|
قصة الجنس..دراسة علمية تاريخية
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 20:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الفصل الاول: لمحة تاريخية جرت عادة الباحثين أنهم حينما يكتبون عن الشذوذ الجنسي ويحاولون تسليط الضوء على هذه الجائحة التي تعرض لها الإنسان منذ القدم وجعلته يصبح اقرب الى البهيمة منه الى الانسان المستقيم، فيربطون كل ذلك بقوم لوط النبي فنازلا، ثم يسردون الاحداث التي جرت بعد ذلك وكيف وتطوّرت على مدى التاريخ الطويل. ثم يفلسفون هذه الظاهرة التي تفشت في كل المجتمعات، وليس مجتمعا دون آخر، منذ اول بذرة سامة نبتت في ارض ذلك الواقع حتى وصلت الى مجتمعاتنا الحالية، ولن تنتهي هذه الظاهرة الوحشية ولا سوف تتوقف في يوم من الايام، وذلك لأسباب كثيرة قد نتعرض الى لها في مباحث أخرى من هذه الدراسة. والحقيقة العلمية هي غير هذه التي سار على نهجها الباحثون، فلا توجد لدينا مصادر تاريخية أخرى معتبرة نعتمد عليها كي نرسم، ومن خلالها، لوحة صارخة من دون رتوش تجسد حقائقنا وتنسجم مع تاريخنا، غير الكتب السماوية والمصادر الدينية وتفاسير المسلمين واقوالهم، وهم يشرحون قصة قوم لوط، وكيف تفشت بهم هذه الظاهرة، عند وصولهم للآية التي ذكرت ذلك. فيغوصون في الشرح بإسهاب، وكيف أن الله خسف بهم الارض، وانتقم منهم شر انتقام!. وهذه المصادر لا تكفي للوصول الى كنه الحقائق العلمية التي عادة ما يبحث عنها الانسان، ويروم الارتشاف من معينها، وخصوصًا الباحث المدقق، الذي يريد وايصال الحقيقة للناس جميعًا، والحقيقة هي ضالة البشر. واللِّواط من الناحية اللغة هو اللُّصوق، ولاطَ الرجلُ لِوَاطاً ولاوَطَ ، أَي عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ أي وطء الدُّبُر، وسُمي لواطاً لالتصاق اللواطي بالملُوطِ به، أو لأنه فعل قوم لُوط. وفي مفردات الراغب: "وقولهم تلوّط فلانٌ اذا تعاطى فعل قوم لوط". فاللواط بمعنى آخر هو الاتصال الجنسي بين ذكرين، وهو نوع من أنواع الممارسات الجنسية الشاذَّة التي تسبب أضراراً بالغة الخطورة على الصعيدين الفردي و الاجتماعي، كما يذكر ذوي الاختصاص. وهو بمنطق اليوم مرض نفسي له مخاطر جمة على الانسان وعلى المجتمعات، وخصوصًا المجتمعات المحافظة، وخطورته تكمن في هدم القيم الاخلاقية النبيلة، وتعزز في روحية المجتمعات التدني والانحلال، بالتالي تفضي الى اضمحلال الروح الانسانية الخالصة، بل والى القضاء على الانسان نفسه داخليا. وتكمن خطورته على الانسان جسديًا ونفسيًا، فمن الناحية الجسدية حيث تتكالب عليه الامراض المختلفة، عن طريق الجهاز التناسلي، ولعل اخطر هذه الامراض هو مرض الايدز، هذا المرض الذي حصد آلاف الاشخاص وربما ملايين من مختلف بلدان العالم. ومن الناحية النفسية فأنه يجعل النفس منقبضة منكسرة مهانة ذليلة، يشعران، الفاعل والمفعول، بتأنيب الضمير، فضلا عن الحالة الدونية التي يحسها من قبل الناس المحيط به، وهي نظرة ذل لا تفارق الفاعل والمفعول. وربما يسأل القارئ الكريم: هل ثمة علاج مُجدي للمبتلى بهذا الداء الوبيل؟. فنقول: نعم، وسنتطرق اليه في فصول مقبلة من هذه الدراسة. وبحسب الاساطير، إن الشيطان هو الذي اغرى قوم لوط وجعلهم يمارسون هذه العادة الشاذة. فهم اولا من عرف بها فالتصقت بهم، ثم انتشرت بشكل كبير وواسع، الى أن اصبحت منشرة في كل اصقاع العالم. يذكر نعمة الله الجزائري في كتابه "قصص الانبياء" حكاية تذكر قصة اللواط التي قام بها قوم لوط، وهي حكاية اقرب للأسطورة منها الى الواقع اذا لم نصنفها كأسطورة بالفعل. يقول: كان قوم لوط من أفضل قوم خلقهم الله فطلبهم إبليس الطلب الشديد، وكان من فضلهم وخيرتهم أنهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم. فلم يزل إبليس يعتادهم، فكانوا إذا رجعوا خرب إبليس ما يعملون فقال بعضهم لبعض: تعالوا نرصد هذا الذي يخرب متاعنا، فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان والقوا عليه القبض. فقالوا له: أنت الذي تخرب متاعنا مرة بعد اخرى؟، فأقر بذلك، فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه. فبيتوه عند رجل، فلما كان الليل صاح فقال له: مالك؟. فقال: كان أبي ينومني على بطنه. فقال له: تعال فنم على بطني. فلم يزل يدلك الرجل حتى علمه أنه يفعل بنفسه، فأولا علمه إبليس والثانية علمه هو!. ثم انسل ففرمنهم وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه، وهم لا يعرفونه فوضعوا أيديهم فيه حتى اكتفى الرجال بالرجال بعضهم ببعض. ثم جعلوا يرصدون مارة الطريق فيفعلون بهم حتى تنكب مدينتهم الناس ثم تركوا نساءهم، وأقبلوا على الغلمان. فلما رأى أنه قد أحكم أمره في الرجال جاء إلى النساء فصير نفسه امرأة، فقال: إن رجالكن يفعل بعضهم ببعض؟. قالوا: نعم قد رأينا ذلك. وكل ذلك يعظهم لوط ويوصيهم وإبليس يغويهم حتى استغنى النساء بالنساء. فلما كلمت عليهم الحجة بعث الله جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زي غلمان عليهم أقبية، فمروا بلوط وهو يحرث. فقال: أين تريدون ما رأيت أجمل منكم قط؟. قالوا: إنا أرسلنا سيدنا إلى رب هذه المدينة. قال: أولم يبلغ سيدكم ما يفعل أهل هذه المدينة يا بني إنهم والله يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتى يخرج الدم. فقالوا للوط: أمرنا سيدنا أن نمر وسطها، قال: فلي إليكم حاجة. قالوا: وماهي؟. قال: تصبرون ههنا إلى اختلاط الظلام. فجلسوا. فبعث ابنته قالا لها: جيئي لهم بخبز وبماء في القرعة، وجيئي لهم عباء يتغطون بها من البرد. فلما أن ذهبت الابنة أقبل المطر والوادي. فقال لوط: الساعة يذهب الصبيان الوادي قوموا حتى نمضي. وجعل لوط يمشي في أصل الحائط و جعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون وسط الطريق. فقال: يا بني امشوا ههنا فقالوا: أمرنا سيدنا أن نمر في وسطها. وكان لوط يستغنم الظلام ومر إبليس فأخذ من حجر امرأة صبيا فطرحه في البئر فتصايح أهل المدينة كلهم على باب لوط. فلما أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط قالوا: يا لوط قد دخلت في عملنا. فقال: هؤلاء ضيوفي فلا تفضحون في ضيفي. قالوا: هم ثلاثة خذ واحدا وأعطنا اثنين. فأدخلهم الحجرة وقال: لو أن لي أهل بيت يمنعوني منكم. وتدافعوا على الباب وكسروا باب لوط وطرحوا لوطا. فقال له جبرئيل: إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم . وقال: شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم. وقال لهم لوط: يا رسل ربي فما أمركم ربي فيهم؟. قالوا: أمرنا أن نأخذهم بالسحر. قال: فلي إليكم حاجة. قالوا: وما حاجتك. قال: تأخذونهم الساعة فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم. فقالوا: يا لوط إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب لمن يريد أن يأخذ، فخذ أنت بناتك وامض ودع امرأتك. وبالتالي قلب الله بهم الارض ولم ينجُ من القوم أحد بما فيهم امرأة لوط بحسب الحكاية. وهذه الحكاية لا تنفعنا شيء من العلم، وفيها مآخذ كثيرة، منها على سبيل المثال، أنه اذا انتهى القوم الذين فعلوا هذه الفاحشة، فكيف أنها تسربت الى المجتمعات الاخرى بعد ذلك؟. بمعنى آخر انها كيف علم بها القوم البعيدون عن قوم لوط من الاقوام الذين لم يمارسونها، ولم يسمعوا بها وطفقوا يفعلونها؟. ثم أن لوط اليس هو نبي مرسل ومسدد من الله عن طريق الوحي، اذ كيف سمح لنفسهم بالزواج من امرأة غير منسجمة معه وأن هواها مع قومها الذين يفعلون هذه الافعال غير الاخلاقية، اليس الاولى به أن يطلقها ويبعث بها الى اهلها؟. والاهم من كل هذا، هو أنه حينما قبضوا على هذا الساب الوسيم، لماذا لم يسلموه الى ذويه ويخبرونهم بالأمر؟، أو يقتلوه بالحال، كما تقول الحكاية أنه ارادوا قتله؟. وهو ما يدل على وضعها، وأنها غير محبوكة حبة درامية لا تتسرب اليها مياه الشكوك. ومن الجدير بالذكر أن العقلية الجمعية الدينية تنسب كل الافعال الطالحة الى ابليس، وابليس بمفهومهم هو الذي اغرى آدم وحواء بفعلته الاولى، وأنه لا زال يتربص بهم ويدور بهم الدوائر. أما ابليس لدى الفلاسفة والمفكرين وارباب العقول النيرة، فهو رمز للشر، وليس مخلوق بعينه. فيقال: هذا عمل رحماني أي الذي ينسب الى الرحمن، وهو الله. وهذا عمل شيطاني، وهو المنسوب الى الشيطان، يعني ابليس. وحينما يلصق الدينيون القضايا التي يكون طابعها الشر الى فعل الشيطان، فيأتي على اعتبار أن الشيطان هو صاحب فكرة الغواية التي اغوى بها ابينا آدم وزوجه حواء، حتى اخرجهما من الجنة فعاشا شقيين بكل ابعادهما الجسدية والنفسية والمعنوية. ولتفنيد هذه النظرية هو أن العلوم الحديثة والحفريات اثبتت أن آدم هو ليس اول مخلوق وُجد على الارض، وانما هناك مخلوقات اوادم كثيرة يعود تاريخها لملايين السنين، وجاءت النظرية الداروينية واثبتت ذلك علميًا. لكن تبقى النظريات الدينية لها تقديسها واحترامها وسط اجوائها، وقد تنسجم احيانا مع النظريات العلمية، ولو من بعيد، ومنها قول احد المراجع الدينية: إن آدم هو ليس اول مخلوق خلقه الله، وانما هو اول نبي ارسله الله للبشر لغرض الهداية. لذلك، نحن نرجح أن الشذوذ الجنسي ضارب في اعماق التاريخ القديم، ولا يستطيع أي باحث من الباحثين أن يببت لنا بالدليل، أنه في أي مجتمع بدأ الشذوذ، وبأي قوم وقع؟. ونعتقد أن الشذوذ لم ينتشر على اقوام معينة بعينها، بل الصحيح أنه انتشر بعدد من الاقوام القديمة جدا، كل مجتمع على حدى، وثمة اسباب دعت تلك الاقوام من ممارسة هذه العادة الشاذة، وليس بشكل غير علني كما تذكر المرويات التاريخية. ولعل من اهم الاسباب التي جعلت من الشذوذ أن ينتشر وبهذا المساحة الكبيرة، هو: ابعاد المرأة عن المجتمع الذكوري. بمعنى أن المجتمعات او التجمعات التي تفتقد فيها المرأة أي أن يكون وجودها معدوما أو شبه معدوم، فالنتيجة أن اللواط ينتشر في تلك المجتمعات انتشار النار في الهشيم. كالسجون مثلا، والجيوش والمعسكرات، لاسيما أن الجندي الذي يغيب عن اهله شهرا أو اكثر بكثير فعادة ما يصيبه الشبق، فلا يجد امامه الا رجلا مثله فيعوض به عن عطشه الجنسي. كما أن الروايات التاريخية تؤكد لنا أن النبي محمد حينما خرج بجيش عداده اكثر من ثلاثة آلاف مقاتل لغزو العدو، وقد طال بهذا الجيش العهد بنسائهم، حتى سمح لهم النبي بزواج المتعة (الزواج المنقطع)، لتلافي مشاكل خطيرة قد يقع ضحيتها بعض المقاتلين، وهذه الفكرة هي قمة في الذكاء والعقل، ثم تقول نفس هذه الروايات التاريخية أن النبي بعد ذلك حرم هذا النوع من الزواج، لكن بعض المذاهب الاسلامية تصر على بقائه الى يومنا هذا، مدعية أن النبي لم يحرمه بحياته حتى توفى، لكن الخليفة الثاني هو من حرمه. كذلك نلاحظ في الآونة الاخيرة بعض الجيوش الالمانية والانكليزية والامريكية وغيرها تجند النساء في قواتها العسكرية تلافيا لوقوع حالات لواط في صفوف المقاتلين، ففعلت هذا درءً للوقوع في محاذير محتملة. ففي كتاب "مهزلة العقل البشري" للدكتور علي الوردي، يؤكد المؤلف في مقدمة كتابه هذا أن الانحراف موجود اليوم، بأبشع صوره في المجتمعات العربية والغربية معا. ويسمح لبعضهم الزواج رجل من رجل آخر ويعاشره معاشرة الازواج. وكان البرتغاليون حين سيطروا على الخليج الفارسي من اكثر خلق الله لواطا. كما يقول الوردي، ويعزو السبب الى أن البرتغاليون كانوا بحارة يقضون في البحر زمنا طويلا على سفنهم القديمة وهي تمخر عباب ذلك البحر. والمسافة بين الخليج والبرتغال، كما يشير الوردي، شاسعة جدا، يعني آلاف الاميال، حيث كانوا يقطعونها في ذلك الحين، عن طريق رأس الرجاء الصالح في اشهر طويلة، بأيامها ولياليها. ويعتقد أن البحارة ميالون الى الانحرافات الجنسية، والسبب يعزوه الى اطالة مدة الابحار والسفر الطويل، وليس بمصاحبتهم امرأة يقضون معها وطرهم. وهذا نفس السبب الذي نوهنا اليه قبل قليل. ويقول: "وقد انتشر اللواط في المانيا قبل العهد الهتلري، وقد يبدو أّنّ التقاليد البروسية العسكرية ساعدت على نشره هناك. فالمحاربون الذين ينقطعون عن أهلهم في الخنادق مضطرون لأخذ اللواط لهم عادة. وهذا هو الذي الجيوش في الحرب العالمية الثانية تصطحب معها مجندات من الجنس اللطيف، فتمنع جنودها بذلك من التطلع الى الغلمان بينهم. وانتشر اللواط بين اولى المراتب العالية في الدولة العثمانية البائدة. وربما نشأ هذا فيهم من تقاليدهم العسكرية القديمة. وكثير منهم كانوا في صباهم من المماليك، حيث كانت الدولة تستريهم من اهاليهم غلمانا صغارا فتضعهم في مدارس داخلية ليتعلموا فيها الفنون العسكرية، ولعلهم كانوا يتعلمون اثناء ذلك الانحراف الجنسي ايضا". والدكتور الوردي حينما يذكر ذلك الانحراف باعتباره ظاهرة اجتماعية منتشرة منذ آلاف السنين، وهو يرغب أن يذكر هذه الظاهرة حتى يضع لها الحلول المناسبة، وهي حلول اجتماعية وليس حلول نفسية او طبية وما شاكل، باعتباره عالم اجتماع والظاهرة هي من تخصصه، فهو يعالجها من هذا الباب، ويترك ذوو الاختصاصات الاخرى يعطون ايضا رأيهم كلٌ ضمن اختصاصه. وبعد عرضه لنماذج من الانحرافات وذكر اصحابها، يعرج ايضا ويقول: "وينتشر اللواط ايضا بين الرهبان الذين ينقطعون لعبادة ربهم في الاديرة المنعزلة. وهو ينتشر كذلك بين رجال الدين الذين يعيشون في مراكز دينية تنحجب المرأة فيها أو يقل وجودها. وقد نجدت بعض المراكز الدينية في ايران من هذه العادة لشيوع زواج المتعة، وبذلك يقل تطلعه نحو الغلمان". في دراسة بعنوان "البغاء.. دراسة اجتماعية واقتصادية" وهو بحث قدمه فريق عمل مشكل من وزارتين هما: الداخلية، والعمل والشؤون الاجتماعية، عام 1988 (مخطوط) وهي دراسة ميدانية ارتأت اللجنة أن تقوم بمسح ميداني بغرض عد احصائية لظاهرة البغاء، ومن ثم وضع حلول لها. أنه في العراق اتخذت ظاهرة البغاء طابعا مختلفا عن بقية دول العالم، مع بداية الاحتلال البريطاني حين تحول البغاء الى ظاهرة مركزية تمارس في مناطق محددة تمثلت في ثلاث مباغ رئيسية: بغداد، البصرة، الموصل. "لقد بدأ اهتمام الحكومات العراقية بمعالجة البغاء منذ منتصف العقد الرابع من هذا القرن (القرن العشرين) وكان لهذا الاهتمام اسباب خارجية وداخلية تتمثل بالأول في أن عصبة الامم كانت قد وجهت جملة من اسئلة الى الحكومة العراقية بشأن انضمامها الى الاتفاقية الدولية لتحريم البغاء ومنح استغلال بغاء الآخرين التي كان من المزمع عقدها. أما الاسباب الداخلية، فتمثل في خطورة وتفشي الامراض الزهرية على نطاق واسع نتيجة لكون البغاء العلني القائم آنذاك معترفا به من غير اخضاعه الى أية قيود أو رقابة صحية ويضاف الى ذلك عوامل الضغط الاجتماعي التي واجهتها الحكومة العراقية نتيجة اتساع نطاق البغاء العلني وسريانه الى العدد من المناطق السكنية". وإذن، كانت الحكومة العراقية، وفي ذلك العهد، خصصت اماكن معينة لحصر ممارسة البغاء في ذلك المكان، وحتى لا يتسرب الى اماكن اخرى مأهولة بالسكان من الاسرة المحافظة، فضلا عن أنها تعتبر حالة اقتصادية للمرأة المقطوعة من شجرة، كأن زوجها قتل، مثلا، وترملت واصبح اطفالها بلا معيل، وقد عانت بما فيه الكفاية من اعالتهم، فتلتجئ الى ذلك من اجل اطفالها، وتحت رعاية الدولة. هذا من الجهة ومن جهة اخرى أنه يبدأ السيطرة الى الشاب الطائش من الاعتداء على اعراض الناس المحترمة، ونحد ذلك من الجريمة والاغتصاب، وما تبع ذلك من الجرائم الاخرى التي تقع تحت الطائع هذا. وهذا بالفعل اوقف كثير من جرائم الاعتداء على النساء وحد من جرائم الاغتصاب وغيرها في بغداد، وكان منطقة الصابونجية في بغداد معروفة آنذاك على هذا المستوى. وهناك بهذا الخصوص مواقف وحكايات حدثنا عنها الشيخ جلال الحنفي، قد نتعرض لها في فصول لا حقة. وقد يقول قائل: هل يريد هل يريد الكاتب أن نجعل من مدننا واماكن سكنانا بيوت للدعارة والبغاء وممارسة الرذيلة؟. اقول: إن البغاء وممارسة الرذيلة واللواط المخفي وغير العلني قد وصل للقمة، وفي كل يوم تلق مفارز دوريات الشرطة، وفي بغداد كمثال، عشرات الحوادث والجرائم من التي يحاسب عليها القانون، وتقع تحت هذا الطائل. وأنا اكتب هذه السطور وامامي تقارير مصورة تتحدث عما يسمى (بالمساجات) وما هي الا بيوت للدعارة واستلاب نقود الشباب واستغلال كثير من الفتيات، وكل ذلك بمسمع ومرأى من اجهزة الحكومة الامنية. وخلاصة هذا الفصل، نرى أن وجود المرأة المستمر بجانب الرجل، حيث تشاركه العمل والقرب، وبعد ليتخذ منها زوجة يسكن اليها وتسكن اليه، فالمرأة بتعبير القرآن لباس للرجل، وكذلك الرجل لباس للمرأة. والاثنان لا يمكن لهما الخروج خارج المنزل عاريين ليواجها الناس وهما بهذه الهيئة.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الغزالي إمام التكفير
-
العقل عند المعري1/ 2
-
العقل عند المعري2/ 2
-
علي شريعتي المفكر الثائر2/ 2
-
علي شريعتي المفكر الثائر1/ 2
-
شقشقة
-
نعم
-
هل الاسلام يحرّم الفنون الجميلة!؟
-
شذرات
-
سعدي الحلي صوت نشاز لخراب آخر
-
عبد الجبار الرفاعي وخزعل الماجدي
-
بعد طول انتظار
-
برهان البعرة وابتسامة ايمانويل كانت
-
من هو المثقف الديني الناقد؟
-
(غبار الهذيان) قصيدة داود السلمان.. رؤية انطباعية
-
غبار الهذيان
-
نداء البحر
-
ملامح الدهشة في نص(الغارقون بأحلام منفية)داود السلمان*
-
جحيم ابيض!
-
مكابرة غير يائسة
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|