أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟














المزيد.....

صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 478 - 2003 / 5 / 5 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

{ شلون القراءة شي على شي ؟ } .. بهذه العبارة المقتضبة والساذجة والتي تخفي ورائها كل مرارات الهزيمة والرحيل والإنحدار والتلاشي أنهى صدام خطبته الإنهزامية التي لم تبثها الفضائية العراقية ، بل تناقلتها وكالات الأنباء الدولية كدليل على إستمرارية صدام في الحياة وعدم مصرعه ، وتنقلاته المستمرة باحثا عن الأمن والأمان ممنيا النفس بعودة قادمة لعرش ضاع وتلاشى في خضم سنوات العبث والدمار الطويلة والكارثية التي هيمن فيها وأسرته على حكم العراق بالحديد والنار ، وتركه هاربا بعد أن أشاع الخراب والدمار في كل جزء من أجزائه ونجح بإمتياز في جعل بلاد الرافدين ودرة العرب الإسلام عطشى مستلبة تنادي القريب قبل البعيد ، وتندب حظها العاثر ، ولم يخلف البعث المهزوم وقائده الهارب بعد كل عقود الهيمنة سوى مقابرا جماعية ، وسجونا سرية تحولت لقبور ، وقبور بلا شواهد ، وشهداء بلا هوية ، وثكالى وأرامل وأيتام ومشردين يفترشون الخارطة العراقية ويتوزعون على نتؤاتها وزواياها ، ترى كم كان سيتغير الزمن والمصير وخارطة الأحداث لوكان صداما قد إستمع لصوت العقل ولو لمرة واحدة يتيمة في حياته ؟ وكم كانت الصورة ستختلف لو رضي صدام بالإنسحاب السلمي من السلطة وجنب نفسه وبلده وشعبه كل هذا الدمار المعاش ، وكل صور المستقبل الغامضة ، وكل المآسي التي حدثت أو التي ستحدث ؟ ولكنها عقلية الطغيان ، ونفسية الفرد القائد / الإله الذي جعلته سنوات الهيمنة الطويلة يتصور أنه قد تحول لإله لايمس ، ولضرورة لاغنى عنها ، ولرمز لايضارع! ولم يكن كل ذلك سوى تصورات مريضة لحاكم مريض خلق منه الإستبداد وعدم المعارضة فرعونا جبارا يتصور أن الكون يسير بإرادته ، وأنه فوق حقائق القوة ، وأن الأوهام من شأنها أن تخلق منه البطل القومي المنتظر في ظل منظومة الكذب الشامل المحيطة به والتي تغذي تصوراته المريضة المبنية على الزيف والدجل والإنقطاع عن الواقع المعاش ! ، ولقد كان منظر صدام وهو يسجل آخر بياناته الهزيلة مثيرا للشفقة وهو يتعثر بالكلمات ، ويطلب العون والمشورة من المصور ومن خادمه ويسأله عن رأيه في قراءته للخطاب وكأنه تلميذ في السنة الأولى من الإبتدائية وليس رئيسا لعقود طويلة ، ومشروع زعامة قومية عربية مفترضة تكرست ونهبت طاقات العراق لترسيخها ولم تنجح؟ .. فهل تكون النهاية بمثل هذه الصورة الهزلية السوداء؟.. فما سمعناه لم يكن خطابا بل كان همسا لقائد عاجز وفاشل يحاول التعلق بأهداب شعارات يعلم هو قبل غيره مقدار زيفها وتهاويها كتعليقه الدائم والذي يفضح أكثر مما يستر بقوله الدائم :{ عاشت فلسطين حرة عربية من البحر إلى النهر }!! بينما هو لايستطيع الدفاع عن بيته ونسائه وممتلكاته ؟ فهل بهذه الطريقة البائسة العجفاء تدار الأوطان وتساس الشعوب ؟ وهل يعبر التهاوي السريع لسلطة ماتأسست إلا على القوة عن تجربة ثرية وغنية لحكام عرب آخرين من أن قوتهم مهما عظمت في إضطهاد شعوبهم وكسر إرادتها إلا أنها لاتعني شيئا أمام صراع القوة الحقيقي ؟ فلماذا إذن كل هذا التجبر ، وكل ذاك الطغيان ؟ ولماذا توضع الشعوب في موازين تصرفات قادة غير مسؤولين لتدفع الأجيال البريئة أثمانا باهظة لسياسات حمقاء ليست مسؤولة عنها ؟.

يقينا أن مصير صدام حسين سيظل نموذجا ثريا لحكومات وأنظمة عربية أخرى إستوعبت الدرس المأساوي العراقي جيدا! لتتقبل التغيير السلمي ، ولتمارس لغة الحوار الدبلوماسي ، ولتبتعد عن التلويح بالقوة، وكما حصل لنظام الرئيس بشار الأسد في دمشق الذي لانشك في  إنه إستوعب الدروس التي فات على صدام حضورها! ، وفرمل مواقفه وأقواله قبل أن يلوت وقت مندم .. وساعتها لايفيد البكاء ولا العويل ولاتنفع الشعارات الرنانة! ... لقد غربت وإلى الأبد في منطقتنا العربية شموس ( الحكام الآلهة) .. وباتت معالم التغيير واضحة وجلية ومفروضة للأسف من الخارج بعد أن فشلت كل صور شعوبنا النضالية بترشيد تلك الآلهة الصماء التي تتكفل الآلة الأميركية الجبارة وحدها اليوم بتطويع من كان يتصور أنه عصي على التطويع ... لقد كانت قراءة صدام الأخيرة خاطئة ككل قراءاته السابقة؟ ولكنه وهو مشرد وطريد اليوم سيعلم بأن العالم العربي قد تغير .. وبأن الأوثان الحاكمة قد إنسحبت لمتاحف التاريخ الطبيعي؟ ... فهل تستحق شعوبنا هذا النوع من التغيير فقط ..؟

 



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة ( العربية ) .. وقيادة البعث القومية ؟
- الكويت .. وأقلام الهزيمة المسمومة ؟
- ميلاد القائد الذي كان !.. حفلة في سراديب الهزيمة ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي وشركاه .. مناورات وعاظ السلاطين ؟
- البعثيون في المصيدة .. ( الرفاق حائرون ) ؟
- ربيع العراق ... ونيران إيران .. تداعيات الهيمنة ؟
- قناة الجزيرة .. بين الشيخ ... والأمير ؟
- ربيع بغداد ... أحلام الولي الفقيه ؟
- عالم عربي لما بعد معتقلات الموت ؟
- الشيخ أحمد الكبيسي ... الولي الفقيه والخطبة البتراء ؟
- ليلة القبض على برزان التكريتي ؟
- سجناء العراق وأسرى الكويت .. شرخ في ضمير العروبة !
- حواسم ) صدام ... هل تحسم ( البعث ) في الشام ؟
- هل يتحول صدام لمهدي المحبطين المنتظر ؟
- صدام الذي كان ... والسيوف العربية الصدئة ؟
- وأخيرا ... إنتهى البعث من حيث إبتدأ ؟
- سقوط أصنام الهزيمة ... البعث الذكرى والمأساة ؟
- هلوسات بعثية ... وزير الأكاذيب وآخر كذبة ؟
- حديقة ( البعث ) الجوراسية ؟
- الإنتحاريون العرب والموقف السوري ... إقتراح قومي ؟


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟