخرى للمفاجأة ، وهنا زبدة الموضوع وخاتمته أيضاً ، وهذا لا يحصل سوى بكسر الأطر المؤسسات الدولة التى أعاقت تاريخياً اندماج الطاقات الشبابية في مؤسساتها ، تلك المؤسسات التى لديها دقة ✊ في فهم الذات وتقبلها والإمساك بها كونها الهوية التى ستحقق الوعي وبدورها ستوفر الإنتاجات المختلفة والامتداد من أجل تقوية وتعزيز الأمن القومي العربي ، والتى أيضاً تجعل من مصر قوة علمية🔬 حقيقية ، ساعتها فقط ، لا تجرؤ اثيوبيا أو غيرها أن تتفلحص معها . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف ما فيش أوكسجين ، قالها ونقولها ...
-
من جحيم ستالين الاسود ، مروراً بجحيم غوانتناموا المصغر إلى ج
...
-
قصف العمق السعودي يقابله قصف العمق الإيراني...
-
ايعقل هذا ...
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
-
المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...
-
المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
-
إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
-
إدارة بايدن ازدواجية التعامل ...
-
من كان السباق في أبتكار الرقص / البشرية أم الطيور ...
-
الثورجيون السابقون واللاحقيًن ، أتباع روبسبيار ...
-
المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) ..
...
-
الحزن العراقي / انعكس ذلك على الشعر والحنجرة .
-
شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .
-
الصراع المتواصل بين الديمقراطية الليبرالية والاستقراطية اليم
...
-
تونس الجديدة / صراع بين الاخوة الديمقراطيون على مراكز القوى
...
-
ماذا يريد نتنياهو من الهند ... بعد الشرق الاوسط والمغرب العر
...
-
بعد الشرق الاوسط والمغرب العربي وصولاً لافريقيا ، ماذا يريد
...
-
بين القديم والحديث ، عالم يتغير لا يعترف باللبوث ...
-
اختيارات الرئيس الأمريكي بايدن دلالة على إستراتيجيته الخارجي
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|