أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - ما معنى الحوار على جثث الضحايا وأنين الجرحى والمعطوبين وخراب الوطن














المزيد.....

ما معنى الحوار على جثث الضحايا وأنين الجرحى والمعطوبين وخراب الوطن


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 6839 - 2021 / 3 / 13 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد وادي
دعوة السيد الكاظمي لإقامة حوار مع كافة الأطراف، من منتفضين ومتضررين من السياسات الهوجاء وفقراء لا يجدون قوت يومهم بسبب سياسات النهب والفساد وبين كتل سياسية تلطخت اياديها بدماء الضحايا ومن مليشيات ما زالت تصادر أرواح الناس الأبرياء ومع فاسدين معروفين ومتمادين بالخراب واطراف عبث بالدولة ومؤسساتها غيّبت أية قيمة لمعنى وجود دولة، بتكريس نظام محاصصة بجرائمه المعروفة وواقع حال متردي، سببه السياسيون الذين ما زالوا متشبثين بسلطة القرار وتكريس نظام طائفي بغيض معاد للُّحمة الوطنية، يدعو الى التفريق بشكل وقح بين أبناء الشعب الواحد بدعوى الحفاظ على الانتماء الديني والطائفي والعرقي والاثني والقومي والمناطقي وتطبيقات هذا الانتماء الذي فتّت المجتمع العراقي المسالم وحوله الى طوائف وكتل ومكونات وغذّى النزوع العدواني المقيت الذي اضر كثيرا ببنية المجتمع العراقي وتلاحمه الوطني، مشتغلين بشكل خبيث وشيطاني على العمل في البقاء على هذه السموم القاتلة والتي استفادوا منها كثيرا في تكريس العداء بين مكونات المجتمع العراقي اعتمادا على مشروعهم المعادي للانتماء الوطني، بتغليب الطائفية المقيتة على أي اعتبار آخر من شأنه أن يذيب الخلافات ويبني مجتمعا متعافٍ من هكذا أمراض قاتلة، ناهيكم على رهن واقع العراق بيد الأجنبي المعادي لهذا البلد، وبشكل وقح وسافل.
إزاء هذه الصورة القاتمة للمجتمع العراق والتي لا يختلف في فهم سوداويتها عراقيان، يأتي السيد الكاظمي ومن يدور في فلكه بدعوة قرقوشية، بفتح حوار (وطني) يضم كل هذه المتناقضات المخيفة، دون أن يكلّف نفسه في التفكير بمحاولة التخلص من كافة المعوقات للقيام بهكذا حوار يتطلب أجواء نقيّة وصافية واستعداد نفسي ومجتمعي واخلاقي للوصول الى النتائج المبتغاة بالسعي لإبعاد كل من تسبب في احداث هذه الشروخ القاتلة، لا القيام بدعوات، لا يقبلها حتى الأطفال، إذ كيف يتسنى أن يلتقي الضحية بالجلاد من أجل حوار وطني، لا يعدو كونه فعلا فنطازيا ودعوة مضحكة وهزيلة، فيا للهول أن يحتكم رئيس وزراء على هذا المستوى البائس من الوعي، ولا نعرف سبب هذه الدعوة المضحكة المبكية، وهل فكّر السيد الكاظمي مليّا وبعقلية المسؤول الذي ينبغي أن يزن الأمور بميزان بيض النمل، لا أن يخرج لنا بهذه الدعوة التي تعدو كونها ضحك على الذقون واستخفاف فاضح بحقوق الناس، الأحياء منهم والأموات، وكيف سمح لنفسه أن يجمع بين الخير والشر وهما نقيضان لا يمكن أن يلتقيان.
اذا طرحنا على العقلاء هكذا مشروع للحوار بين أطراف تتهم بعضها البعض بوجود ملابسات لا يمكن فك اشتباكاتها الا بإجراء تنقية الأجواء وتطهير بعض لأطراف وابعادها عن الحوار، بل والقيام بفعل حقيقي لمحاسبة من يكون العائق الحقيقي للحوار، هل يقبل أي مسؤول يحتكم على ذرة حكمة مثل هكذا مشروع، ميت منذ ولادته؟
إنها المهزلة بعينها أن يصل الاستخفاف بدم الشهداء وحقوق ضحايا العنف الأهوج ونهب المال العام وإطلاق يد القتلة من مليشيات منفلتة وموجهة، وأتباع أحزاب معروفة بعدائها للوطن والناس ومن سهّل لمجرمي داعش باحتلال البلاد والتنكيل بالعباد ومن كان السبب بمجزرة سبايكر ومصادرة أرواح حياة آلاف الشباب الأبرياء، وسقوط ثلث البلاد بيد مجرمي داعش ومن كرس الطائفية المقيتة لتشتيت اللحمة الوطنية، وعدّدْ ولا حرج من خراب وهدم وافقار وبطالة وعوز دائم للفقراء ومئات الحالات المخزية التي يشيب لها الرأس.
كل هذا البلاء الذي سبّبه ساسة الصدفة الطارئين وناهبي خيرات البلد وقاتلي الشباب الأبرياء وسواها من صيغ خراب يشيب لها الرأس، ويأتي السيد الكاظمي ليوجه دعوة الحوار الوطني بين القاتل والضحية، أي عقل يقبل مثل هكذا دعوة لا تعدو كونها لا تصدر الا من شخص غر وغير متوازن لا يحتكم على أدنى شروط الانسان المتعقل، فما أدراك إذا كان هذا الشخص هو رئيس وزراء العراق.
إن الحوار الوطني لا يتم ولن يكتب له النجاح، إذا كان بين اطراب متناحرة ولا تقبل بعضها البعض، لأن أنهار الدم هي التي تفصل بينها، لذا ينبغي على السيد الكاظمي أن يراجع نفسه، ليمكّننا من الاعتماد عليه وعلى سلامة إجراءاته، رغم أننا بتنا على يقين، بأن ذلك غير ممكن من خلال تجارب الأشهر الماضية من حكمه والتي اثبتت أنه غير قادر على قيادة بلد اسمه عراق.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهو خوف حقيقي أم تهويل بائس؟
- فايروس كورونا بين فتكه في العراق واحتضاره في المغرب
- في ذكرى إنقلاب شباط الأسود
- الانتخابات وسواها من الملفات معضلة العراق الراهنة والقادمة*
- بالإنتخابات وحدها يرتهن مستقبل العراق والخروج من قمقم المحاص ...
- هكذا حول اسلاميو شيعة العراق الى ضيعة إيرانية
- صلاح العراقي لن يكون آخر الضحايا
- وها هم يُدخلون العراق في نفق مظلم بعد ان أفلسوا خزينته وأهدر ...
- حتى التعليم أجهزوا عليه
- يا ثوار العراق الأمجاد
- عراق شعيط ومعيط وجرار الخيط
- بيش بلشت يا بو بشت
- لا يأس مع إصرار المنتفضين
- ما المطلوب من السيد الكاظمي؟
- خبث اعلامي
- الحراك الشعبي المبارك أمل التغيير الوحيد
- هل عاد سياسيو أحزاب السلطة أجسادا بلا عقول؟
- هل تعطلت مجسات سياسيي العراق إلى هذا الحد؟!
- ماذا ينتظر ساسة العراق الفاسدون؟!
- ارفعوا ايديكم وكفّوا رصاص حدقكم عن فتية العراق الابطال يها ا ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - ما معنى الحوار على جثث الضحايا وأنين الجرحى والمعطوبين وخراب الوطن