عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 10:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تَذَكًّرْ الكلام الذي اعتاد الرئيس الأمريكي تكراره لتبرير احتلاله للعراق "أن إسقاط صدام حسين مسألة حاسمة لبناء الاستقرار والديمقراطية في العراق". ولكن أنظرْ إلى ما وصل إليه حال العراق: مشاهد يومية من الهجمات الوحشية والمجازر البشرية.. كم مرة سمعنا الرئيس الأمريكي يكرر مقولته المنمقة القديمة بأن الجهود الأمريكية المزعومة لنصب راية الحرية وإقامة الديمقراطية في العراق تحقق ثمارها؟ لكن لهجته تلك التي تميزت عادة بالقوة والتحدي أخذت بالضعف والهوان.
وهذا الأمر برز في ميزانيته المقدمة للكونغرس، حيث بادر بوش إلى إنقاص المنح السابقة التي كانت تدفع للمنظمات المعنية في هذا الحقل. إذ كشفت مقالة منشورة في موقع (اوبد نيو.كوم) التخفيض الحاد للميزانية السنوية الأمريكية القادمة بسبب التضخم الذي أجبر الحكومة الأمريكية التراجع حتى عن برامج إعادة الاعمار في العراق. ولقد اعترف الرسميون في إدارة بوش بتقليص المبالغ المخصصة لبرامج الديمقراطية وإعادة الاعمار في العراق.
اتفقت آراء المنظمات التي تستفيد من هذه المنح على نقد هذا التراجع بين أهمية الاستمرار في هذا الدعم وبين وصف هذا الإجراء بـ "المهزلة".. لكن هناك رأيين مخالفين من خارج هذه المنظمات يتميز كل منهما بالاقتراب من حقيقة وجوهر المزاعم الأمريكية.
يرى كريستوفر ج رودرر الأستاذ المشارك في مدرسة فلوريدا الساحلية المتخصصة بالقانون أنه "ليس من المدهش تماماً تخفيض التمويل المخصص لتعزيز الديمقراطية في العراق، لأن مسألة الديمقراطية لم تكن موضوعاً للغزو/ الاحتلال، بل ولم ترد ضمن الأسباب التي دعت حكومة الولايات المتحدة الذهاب إلى العراق. أن هذه المسألة أخذت بالظهور نتيجة لما بعد الغزو/ الاحتلال، وبعد التأكد من بطلان مزاعم كل من "أسلحة الدمار الشامل" و "الارتباط بالقاعدة".
بينما يرى زميله بريان ج. فولي الأستاذ في نفس المدرسة "أن المسألة برمتها تظهر وكأن الإدارة الأمريكية (لاذت بالفرار) من جهودها المزعومة نقل الديمقراطية للعراق- رغم قناعتي أن الإدارة الأمريكية لم تكن أبداً جادة بمنح الحرية للعراق، حيث بقيت المناقشات في هذا الأمر محصورة بين القادة الأمريكيين. ولو أن الأمر غير ذلك، عندئذ كان المطلوب تطبيق مبدأ الاستفتاء العام لشعب العراق ليقرر ما إذا كان على القوات الأمريكية الرحيل عن العراق.. إن إقامة حكومة عراقية يجب أن تكون بمبادرة عراقية وليس تحت سيطرة الولايات المتحدة."
"ولسوء الطالع، بعد الغزو/ الاحتلال غير المبرر وكل الضحايا الذين سقطوا في العراق، التدمير وتخريب النظام العام، والفشل في توفير الخدمات العامة للناس مثل الكهرباء والماء بمستوى مناسب، فإن قادة الولايات المتحدة، ربما متخوفون حالياً من السماح لشعب العراق امتلاك أي قدر من السيطرة على شؤون بلدهم."
مممممممممممممممممـ
1.No more democracy promotion in Iraq- Aljazeera.com- 23 July, 2006.
2. ترجمة بتصرف موجزة.
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟