أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد كريم إبراهيم - مقارنة بين عادات الاجتماعية للمجتمعات الشرقية الاسلامية وبين المجتمعات الأخرى في تحديد سرعة انتشار الامراض الانتقالية














المزيد.....


مقارنة بين عادات الاجتماعية للمجتمعات الشرقية الاسلامية وبين المجتمعات الأخرى في تحديد سرعة انتشار الامراض الانتقالية


محمد كريم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6841 - 2021 / 3 / 15 - 09:11
المحور: الطب , والعلوم
    


لو أتيحت لنا تقسيم طريقة انتقال الفيروسات والبكتيريا, لقلنا إنها تتكون من ثلاثة طرق أساسية. أولا الانتشار عن طريق الأشياء الجامدة التي يلامسها الانسان, ثانيا الانتشار من خلال ملامسة الإنسان للكائنات الحية الاخرى, ثالثا الانتشار عن طريق ملامسة شخص سليم للمصاب. يمكننا القول بشكل مؤكد أن طريقتي الاولى والثانية يمكن فهمه والسيطرة عليه بسهولة, أما طريقة الثالثة فهي تشكل شريان الأساسي لانتقال الأمراض المعدية بين الناس. وانتقالها يعتمد على كون الإنسان كائن اجتماعي, يتقاربون فيما بينهم في مناطق محددة.
عادات الإنسان الاجتماعية, المشتركة منه بين جميع حضارات والمختصة في حضارة معينة, تمثل سفينة النجاة بالنسبة للجراثيم التي تعتمد في بقائها على الخلايا البشرية. المصافحة والعناق والتقبيل وأي أنواع أخرى من الملامسات البشرية التي تمثل عادة أو تقليد أو حتى سياسة متبعة – كملامسة الكادر الطبي للمريض وفحص شرطة للسجناء – تساعد على انتشار الفيروسات أو البكتيريا بأنواعها المختلفة الخطيرة وغير الخطيرة بين أفراد مجتمع البشري.
الآن أكثر من أي وقت مضى, أصبح سرعة أنتشار أمراض المعدية أضعافاً مما كانت عليه في السابق. ذلك بسبب زيادة أعداد السكان في مختلف الاوطان, والتطور في وسائل النقل من السيارات والطائرات, والعولمة, ثم الاقتصاد العالمي. بالرغم من مسايرة الصحة والطب لتلك التطورات, إلا أنها تكلف الدول والمجتمع ثروة في علاج الأشخاص المصابين بتلك أمراض. مما يشير إلى أن الوقاية والتوعية تعتبر خط الدفاع الأول لمحاربة الأوبئة.
تعتمد غالبية عوامل سرعة أنتشار أمراض الانتقالية على كائن المعدي وطريقة انتقاله وتكاثره وفترة حضانته ومدى قدرته على تضعيف المصاب. مثلاً, ينتقل فيروس انفلونزا بشكل مباشر عندما يسعل, يبصق, يعطس المصاب نحو الشخص السليم وكذلك عن طريق التقبيل ولمس المصاب لعيني وأنف وفم السليم, أو ينتقل بصورة غير مباشرة عن طريق المصافحة بين المصاب والسليم ثم لمس شخص السليم لعينيه أو لفمه أو لأنفه.
المصافحة هي من عادات الاجتماعية الأكثر شيوعاً في العالم الشرقي والغربي, نستخدمها للترحيب وعند إنهاء صفقات العمل ثم للتوديع. يعتبر المصافحة من ملامسات البشرية الضرورية التي تساعد على بناء صداقة والمحبة بين الناس, وكذلك تؤثر على مزاج المتصافحين وعلى طريقة تصرفهم مع بعضهم البعض, إلا أنها تعد واحداً من خطوط نقل الرائدة في انتقال الجراثيم المعدية وغيرها بين الأشخاص. وبالتالي, فهو يحكم على سرعة أنتشار الوبائيات بين أفراد مجتمعات التي تتبناها مقارنة مع المجتمعات الأخرى التي تستخدم الانحناء والناموس تي في الترحيب مثلاً.
الأمر الآخر الذي يحدد سرعة انتشار الجراثيم هو قوانين المجتمع بالنسبة إلى قضايا اجتماعية للذكور والإناث وعلاقتهما معاً. المجتمع العربي (كمجتمع إسلامي) يُقيد أختلاط الرجل مع المرأة في غالبية مناسبات اجتماعية: في الزف, في التعازي, في معظم المجالس, في المصافحة, وفي اقتراب بعضهما من الآخر بشكل عام. هذا تباعد الاجتماعي بالتأكيد يعد كابحاً لتبطيء تنقل الأمراض المعدية. بالمقارنة مع المجتمع الغربي الذي يكون فيه الأختلاط كثيفاً إن لم يكن مسموحاً في شتى الحالات, وهذا يعمل كحافز مُسرع لانتقال الفيروس بين فئات المجتمع البشري.
ويتطرق هذا البحث إلى معرفة مدى تأثير أعداد المناسبات الاجتماعية وفتراتها الزمنية على سرعة انتشار الفيروسات والبكتريا ما بين مجتمع الغربي والشرقي. هناك عدة أعياد يختص بها الغرب دون الشرق وكذلك العكس, وعدد هذه الأعداد ومدة التي تطولها تمثل واحة للأمراض المعدية لتقابل ضحايا جديدة. معظم الأمراض الانتقالية نرى انتشارها في المجتمعات وتتفاوت انتشارها ما بين مجتمع الغربي و العربي
لعلك تتسائل لماذا يختلف عدد الأصابات من دولة إلى دولة؟ هل بسبب اختلافات في أعداد السكان؟ أم بسبب ردة فعل السريعة للحكومات؟ أم بسبب تطور البلد ووجود مصادر متاحة لمعالجة المرضى؟ بالرغم من أن هذه العوامل تساعد على تقليل أو تصعيد من عدد المصابين بالأمراض المتنقلة, إلا أنها ليست المؤثر الأكبر في تحديد مصير المجتمع. بل العامل الاكبر هو المجتمع نفسه.
عادات وتقاليد الحضارية للدول المختلفة هي سبب الرئيسي في سرعة انتشار الأمراض. جميع مجتمعات البشرية لديها تجمعات معينة ومناسبات اجتماعية مع وجود قواعد تنظم تلك التقاربات وتشكلها.
تحدد قوانين المجتمع كيفية ملامسة الأشخاص بعضهم البعض لأسباب معينة عند أوقات معينة. المصافحة مثلاً, هي عادة اجتماعية يمارسها تقريباً جميع الناس في كل الدول, وكما نعلم هي واحدة من أدوات التي تستخدمها الفيروس للتنقل بين الأشخاص. لكن طريقة الملامسة تختلف من دولة إلى أخرى. إذ تكتفي دول الغربية في مصافحة اليد فقط, بينما توجد في المجتمعات العربية عادات ملامسة أضافية مثل العناق والتقبيل التي تزيد من فرصة انتقال الفيروس. قواعد الاجتماعية في الغرب لا تفرق في المصافحة بين الرجال والنساء, وهي الأخرى التي تزيد من توزع الفيروس بسرعة بين المجتمعات الغربية, بينما لا يجوز في آداب الشرقية ملامسة يد المرأة, مما يجعل الفيروس أقل أنتشاراً بين المجتمعات الشرقية.
فصل الرجال عن النساء في الدول العربية هي واحدة من القواعد الاجتماعية الأساسية في عدم أنتشار أمراض المتنقلة بين العرب بسرعة كما نراه في دول الغربية. يتجمع في الغرب رجال والنساء معاً في جميع الأماكن العامة من دون تفرقة, في المقاهي والحانات, في الحفلات والساحات, في الملاعب والسينما. وهذه المناسبات الاجتماعية هي شريان الفيروسات المتنقلة في دول الغربية. أما مجتمعات العربية, فصل مناسبات الاجتماعية بين الجنسين هو عامل مثبط للمرض. مع وجود العولمة وتبادل الأفكار نتوقع أختفاء هذه الاختلافات وبالتالي انتشار أمراض انتقالية بين المجتمعات بسرعة واحدة.



#محمد_كريم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدمة في تعريف الأنظمة
- عن الحب والجمال
- أفلاطون مكتشف الشيوعية
- تعليم الفنون وتفنين العلوم


المزيد.....




- “هتسلي أطفالك بكل مفيد” اضبطها الآن تردد قناة عمو يزيد للأطف ...
- روقي أعصابك.. أكلات صحية تساعد على توازن الهرمونات وتحسين ال ...
- غزة: مقتل عائلة في غارة إسرائيلية شمال القطاع وسط تحذيرات من ...
- “ليكا اختي الغيورة” فرح أطفالك مع قناة وناسة واستقبل احدث تر ...
- اكشف واطمن على نفسك.. كل ما تريد معرفته عن أعراض سرطان الدم ...
- من الدوحة.. منظمة المجتمع العلمي العربي تحتفي بدور العلم لمو ...
- كم عدد المرات الطبيعية للتبول يوميًا؟ إليك ما يقوله الخبراء ...
- عشان من حقك ترتاحى.. إزاى تخففي عنك ضغوط المذاكرة مع ولادك
- ما هو أفضل علاج لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟ دراسة جدي ...
- المكتب الاعلامي بغزة: نطالب بحماية مستشفى كمال عدوان والطواق ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - محمد كريم إبراهيم - مقارنة بين عادات الاجتماعية للمجتمعات الشرقية الاسلامية وبين المجتمعات الأخرى في تحديد سرعة انتشار الامراض الانتقالية