عبدالله ماهر
داعية وباحث إسلامى
(Abdullah Maher)
الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 09:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ونحن اسم بلدنا السودان بمصر هو اقدم من اسم مصر السفلى إيجيبت وكان السودان يسمى بمصر من قبل 1100 سنة وهو المقصود بتسمية مصر فى القرآن العظيم ، ولم توجد كلمة مصر في النقوش التاريخية المصرية جميعها ، فمصر الحالية كان أسمها ايجيبت وكيمت فى القدم وحتى السودان كان إسمه فى القدم (كيمت) وتعنى (الأرض السوداء ) فى اللغة الهيروغليفية وإسم كيمت كان يطلق قديما على جميع وادى النيل.
( فاتبعوهم مشرقين – الشعراء 60 ) وهذه الأية تؤكد بان سيدنا موسى وقومه بنى إسرائيل لقد اتجهوا شرقا من الغرب الأفريقى الى السعودية من مدينة عبرى وسكوت وكلها مدن سودانية نوبية قائمة اليوم كما ورد ذكرها فى اسفار التوراة لليهود والنصارى تروي التوراة أن بني اسرائيل ظلوا يتجولون فى ارض السودان وهى مصر من منطقة إلى أخرى إلى أن وصلوا الى أرض الميعاد ،وقد روت التوراة أسماء العديد من المناطق السودانية النوبية التي مروا بها أثناء رحلتهم وفي الفقرات التالية استعرض لكم بعضها: بعد أن اغرق الله فرعون وجيشه فى اليم ، ضربت مريم اخت هارون وموسى الدف فرحاً بالنجاة والنصر، والحقيقة المماثلة اليوم أن المنطقة التي تقع على الجهة المقابلة لعبري تسمى ( مريم بوت) : وتعني بالنوبية : أرض مريم أو منطقة مريم. سفر الخروج- الاصحاح 15 (فأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها، وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص... وأجابتهم مريم: رنموا للرب فإنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحر). (سُكُّوت) منطقة نوبية كوشية عريقة في شمال السودان لازالت محافظةً حتى يومنا هذا على لغتها وثقافتها النوبية الفرعونية القديمة.. ورد في التوراة أن بني اسرائيل مروا على تلك المنطقة اثناء رحلتهم - التوراة- سفر العدد الاصحاح 33 الآيات 5-6 (فارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ وَنَزَلُوا فِي سُكُّوتَ.. ثمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ الَّتِي فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ.). (سفر الخروج 12: 37- فَارْتَحَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ رَعَمْسِيسَ إِلَى سُكُّوتَ، نَحْوَ سِتِّ مِئَةِ أَلْفِ مَاشٍ مِنَ الرِّجَالِ عَدَا الأَوْلاَدِ.
(أوبوت) منطقة غرب مدينة (عبري) في شمال السودان، سفر العدد الآيات 43- 44 (ثمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ فُونُونَ وَنَزَلُوا فِي أُوبُوتَ.. ثمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ أُوبُوتَ وَنَزَلُوا فِي عَيِّي عَبَارِيمَ فِي تُخْمِ مُوآبَ.). (جبال عبري) في شمال السودان (ثمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ عَلْمُونَ دِبْلاَتَايِمَ وَنَزَلُوا فِي جِبَالِ عَبَارِيمَ أَمَامَ نَبُو.) وهذه دلائل علمية تؤكد وتبرهن بدون اى جدال بان بنى إسرائيل هم سودانيون نوبة عرب كوشين وان فرعون موسى هو سودانى كوشى نوبى وليس من عقب بنى إسرائيل المفضلين على كافة العالمين.
وذكرت المصادر المصرية للاثار والبحوث بأن حوالى 650 ملك مصري موثقة أسمائهم بالاثار لم يذكر فيها اسم او لقب فرعون.وذكرت التوراة فى الإصحاح 17 – ان سيدنا يعقوب عليه السلام إرتحل الى سكوت المحس فى شمال السودان وبنى الى نفسه بيتا ووضع الى المواشى مظلات لذلك سمى المكان سكوت وهى مدينة نوبية قائمة الى اليوم فى المحس شمال السودان وهذا يؤكد مليا بأن سيدنا يعقوب وبنيه هم سودانيون نوبة محس كوشيين.ومدينة عبرى النوبية السودانية هى نقطة العبور لبنى إسرائيل قوم موسى عليه السلام . وقيل في الأثر التاريخى السودانى بأن مدينة عبرى النوبية تعنى نقطة العبور شرقا لبنى إسرائيل الى الأرض المقدسة الحجاز مكة السعودية ومنها اتت التسمية لبنى إسرائيل بالعبرانين أى عبروا البحر وإن إسم سيدنا نبى الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام فى اسفار اهل الكتاب يسمونه ( إبراهيم العبرى ) اى هو من منطقة عبرى فى المحس السودان (ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين- آل عمران 67).
(11سفر الخروج - فَقَالَ مُوسَى ِللهِ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟» 12فَقَالَ: « إِنِّي أَكُونُ مَعَكَ، وَهذِهِ تَكُونُ لَكَ الْعَلاَمَةُ أَنِّي أَرْسَلْتُكَ: حِينَمَا تُخْرِجُ الشَّعْبَ مِنْ مِصْرَ، تَعْبُدُونَ اللهَ عَلَى هذَا الْجَبَلِ» - 1ثُمَّ ارْتَحَلُوا مِنْ إِيلِيمَ. وَأَتَى كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ سِينٍ، الَّتِي بَيْنَ إِيلِيمَ وَسِينَاءَ فِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ الثَّانِي بَعْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 2. سفر الخروج الإصحاح 16 ).( فى الشهر الثالث بعد خروج بنى إسرائيل من ارض مصر ، فى ذلك اليوم جاءوا الى برية سيناء . 2 ارتحلوا من رفيديم وجاءوا الى برية سيناء فنزلوا فى البرية .هنالك نزل إسرائيل مقابل الجبل – سفر الخروج الإصحاح 19 ) . ثم ارتحلوا من مارَّة وأتوا إلى إيليم. وكان في إيليم اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة، فنزلوا هناك. ثم ارتحلوا من إيليم ونزلوا على بحر سوف. ثم ارتحلوا من بحر سوف ونزلوا في برية سين. ثم ارتحلوا من برية سين ونزلوا في دُفْقة. ثم ارتحلوا من دُفْقة ونزلوا في ألوش. ثم ارتحلوا من ألوش ونزلوا في رفيديم. ولم يكن هناك ماءٌ للشعب ليشرب. ثم ارتحلوا من رفيديم ونزلوا في برية سيناء» (سفر العدد 33: 9-15) رفيد يم اسمها واضح مشتق من اليم وكذلك ايل يم , ويم فى لغة اهل الشرق النوبة تعنى الماء - مارة او ابار مارة , ورفيديم , توجد فى الجزء الشمالى الشرقى من السودان , فى البرية اقرب الى مثلث حلايب , يمكن الاطلاع على ذلك فى خرطة الموسوعة البريطانية , طبعة السبعينات وهذه دلائل علمية بان بنى إسرائيل إتجهوا شرقا من السودان الشمالى الى الجزيرة العربية السعودية الى الأرض المقدسة مكة وهى مدين مدينة الدين .
ثم إنتقل جزءأ كبيرا من بنى إسرائيل شرقا من سودان مصر العليا الى الجزيرة العربية السعودية مع سيدنا موسى عليه السلام من الذين كانوا يعيشون تحت حكم فرعون الذى كان يحكم السودان فى ذلك الزمان وكان يسمى السودان فى القدم بمصر اى (مصر العليا) كما معلوم لقد تم تسمية السودان عام 1899 بعد ترسيم الحدود الجعرافية.
فهل خرج بنو إسرائيل من مصر إيحيبت, كما يخبرنا سفر الخروج في التوراة ؟ حقاً, ومتى حدث ذلك ؟ لكن, هل عاش بنو إسرائيل في مصر أصلاً, حتى يخرجوا منها ؟ كيف, ومتى دخلوها ؟ وإذا ما عاشوا هناك لأكثر من 430 عاماً, كما تخبرنا القراءة المزيفة لنصوص التوراة بوصفهم عبيداً عند فرعون, فلماذا لم تذكر السجلات المصرية عنهم أي شيئ ؟ وكيف يمكن تصديق أن هذه السجلات التي دوّنت كلّ شاردة وواردة - حتى إنها سجلت وقائع بيع وشراء الحيوانات - أغفلت فجأة دون أدنى مبرر, ذكر وجود آلاف العبيد الثائرين الذين سوف يقودهم موسى في رحلة خروج كبرى انتهت بغرق فرعون في البحر ؟ وكيف يمكن تفسير إغفال المصادر المصرية القديمة واقعة خروج شعب, بلغ تعداده نحو مليون شخص بين رجل وامرأة وطفل, مع مئات آلاف المواشي والحيوانات بحمولتها الثقيلة من الأمتعة والطعام, كما تساءل شلومو ساند ؟ لكن, هل وقع هذا الحادث في (أرض مصر) البلد والإقليم المعروف ؟ وهل تاه (وضاع) الهاربون في صحراء سيناء ؟ وهل ذكرت التوراة أصلاً اسم سيناء ؟
وفي الواقع, لم تذكر التوراة اسم سيناء ابداً, وهي لا تقول إن العبيد - وهم يفرون من وجه فرعون - تاهوا في الصحراء لا بد أنّ الأمر برمّته يتعلق بالتباس ناجم عن ترجمة خاطئة وفهم خاطئ للاسم وإذا كان الحدث قد وقع هناك بالفعل, فلماذا دوّن ساردا نصي سفر الخروج وسفر العدد, أسماء المواضع التي اجتازتها الجماعة البشرية المطرودة, أو المحرّرة, بطريقة يستحيل الوصول إليها في جغرافية مصر البلد والإقليم ؟
المثير للدهشة أنّ التوراة تتحدث عن الضربات العشر القاتلة التي تعرضت لها "مصر" المزعومة, حين عصفت بها أسراب الجراد والضفادع ... إلخ, فكيف يمكن فهم إغفال السجلات المصرية لكارثة من هذا النوع, إذا ما كان الحدث قد وقع فيها ؟ إلامَ يشير كل هذا ؟ ثمة خطأ مأسويّ في قراءة اسم مصر, وفي فهم القصة بأكملها, أدّى بدوره إلى سوء فهم مستمرعلى مرّ الأجيال. ولأن التوراة لا تقول البتّة إن الخروج كان صوب سيناء, بل إلى سلسلة أماكن تحمل صيغاً متناقضة. وهو قول المفكر والمؤرخ العربي د. فاضل الربيعي - بنو إسرائيل وموسى لم يخرجوا من مصر - إسرائيل المُتَخيَّلة: مساهمة في تصحيح التاريخ الرسمي لمملكة إسرائيل القديمة - المجلد الأول - الكتاب الأول (الفصل الأول: مشكلة سيناء - صفحة 31 و32).
ومعروف ان الحضارة الفرعونية النوبية الكوشية السودانية هى أقدم بكثير من حضارة مصر السفلى بنحو 3 الأف سنة ، قال علماء الأنثربولوجيا ان الفراعنة القدماء من أصل نوبى كوشى سودانى ، وهنالك بعض تفسيرات علمية للقرأن تفترض انه تم اول دخول الى مصر القديمة شمال سودان الحالي تم في عهد يوسف واخوته ابناء سيدنا يعقوب عبر حبشة بالدليل ان يوسف عليه سلام تم بيعه بعملة درهم التي كانت تستعمل فقط في اليمن والحبشة وعند النوبيين الكوشيين الأثيوبيين ، وكذلك عند رجوعهم من نفس الطريق في عهد موسى عليه سلام، فسيدنا يعقوب وكل بنيه كانوا فى شمال السودان كوش تاسيتى وعندك اضافة عندما قال اخوة يوسف لسيدنا يعقوب (ونـــمــيــرُ اهلنا ) فهى منطقة ود نميرى فى دنقلا وهى بلد جعفر محمد نميرى رئيس السودان الأسبق ،وهى قرية قائمة منذ القدم الى اليوم فى منطقة النوبة دنقلا ، *وشروه بثمن بخس دراهم معدودة* الدرهم اسم مشتق من كلمة "دراخما" اليونانية التي كان يتم التعامل بها قديما قبل ثمانية قرون قبل الميلاد وذلك بكتاب BLACK ATHENA للمؤرخ MARTIN BERNAL وكان العرب يعرفون الشاقل او الشيكل العملة اليهوديه كاوزان عام 2500 قبل الميلاد شاقل الفضة أصبح العملة الموحدة ، مع العلم بأن بيع يوسف عليه السلام لم يتم بمصر السفلى إيجيبت لانها كانت تتعامل بالمقايضة !
وقصة لقاء سيدنا موسى كليم الله وسيدنا الخضر عليهما صلاة الله كانت في نهر النيل شمال السودان النوبى ،وسيدنا موسى وسيدنا الخضر هما سودانيان نوبة وسيدنا الخضر العبد اللدُونى الصالح هو ايضا من عقب بنى إسرائيل العرب السودانيون ، وسيدنا الخضر العبد اللدنى فهو أعلم إنسان بشر خلقه الله تعالى وهو يتلقى الأوامر والإرشادات مباشرة من عند الله تعالى .
فقيل فى الأثر بأن سيدنا موسى كليم الله كان معجبا بنفسه وعلمه وقال مرة هو أعلم إنسان على وجه الأرض وليس هنالك فى الأرض بشر أعلم منى ! فقال له ربنا ، انت يا موسى ليس أعلم إنسان بشر على وجه الأرض فهنالك رجل صالح أعلم منك ، فطلب سيدنا موسى من الله تعالى بأن يلاقى ذلك الرجل العبد الصالح ويتعلم منه العلم اللدُونى وللمعلومية سيدنا موسى رسول ونبى كبير جدا من أولى العزم ، فربنا قال له ستقابله فى موطن صخرة الحياة على مجرى ضفاف النيل فى منطقة النوبة شمال السودان . وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه واله أنّه قال: إن موسى عليه السلام قام خطيبًا في بني إسرائيل، فسأل أي الناس أعلم؟ قال: أنا. فعتب الله علية إذا لم يرد العلم إليه: إن لي عبدًا بمجمع البحرين هو أعلم منك.
وليس سيدنا الخضر هو ملاك حي سرمدى وخالد فى الأرض كما يقولون فى بعض الأثر المغلوط ؟ فلو كان سيدنا الخضر حيا سرمديا مخلد لأصلح الدين الإسلامى الذى خرب وبدل والمسلمين ضالين ضلال مبين لهم 1200 سنة ومخالفين للقرآن محكم التنزيل . فسيدنا الخضر من قوم حقبة سيدنا موسى وبنى إسرائيل المكرمين ويموت ويبعث وهو حقيقة المهدى المنتظر وهو حقيقة بعث مثانى ذو القرنين ق وص منصور الموعود بخلافة الله للأرض وفى الأخرة من عقب آل بيت النبوة المحمدية العربية .
فقال الحق في سورة الكهف عن لقاء سيدنا موسى مع سيدنا الخضر وهو ابوالعباس إمام الناس كما سماه سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه ،وفى الاخرة سيكون هو المهدى المنتظر وسيدنا الخضر هو حقيقة بعث ذو القرنين ملك الأرض الإنسان الكامل خليفة الله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا- الكهف) وهما في بحر نهر النيل في منطقة دنقلا شمال السودان راكبين في مركب على نهر النيل العظيم ، ومتجهين جنوبا .وهذه الرحلة النيلية لسيدنا موسى كليم الله وفتائه إبن اخته يوشع إبن مريم لقد حصلت من قبل العبور له مع بنى إسرائيل شرقا لمكة السعودية اليوم .
فإن مجمع البحرين هو يقع فى السودان الخرطوم العاصمة التى ورد ذكرها فى القرآن العظيم وسنسمه على الخرطوم ! (فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا....اى عندما تعدو نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا- فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا - قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا.... قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ....(فالصخرة هى صخرة الحياة وهى الإشارة عندما يصلا إلى صخرة الحياة في نهر النيل فسيجدوا عبدالله الخضر ابا العباس ليعلمه العلم اللدنى الإلهى فصخرة الحياة إشارتها هى ان تكون معك سمكة ميتة فعندما تصل لتلك الموقع لصخرة الحياة فتضع فيه اى سمكة ميتة او حيوان ميت ... فيحيا بإذن الله تعالى) .
فهذا ما حصل لفتى سيدنا موسى ويقال هو ابن اختة يوشع بن مريم ، فعندما وضع الفتى السمكة الميتة في موضع صخرة الحياة، فقامت على طول حيت وهربت منه في البحر! فتعجب وسرح مع نفسه ونسى بان يكلم سيدنا موسى عن الذى حصل للسمكة الميتة ...وإن المكان الذى نسى فيه الغلام الحوت الميت فحيا وإتخذ سبيله فى البحر سربا... قيل هو فى جزيرة (سلانج ) اى ماء الحياة وهى فى شمال السودان النوبى ، وان العالم الربانى اللدُنى المرشد الذى رافقه سيدنا موسى عليهما السلام ليعلمه علم الله اللدُنى هو سيدنا الخضر وبالنوبية تعنى ( الشيخ المجذوب بالدين ) وان لفظ موسى ينطق بالنوبية ( مونسا )اى الملقى والمبعد إشارة الى ما فعلته به امه بأمر الله بأن تلقيه فى اليم اى بحر النيل فى المحس ، خوفا عليه من قتل فرعون لأطفال بنى إسرائيل المكرمين .وإن هذه القصة الحقيقية الجميلة التى ذكرت وصورت أيضا فى فيلم The Silent Fluteالذى اخرجه وكتب القصة من وحي التراث الصينى القديم هو الراحل بطل الكراتية الشهير بروسلى وكان من المفترض بان يمثل دور سيدنا الخضر هو ولكنه توفى .
وإن النيل قبل تشكله الأخير بما يعرف بالنيل الجديد (New Nile) كان يصب في الهضبة النوبية في أسوان وما بعد أسوان كان عبارة عن بحر متصل بالبحر الأبيض المتوسط حتي إستطاع حوالي الألف العاشر قبل الميلاد (10000 ق.م) إختراق الهضبة النوبية عند أسوان والجريان علي المنخفض الذي خلفه إنحسار البحر الأبيض المتوسط من تلك المنطقة الي أن وصل البحر الأبيض المتوسط وردم بطميه الخصب الدلتا فجعلها صالحة للإعمار.
المعلومة الجيولوجية أعلاه المقتبسة من كتاب نهر النيل للجيولوجي المصري الأشهر رشدي سعيد تؤكد أنه لم يكن وجود لمصر التاريخية التي يوصفها علماء المصريات بأنها المنطقة التي قامت عليها حضارة وادي النيل بتحديد جغرافي من جنوب الدلتا الي أسوان ناهيك أن تكون الدلتا ذاتها موجودة في ذلك الزمان بل حتي رشدي سعيد نفسه يقول أن مصر معجزة جغرافية وكان من المفترض أن ينتهي إنصباب النيل شمال وادي حلفا بقليل.
بردية تورين وهي من المصادر التاريخية المعروفة في دراسة تاريخ مصر القديم الي جوار حجر باليرمو وقوائم الكرنك وأبيدوس وسقارة ونصوص الأهرام وتاريخ مانيثو .... الخ تثبت أنه قبل قيام الإتحاد الثاني برئاسة الملك نارمر حوالي العام 3200 قبل الميلاد (سبقه إتحاد حورس) حكم وادي النيل علي فترتين فترة مقدارها 13200 سنة سميت بفترة حكم النترو (أنصاف الآلهة) وفترة مقدارها 23420 سنة سميت بفترة حكم الشمسوحور.
المعلومة التاريخية أعلاه إذا ربطناها بالمعلومة التي قبلها التي تفيد أن ما بعد أسوان لم يظهر ويتشكل كأرض صالحة للعيش إلا قبل 10000 سنة قبل الميلاد تؤكد أن هذه الفترة الطويلة وهي قرابة 36620 سنة قبل حكم الملك نارمر كان الحكم والحياة بمجملها في وادي النيل في المنطقة جنوب أسوان ومن البديهي أنه لا يمكن القول أن النترو والشمسو حور حكموا في مناطق مصر الممتدة من شمال أسوان الي الدلتا وهي غير موجودة أصلاً بل كانت بحراً والأهم من ذلك أن أسوان هي الحد الطبيعي لسودان اليوم طيلة تاريخ وادي النيل الي أن إنتزعها محمد علي باشا في ظروف تاريخية محددة وتواطأ الإنجليز من بعده علي نفس الإنتزاع كما سنذكره لاحقاً أي أن حضارة وادي النيل نشأت أساساً في منطقة سودانية بحتة.
إن الأدلة التاريخية أثبتت منذ الثلث الأول من القرن الماضي أسبقية نشأة حضارة وادي النيل في جنوب الوادي في وادي النيل الأوسط بالتحديد أي السودان وأنها إنتشرت الي مصر من تلك المنطقة ومثال لذلك مملكة القسطل وتاسيتي أرض الأقواس وأصل حضارة الخرطوم النيوليثية لحضارة البداري أقدم حضارات مصر الحجرية وشهادات المؤرخين الرومان واليونان القدامي أن مصر مستعمرة أثيوبية (سودانية) أنشأها الأثيوبيين (السودانيين) بقيادة أوزيريس الذي هو شخصية تاريخية حقيقية وليست أسطورة حيث إكتشف الآثاري أميلينو مقبرته في أبيدوس ووجد جمجمته في جرة إختفت بعد ذلك في ظروف غامضة ونقوش معبد إدفو التي تفيد بقصة إجتياح حورس إبن أوزيريس وأتباعه الحدادين مصر من الجنوب وتأسيس الإتحاد الأول ونقوش تل بسطة والدير البحري التي تتحدث عن الأعناء (الأنو) أول من سكن وادي النيل وأسسوا الحضارة وإنتشارهم في وادي النيل من الجنوب والإتجاهات الجغرافية لشعب وادي النيل القديم التي تجعل من غرب النيل جهة اليد اليمني متطلعين الي الجنوب بوصفه بلد الأسلاف وتسميته بأمامي أو أماني ويعني بلد الأجداد وتوجيه النتر الأعظم (آمون) الي الجنوب في العيد السنوي بإعتبار منشأه الأصل.
بعد نشأة عهد الأسرات ومنذ الأسرة 6 كان ملوك وادي النيل الذين تمركزوا في طيبة (الأقصر) يقومون بتسيير رحلات إستكشافية (رحلات النبيل حرخوف مثلاً) وحملات حربية الي الجنوب موطن الأسلاف لقمع التمردات وجلب المواد الخام وعلي رأسها الذهب والنحاس والعاج والأخشاب كما قام هؤلاء الملوك خصوصاً في الأسرة 18 بإقامة تحصينات حربية جنوب أسوان وشمال وادي حلفا لحماية طرق القوافل وصد المتمردين الجنوبيين مثل نقوش نُصُب فيلة جنوب أسوان ولوح معبد بوهين في الضفة المقابلة لوادي حلفا.
إستمر الحال هكذا الي نهاية عهد الأسرات حيث كانت العاصمة السياسية للحضارة في طيبة (الأقصر) والعاصمة الحربية في ممفيس (الجيزة) والعاصمة الدينية (البركل) في شمال السودان الذي يعتقد أنه أول تل أزلي (تاجنين) برز من ماء العماء الأبدي (نون) حسب قصة الخلق في وادي النيل وكان جنوب تلك المنطقة الي حدود أرتريا وأثيوبيا وتخوم إقليمي كردفان ودارفور في غرب السودان محل شد وجذب بين ملوك وادي النيل وشعب الجنوب الأصل ما عدا في فترة الأسرة 25 الكوشية التي أعادت النهج القديم وتسيدت مصر وتعتبر هذه الأسرة هي الأسرة الوحيدة التي بسطت سيطرتها علي كل رقعة حضارة وادي النيل العملاقة وفقاً للبينات الآثارية الكوشية الممتدة من جبل موية بسنار جنوباً وحتي الدلتا شمالاً.مع إرهاصات بزوغ فجر التقويم الميلادي أصبحت مصر عرضة للغزوات المتواصلة المنظمة من معظم شعوب شمال وشرق وغرب البحر الأبيض المتوسط التي سميت تاريخياً بشعوب بحر إيجية (إيجيبتوس) فغزاها الفرس والإغريق والرومان والعرب والمماليك والأتراك والفرنسيين والإنجليز علي مدي 2500 سنة (من 525 ق.م الي 1952م).
ولا ننسي قبل ذلك غزو الهكسوس في القرن 18 ق.م وكان للسودان أن يتحمل وزر هذه الغزوات بإعتباره المخزن الديموغرافي (طبيعة + بشر) الأصل لحضارة وادي النيل فقاد الملك الفارسي قمبيز حملة مشهورة لغزو مروي إنتهت بتراجعه عن الفكرة بعد هلاك نصف جيشه لعوامل طبيعية وجاء الإسكندر المقدوني حتي وصل واحة آمون في جنوب غرب مصر الحالية ليستكشف الطرق لغزو جنوب وادي النيل ولكن أعرض عنه ثم وصل الرومان في معرض صدهم لهجمات البليميين والنوباد الذين كانوا رأس الرمح لمقاومة الغزوات القديمة تلك الي نبتة (البركل) ثم وصل العرب الي تخوم أسوان ثم واصل المماليك غزواتهم وتأديبهم لملوك النوبة في الفترة القروسطية ثم جاء محمد علي باشا بإسم الأتراك وعلي رأس جيش من المرتزقة الأوربيين ونجح في غزو وضم السودان كاملاً الي مملكته التي حاول بها وراثة الخلافة العثمانية ثم جاء أخيراً الإنجليز في معية جيش من معظم مستعمراتهم وأعادوا غزو السودان كما فعل محمد علي باشا بحجة الإنتقام من الثورة المهدية التي قتلت بطلهم الأشهر الجنرال تشارلز غردون وإلتزموا حدوداً وهمية للمنطقة التاريخية الأصلية لحضارة وادي النيل وهي السودان (أسوان - سنار) فجعلوا حدود المنطقة شمالاً وادي حلفا.
نلاحظ من الفقرات أعلاه الآتي:-
أ- نشأة حضارة وادي النيل بدأت من السودان التاريخي الذي هو مركز وادي النيل الأوسط الذي هو أصل ومنبع حضارة وادي النيل.
ب- ملوك وادي النيل إتخذوا طيبة (الأقصر) مركزاً للحكم بينما كان السودان إمتداداً طبيعياً لهم كبلد الأسلاف الذين جاؤوا منه.
ت- كل الفوضي التي كانت تحصل في مصر كان يتم إحتوائها من الجنوب (السودان) منذ عهد حورس مروراً بنارمر ثم أحمس الي بعنخي وشباكا وتهارقا وتانوت أماني والكنداكة أماني ريناس وصولاً الي عبد الرحمن النجومي قائد المهدية الأعظم بل حتي في الزمن الحديث وعقب نكسة سنة 1967م التي هزمت فيها مصر من إسرائيل تحولت كل الإعدادات الحربية المصرية لتجهيز حرب أكتوبر 1973م الي السودان فكان معظم الطيران الحربي المصري في منطقة وادي سيدنا العسكرية شمال غرب أمدرمان وتم تدريب العسكريين المصريين في السودان وتم فتح خطوط إتصال مع القيادة المصرية في زمن عبد الناصر ومع السادات وإنعقد مؤتمر اللاءات الثلاثة المشهورة في الخرطوم وكانت حصيلة هذه الوقفة النصر علي إسرائيل وتحرير سيناء بل هناك معلومة ليست مؤكدة لديّ تفيد بأن وثائق إستعادة طابت الي مصر من إسرائيل عبر التفاوض خرجت من دار الوثائق القومية السودانية.
مصر منذ أن وهبها النيل ؛ كما قال أب التاريخ هيرودوت : مصر هبة النيل. كانت مستعمرة أثيوبية وأثيوبيا التاريخية القديمة هي السودان وليست الحبشة الحالية التي سرقت منا الإسم في ظروف تاريخية إستعمارية بمساعدة المؤرخ الفرنسي الشهير (جان لكلان) . وشعب وادي النيل السوداني الأصل هو الذي زحف من الجنوب وإستعمر الأراضي الجديدة شمالا ما بعد أسوان وأسس أعظم حضارة في العالم القديم وحكم منها دون أن يتناسي أو يتخلي عن منطقته الأصل (السودان) فكلما إشتدت عليه الضغوط لجأ الي بيته القديم.
ان الوهم الواهى الذي يتوهمه مصريي اليوم بأن السودان منطقة إمتداد لهم منذ عهد الفراعنة وهم من حكموها وإنفصلت منهم بفعل الإستعمار الإنجليزي في القرن 20 الميلادي! فهو وهم باطل واهى بنصوص ودلائل التاريخ وعكسٌ للآية، فالمصريين لم يحكموا بلدهم إطلاقاً إلا قبل 64 سنة فقط (ثورة 1952م) وكانوا محتلين طيلة 2500 سنة (525 ق.م - 1952م) ناهيك عن أن يحكموا السودان ولم يتم ضم السودان لمصر بواسطة أي غزو طيلة العهود التاريخية القديمة والحديثة إلا في عهد محمد علي باشا (1820-1885م) الذي هو أساساً محتل لمصر ذاتها فحتي الإنجليز إحتلوا السودان وفصلوه تماماً عن الحكومة التي أسسها محمد علي باشا وكان إطلاق إسم الحكم الثنائي الإنجليزي - المصري مجرد سياسة إنجليزية معروفة.
#عبدالله_ماهر (هاشتاغ)
Abdullah_Maher#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟