|
ثنائية: العقل النفعي، والنفس الجمالية! واكذوبة: فضل (العقل) على (العاطفة)! مثال: (الفعل الجنسي) وتناسل الحياة!
سليم مطر
الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 17:21
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
جميع نشاطات البشرية، من الرقص والغناء والكتابة والبناء والدين والدولة، وحتى الجيوش والحروب وجميع العلوم والتقنيات، تهدف في جوهرها: ـ اما الى (المنفعة والاكتشاف) عبر العلوم البحتة، اما الى (الجمال والمتعة) عبر الفنون، او الى الاثنين معا عبر العلوم الاجتماعية والآداب والدين! ان علاقة الانسان مع ذاته ومع الوجود تمرّ عبر مجالين او طاقتين: ـ العقل: وهو طاقة المنطق والحساب والتفسير والتخطيط، وغايتها بلوغ المنفعة والكشف والتحليل. ـ النفس: وهي طاقة المشاعر والمخيال وملذات الحواس الخمسة، وغايتها بلوغ الراحة والمتعة والجمال. وهاتين الطاقتين رغم اختلاف نشاطهن إلا انهن غير مستقلتين عن بعض، بل في حالة تواصل وتأثيرات لا تنقطع. فمن النادر أن يحصل نشاط مشاعري خالص، أو نشاط عقلي خالص، بل في تأثيرات مستمرة ولكن بدرجات مختلفة حسب الحالة. لهذا يصح تقسيم نشاطات البشر ونتاجاتهم المعرفية، الى مجالين، وكل مجال ينقسم الى فرعين: ـ النشاطات التي تعتمد على النفس والمشاعر، وغايتها الاساسية: ابداع(الجمال والمتعة) لمساعدة الانسان على تقبّل الحياة ومعاناتها. وهي تنقسم الى: (الفنون) و(الآداب) ـ النشاطات التي تعتمد على العقل والتخطيط، وغايتها الاساسية: الحصول على المنفعة العملية وكشف مجاهيل الوجود، لمساعدة الانسان على تسهيل حياته فرديا وجماعيا. وهي تنقسم الى: (العلوم البحتة) و(العلوم الاجتماعية). خصوصيات هذه المجالات الاربعة ـ الآداب: هي جميع النتاجات التي تعتمد: (اللغة والكلمة المحكية والمكتوبة)، وغايتها الامتاع وبعض الاقناع عبر اثارة الخيال والاندهاش والتشويق، مثل الشعر والحكاية والاسطورة والحكمة والرواية وغالبية النصوص والحكايات الدينية، وحتى النكتة والطرفة الشعبية. ـ الفنون: هي مثل (الآداب) ولكنها تتميز بالأعتماد اساسا على الصوت أو الصورة، وبدرجة اقل باقي الحواس الخمس. مثل الغناء والرسم والرقص والتمثيل وحركات طقوسية دينية مثل الدروشة والترتيل والصلواة ومراسيم الحج والثياب الدينية الخاصة. ان (الفنون) عموما اكثر تقربا واستفادة من (العلوم) لانها بحاجة الى نتاجتها وتقنياتها مثل استخدام الاصباغ والآلات الموسيقية والتصويرية وقياسات الحساب والهندسة. ـ العلوم البحتة: هي جميع النتاجات التي تعتمد التخطيط والتحليل والتجربة لايجاد افضل السبل والتقنيات لتسهيل الحصول على المنفعة وبلوغ الاهداف، مثل اكتشاف النار والزراعة والتدجين والبناء والنقل، حتى الطب والهندسة والفلك والرياضيات والتصنيع وعلوم الفضاء. ـ العلوم الاجتماعية: وهي مثل (العلوم البحتة) ولكنها اقل تطبيقية ومباشرة في منفعتها واكثر استفادة من خيال الآداب وجماليتها وعموميتها. مثل: التاريخ وفقه اللغة والفلسفة وعلوم النفس والمجتمع والسياسة والقانون والاقتصاد والكثير من جوانب الدين مثل الاخلاق والفقه. تداخل هذه المجالات الاربعة لكن هذا المجالات، قليلا ما تكون منفصلة عن بعضها البعض. وهذه بعض الامثلة: ـ خذوا مثال دراستي الحالية: انا استخدمت (العلم) في التفكير والتحليل والاستنباط، ولكني ايضا استخدمت (الأدب) لصياغة اللغة وجعل الاسلوب ممتعا وجميلا. ثم استخدمت(الفن) لأبداع الرسوم التوضيحية الملونة. ـ النصوص العلمية: مثل نصوص البحوث الاجتماعية والقوانين والعلوم البحتة مثل الطب والهندسة وغيرها. هي من ناحية بـ(قيمة ادبية) لأنها تستخدم اللغة وما تجلبة من متعة ووضوح، وبنفس الوقت فأنها تتضمن تحليلات وافكارا علمية غايتها عملية وتعليمية. ـ البناء والهندسة: مهما كان بسيطا، كوخا او قصرا او معبدا او جسرا او عمارة، فانه يجمع بين مجالي: (العلم) و(الفن). من ناحية(علم الهندسة والبناء)، من اجل تخطيطه وتشييده بما يمنح لنا الفائدة المرجوة منه. ثم (الفن) من اجل إضفاء الشكل الجميل لأمتاع سكانه في الداخل ومشاهديه من الخارج: مثل الاصباغ والنقوش والتشكيل والتشجير. ـ المسرح: هو(عمل ادبي) لو قرأنا نصّه مكتوبا لانه يعتمد اللغة المرأية. لكن عندما نشاهده يُمثّل على المسرح، يكون عملا فنيا لانه يصلنا كصورة وصوت: مشاهد مع ديكور وتمثيل والقاء. ـ المنتجات الحرفية: مثل ادوات الفخار والسيراميك في البناء والادوات المنزلية، فانها تجمع بين(منفعة العلم) وجمالية(الشكل والفن). ـ الطبخ: اكثر المجالات الذي يجمع بين (متع الفن) و(فوائد العلم): من ناحية غايته الاولى (عملية علمية)لأسكات الجوع والحفاظ على البدن. ولكنه ايضا يجب ان يراعي (جمالية متع الحواس): شكل الطعام ورائحته وذوقه وملمسه. المجالات المعرفية الخالصة ـ الشعر: هو اكثر ما يمثل (الادب الخالص) لانه اساسا يعتمد على المفردات اللغوية وترتيبها من ناحية الوزن والمعنى، كي تخلق لنا موسيقى خاصة جدا، نسمعها في الخيال قبل الواقع. ـ الموسيقى: هي اكثر ما يمثل(الفن الخالص)، لانها تعتمد متعة الصوت وحده، دون أي تاثير (عقلي علمي) ولا (ادبي لغوي) كما في الغناء! ـ (الرياضيات)، هي أكثر ما يمثل (العلم الخالص)، لانها الاكثر تجريدية وعقلية وحسابية وفائدة وعملية، بعيدا عن جماليات ومتع الفن والادب. حتى (الطب) يحتاج الى(إقناع وشرح اللغة) و(جمالية اللون والذوق والشكل) كي يصبح مقبولا ومحتملا من المريض. لماذا السينما: فن الفنون، والرواية: أدب الآداب، والتاريخ: جامع جميع المعارف؟! ـ (السينما: فن الفنون)، لاننا نستطيع ان نضع في(الفلم) جميع انواع الفنون من تمثيل وتلوين وتصوير وغناء وموسيقى. كذلك هناك درجة اقل من(الأدب) من خلال لغة الحوار. بالاضافة الى الدور الحاسم لـ(العلم) في تكوين الفلم من خلال آلات التصوير والتلوين والمونتاج والعرض.. الخ.. ـ(الرواية : أدب الآداب)، لأنها مثل السينما، يمكننا ان نضع فيها جميع انواع الآداب: تحليل، وصف، شعر، حوار، حبكة، اخبار، فلسفة، دين، بل حتى النكتة والطرفة الشعبية لها مكانها في الرواية. ـ (التاريخ: جامع جميع المعارف)، لأنه من ناحية هو مجال ادبي بأمتياز، إذ يعتمد اللغة ورواية اخبار الناس والافراد والأحداث والاشياء. لكنه بنفس الوقت هو جامع لعلوم الاجتماع لأننا يمكن ان نضع فيه مختلف التحليلات الفلسفية والاجتماعية والسياسية والنفسية. بل (التاريخ) هو اول واهم مدخل لجميع المعارف مهما كانت علمية ادبية فنية كونية دينية الخ.. إذ يصعب فهم أي منها، دون دراسة(تاريخها).
لماذا(الاعلام) اقرب الى (خداع الفنون والآداب) منه الى (العلم الموضوعي)؟ ـ ان (الاعلام)، بمختلف مجالاته (المقروءة والمسموعة والمرئية) يجمع بين الأدب(اللغة المكتوبة)، والفن(التصميم والالقاء والتصوير.. الخ)، بالاضافة الى(العلم) باستخدامه مختلف التقنيات والآلات. هو في حصيلته وبتأثيره على الناس: (عمل فني ابداعي وتخيلي) لان قوته تكمن اساسا في: القدرة على الاقناع من خلال الامتاع والتسلية والايهام والاثارة الخداع، اكثر بكثير من (اسلوب العلم):(العرض الموضوعي الحقيقي لزيادة المعلومات والمعرفة). (السينما) مثلا، كجميع الفنون وألاداب ، تفتخر بأنها تعتمد: (الكذب الفني) والايهام والخداع كي تقدم لنا التسلية والجمال ثم الرسالة. لكن مشلكة(الاعلام) وخصوصا (الاعلام الاخباري السياسي)، انه يعتمد اساليب الفنون والآداب بـجاذبية (الكذب) والأيهام والخداع، لكنه في نفس الوقت يصرّ على إدعاء: الموضوعية والصدق والاخلاق وتقديم الحقيقة! لماذا (فعل الجنس) ذروة (الفن) و(العلم)؟! ـ ان سرّ جبروت وقدسية(الفعل الجنسي) لدى جميع البشر في كل مكان وزمان، لأنه: اولا: هو اكثر النشاطات(الفنية الجمالية) شدة وتركيزا، لأنه الفعل البشري الوحيد الذي يمنحنا في اقصر وقت واشد درجة، جميع ملذات الحواس الخمس: (السمع والبصر واللمس والشم والذوق): (لذّة مشاهدة) شكل وجسد وحركات الآخر. (لذّة سماع) اصواته وكلماته وتأوهاته. (لذّة شم) الجسد. (لذة لمس) ومداخلة ومداعبة الجسد. (لذة تذوق) وتقبيل الجسد. بالاضافة الى القدرة العجيبة لهذا الفعل على اشعال لهيب (الخيال) بكل عنفوانه وجنونه وغرائزه المكبوتة منذ الاسلاف الاوائل للبشر. ثانيا: ما زاد من اهمية وقيمة(الفعل الجنسي) ان له اكبر واخطر (منفعة عملية علمية)، الا وهي(التناسل وديمومة الحياة) وبقاء الجنس البشري. كأنها رسالة مقصودة من الطبيعة: جعل (فعل التناسل) وخلق الانسان، اكثر الافعال جمالية وملذة وجنونا! "ربما" لولا هذه الملذات وما تجلبه من انجذاب وتعلق بالآخر، لتردد وتمنع الانسان، خصوصا الرجل، بالموافقة على عملية الاخصاب وتحمل مسؤولية الانجاب. ـــــــــ ملاحظة: هذه الدراسة خالية من المصادر، لانها من نتاجنا البحت. طبعا هي حصيلة عُمر من المتابعة والدراسة والتجريب والتحليل. مقولة: (السينما فن الفنون) يقال انها تعود الى الزعيم الروسي(لينين). ــــــــ هنالك صورة ورسم توضيحي مهم جدا يتعلق بموضوعنا هذا، لم نستطع اضافته لاسباب تقنية. لمن يرغب يمكن معاينة موضوعنا نفسه في موقعنا: hhttps://lurl.fr/m93Bz
#سليم_مطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهي الحضارة، وما فرقها عن الثقافة؟ .... هل نحن مقبلون على (
...
-
الفرس وايران، وإكذوبة دورهم المضخم في الحضارة العربية الإسلا
...
-
اسم(عرب:ARABE) واسم(اوربا، Europe)، نفس الاصل والمعنى: غــرب
...
-
كيف نميز الوطني الحقيقي.... عن الوطني المزيف؟ والعلماني الضم
...
-
من اجل اصلاح المرجعية الشيعية وفك التشابك بين (مرجعية النجف)
...
-
شيعي، شيوعي، شرگاوي: الغريزة الدينية واقنعة الحداثة!
-
نحو رؤية جديدة لتاريخ الاديان: مثال المسيحية والاسلام..
-
الكورونا، المؤامرة ليست بصنع الفيروس، بل بالتهويل الاعلامي ل
...
-
ثنائية: العلمانية والدين، وثنائية: المرأة والرجل!
-
نوروز، اكيتو : عيد الربيع العراقي!
-
مكتشفات جينات الشعوب، ونهاية اوهام النقاء القومي العرقي!
-
ما هي : الهوية الوطنية العراقية؟
-
وداعا ايها الصدر!
-
لماذا الثورة الوطنية العراقية، وما هو فكرها الجديد؟!
-
جميع الامبراطوريات الايرانية، بدأت ثم انتهت في العراق!
-
العداء لامريكا ليس دليل الوطنية..بهذه الحجّة تبرر(ايران)، مث
...
-
خفايا دور اهل الجنوب وعموم شيعة العراق في هذه الثورة الكبرى!
...
-
شباب العراق، وحدهم المؤهلون لأحياء اهم مشروع تاريخي ينقص شعب
...
-
معلومات اساسية لتفهم دور الثقافة والمثقفين في الثورة المطلوب
...
-
الى جميع الحائرين والمتشككين بالثورة العراقية: ايران ؟! .. ا
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|