أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - لبنان بين استقلالين














المزيد.....

لبنان بين استقلالين


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1625 - 2006 / 7 / 28 - 03:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


استعراضاً لما حصل ويحصل في لبنان من مخاضات عسيرة, طوال العامين الحاليين , يدفعنا ذلك للتمعن والتعمق أكثر في خفايا البيت اللبناني , الذي غدا مخترقاً ومفتوحاً لمن يرغب في الدخول إليه, سواء كان منقذاً مخلصاً له مما يحيق به من
مكائد وفتن أم طامعاً طامحاً في مقاسمة اللبنانيين حلاوة الحياة تاركاً لهم نكدها .
ما جرى في العام الفائت من أهوال تمثلت باغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق وما أعقبها من سلسلة اغتيالات منظمة , كادت تودي باللبنانيين إلى منزلق خطير يعيد الذاكرة لأيام الحرب الأهلية المريعة , إلا أن حالة الاصطفاف الطائفي حدّت من استرجاع تلك الأيام , التي شهدت وقتها تنافراً طائفياً , الاصطفاف الذي نتحدث عنه غير مكتمل البنية , لكنه اصطفاف سيدون في تاريخ لبنان على مر السنين القادمة , وبرغم ذلك يبقى التنافر موجوداً في بنية الكيان اللبناني , حيث بدأت فصوله تتضح مع نهاية ولاية رئيس الجمهورية أميل لحود , فما كان بالأمس حليفاً لدمشق صار خصماً عنيداً لها نتيجة لقرار التمديد والتجديد , هذا القرار جعل الفرقاء اللبنانيين حلفاء بقدرة قادر , وعليه , تحول التنافر القائم إلى اصطفاف سياسي لامثيل له , وازداد التحاماً بوقوع جريمة اغتيال الحريري , البعض اعتقد أن لبنان دخل في أتون حرب طائفية جديدة , غير أن الاصطفاف اللبناني المزدوج بمسيحييه ومسلميه وضع استقلال لبنان أولاً نصب عينيه واتخذ منه معركته الأساسية , مستفيداً ومساهماً في القرار الدولي 1559 القاضي بإخراج سورية من لبنان بعد أن أدت ما لها وما عليها من مهام أنيطت بها سابقاً وبإجماع دولي , ولازال القرار المذكور قيد التنفيذ.
هدف قوى الاستقلال الذين عرفوا بفريق 14 آذار , استكمال معركة الاستقلال الأولى, فكان لهم ما تمنوا بمباركة دولية وعربية , تكللت بانسحاب الجيش السوري من الأراضي اللبنانية في الموعد المحدد له , واستكملت المعركة لاحقاً بانتخابات نيابية أوصلت فريق الرابع عشر من آذار إلى البرلمان والسراي الحكومي بأغلبية ساحقة وأبعدت حلفاء دمشق عنهما , فإلى اليوم وفريق 14 آذار يتحدث عن استقلال لبنان دون توقف , بالقول حيناً أن الاستقلال لن ينجز إلا برحيل لحود عن قصر بعبدا , ومرة أخرى إلا بكشف قتلة الحريري , الواضح أن أفراد البيت اللبناني متفقين على الاستقلال ومختلفين على شكله وتوقيته .
أمّا ما يحصل اليوم من اعتداءات إسرائيلية غاشمة بحق لبنان أرضاً وشعباً , برز فريق لبناني آخر (حزب الله) فرأيه أن معركة استقلال لبنان الحقيقية , بدأت الآن مع أشرس عدو عرفته المنطقة , حزب الله الذي وقف بعيداً عن فلسفة 14 آذار ورؤيتها للاستقلال , ينظر اليوم بعين ثاقبة إلى أن طريق الاستقلال يقوم على إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وتحرير مزارع شبعا اللبنانية , ذاك الاستقلال الحقيقي بعينه , بعد أن خطه في أيار عام 2000 بإرغامه إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان تحت وقع ضربات المقاومة الإسلامية الجناح المسلح التابع له , فمعركته اليوم عنوانها العريض استقلال لبنان ثانياً .
اللافت في الأمر أن استقلال لبنان غدا شعاراً مرحلياً لكل فريق لبناني , وهو ما يشير باستمرار إلى وجود مجموعة دويلات طائفية الطابع , شغلها الشاغل حديث الاستقلال , وأياً كان شكله , فهو لن ينضج بدون رموز تحركه (الحريري, القنطار) ولا يسير بلا دعم خارجي (أميركي فرنسي, سوري إيراني) ولا معنى له إذا لم يعرّف باسم يزيد بريقه ويزيل غموضه ( الأرز, الأمة) .
إن لبنان مثله مثل باقي الدول عانى الاحتلال ونال الاستقلال , لكن استقلاله المتجدد أصبح كمسألة الحياة والموت , في كل يوم يموت لبنان يُحتل , وكل يوم يولد لبنان يستقل , ولا أحد يعلم سبيل الخلاص .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجديد الديمقراطي المطلوب عربياً
- ديمقراطيتنا بين الفوضوية والانضباطية
- لبنان : ساحة مفتوحة لتصفيات محسوبة
- السقطة القادمة
- أنشودة الفداء
- أشراف المعارضة السورية
- الحرية الوجودية معناها ومبناها
- مهلاً .. كيلا نحرث البحر
- عبودية ما بعدها عبودية
- وصولية المصالح اللامحدودة
- بين المعارضة والنظام وطن واحد
- حقاً إنه زمن العجائب
- تريدون حرية .. فلتأخذوها
- المعارضة السورية وثقافة الاتهام
- أبعد من الذبح
- ثمن أن يفيض الفرات
- عندما يفيض الفرات
- التماثل بين مساري الأيديولوجيا والشمولية
- الثالوث السلطوي المقدس, ترغيب, ترهيب, تربيب
- سوريون وراء الحدود


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - لبنان بين استقلالين