|
العمل الحزبي في الاردن أخطاء تتراكم
نضال محمد العضايلة
الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 11:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما نتحدث عن دولة المؤسسات ، وعندما نتخذ من القانون منهجا نسير في ظله ، علينا ان نحترم هذه الدولة وعلينا ان نكون تحت سقف القانون لا فوقه ن ومن الطبيعي ان يكون للعمل السياسي أبعاد ، وأيضا من الطبيعي ان يكون للعمل السياسي اخطاء ، ولكن اذا كانت هذه الاخطاء تضر بمصلحة الوطن فمن الطبيعي ان يكون للقانون دور في عقاب من اخطأ ، وهنا تبرز الاهمية الكبرى لدولة المؤسسات ، ويبدو ان البعض فهموا الامر بشكل مختلف ، فالحرية وحق التعبير يا سادة مصون في الاردن ولكن ليس على حساب الوطن ، والتعبير يا سادة لا يكون حقا في اطار شتم الوطن والنيل منه ، فحريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الاخرين ، هكذا هي الحرية التي أصبحت تمارس بشكل خاطئ يسيء للوطن وللشعب الذي يحتمي في ظل هذا الوطن . وإذا كانت الأحزاب الأردنية لا تستطيع ان تؤمن لنفسها نصيب من النجاح في إطار العمل السياسي الأردني الكبير فان سياسة تلك الأحزاب لا يجب ان تبتعد عن منظور الوطن لأنها تقيم على أرضه وتتعامل مع كل فئات مجتمعه وهي أولا وأخيرا جزء من الخريطة السياسية الأردنية ، هكذا على الأقل كانت أحزاب العشرينات والثلاثينات والأربعينات ، هكذا كانت الأحزاب تجعل من الوطن حديقة سياسية يرتادها الأردنيون فيقبلوا على العمل السياسي وصوب أعينهم الأردن فحسب . أوردت ما أوردت عندما حاولت الربط بين ما تعرض له الأردن من بعض القضايا التي كانت النقيض لسياستنا الأردنية وحتى النقيض لمنهج هذا الحزب أو ذاك ، قبل فترة طويلة نسبيا صفق الحزبيون وقوفا لرئيس دولة عربية كان يشتم الأردن ، وصافحوه وكان لسان حالهم يقول سلم لسانك فقد عبرت عما نريد ان نقوله ، وقبل فترة وجيزة خرج علينا من ينسب الى نفسه الحركة الوطنية الأردنية ويتمارى في ذلك ويقول انه سيقاضي من يعتبر نفسه وطنيا ، لان الوطنية الأردنية حكرا عليه وعلى جماعاته من الأحزاب الصغيرة ، وما زاد الأخطاء وجعلها تستفحل ان يقوم نفر من أعضاء اكبر حزب سياسي أردني بزيارة الى بيت الزرقاوي وتقديم التعزية لاهله ، ويعلن النائب الحزبي الذي قام بالزيارة بان الحزب لا يتفق مع الزرقاوي الذي يكفرها ، اذا لماذا الزيارة من الأساس هل لاننا ندرك ان في ذلك إساءة لمشاعر الاردنيين التي انتهكت عذريتهم في يوم فرح أردني ، وهل لان في الزيارة استثارة للحكومة ، او هل لان في الزيارة واجب ديني ، كل ذلك يندرج في باب انتهاك حرية الاردنيين والتعالي على مصالحهم وتقديم الحزب في صورة غير تلك التي نشأ عليها وقام على الارض الاردنية . ان تراكم الأحزاب الأردنية يسيء للأردن ولا يتفق مع نهجه المتوازن ولا يحقق لنا الا الحقد الذي باتت الاحزاب تساهم في زرعه في نفوس أجيالنا الذين نحاول ان نرسم على وجوههم ملامح المستقبل الجميل والذين نحاضر فيهم وندعوهم للانخراط في صفوف الحركة السياسية في البلاد . وعندما لم تستطع الاحزاب ان تتفادى اخطاؤها تقع المسؤلية على الوطن ليتحمل وزر تلك الاخطاء ، واما مجلس النواب الذي يعد بيت الامه فلم يعد ياخذ دوره كما ينبغي عندما يتعلق الأمر بالأحزاب ، ولا ادري هل يعني ذلك انه ينطلق من جانب تشجيع العمل الحزبي ، بس يا جماعه مش على حساب الوطن . لان الأولى ان يكون للمجلس دور أولي في قضية النواب الإسلاميين الذين وضعوا الأردنيين في خانة المغفلين وأردفوا ينعتون هذا الشعب بقساوة الكلام ما اعتبروا حلوا في أفواههم . بصراحة اننا هنا في الأردن لا يهمنا ان كان نواب جبهة العمل الإسلامي قد زاروا بيت عزاء الزرقاوي من ناحية دينية او تعاطفية انما كل ما يهمنا ان هذه الزيارة كان فيها إساءة للأردنيين ، كما هو حال وفودنا الحزبية التي امت دمشق تصفق لرئيسها وهو يهاجم الأردن أولا ، وكما هو حال احزابنا التي تريد ان تستولي على حركتنا الوطنية الأردنية وتجيرها لصالحها . الاخطاء تتراكم وكلها باسم الديمقراطية والعمل السياسي الحر ، وينسى هؤلاء ان حريتهم تقف عند حدود الوطن ، وينسى هؤلاء ايضا انهم اردنيون ، ويحاولون ان ينظروا الينا من منظور قومي ، فهل ستجدى معهم القومية نفعا دون ان تكون لها جذور وطنية ، يا سادة الاردن هو عمق الامة العربية ، والقومية التي تتفاخرون بها انطلقت من الاردن ، ولعل فلسطين اقرب الامثلة ، ولتراجعوا حساباتكم ، وتعيدوا قراءاتكم من جديد لتعرفوا اين يكمن الخلل فيكم ، ودعوا الاردن يعيش بسلام ، دعوا الوطن للمنتمين له ولا تجعلوا منه اضحوكة للعالم وكونوا على قدر مسؤولياتكم ، لاننا بحاجة لمن يتحمل المسؤولية في ظل الظروف التي يعيشها الوطن . يا سادة .. الحرية استحقت أن يضحي الأردنيون بدمائهم لأجلها على التراب العربي وفي ساحات الأشقاء العرب، والأردنيين من شتى الأصول والمنابت يسيرون خلف الوطن ويحيطون به وهو يواجه أخطارا جمة ، فما تعلمناه من مبادئ لا يمكن ان تكون محل مساومة من هذا الحزب او ذاك ولن نسمح لأي إن كان أن يهدد أمننا واستقرارنا .
#نضال_محمد_العضايلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشكلات الهوية والاستقلال المبكر لدى الشباب العربي في المهجر
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|