أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان العراق؟ 2 من 3















المزيد.....

هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان العراق؟ 2 من 3


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أشرت في الحلقة السابقة إلى قناعتي الشخصية بضرورة قيام حكومة إقليم كردستان العراق بطرح خطة خماسية الأبعاد لتستطيع من خلالها ليس الحفاظ على الأمن وتعزيز الاستقرار وتنمية إقليم كردستان اقتصادياً وبشرياً فحسب, بل وتطوير العلاقة الإيجابية بفئات المجتمع المختلفة وتأمين تعبئة الغالبية العظمة من سكان الإقليم ومن مختلف القوميات, وخاصة الشباب والنساء, إلى جانب النهج الديمقراطي الذي يفترض أن يغتني ويتطور لجبهة القوى الكردستانية الممثلة عملياً في قائمة التحالف الكردستاني, وخاصة من قبل الحزبين اللذين يقودان العملية السياسية فعلياً. وقبل الخوض في المقترحات التي يمكن تقديمها بشأن الأبعاد الخمسة المشار إليها في الحلقة السابقة, يفترض أن أشير إلى الاتجاهات الأساسية التي تعمل فيها قوى الإسلام السياسي الكردستانية في هذه المرحلة المتميزة من حياة الشعب الكردي وبقية القوميات. تؤكد تجارب الكثير من البلدان الإسلامية إلى أن قوى الإسلام السياسي, سواء أكانت سلفية متطرفة أم معتدلة سياسياً, تسعى للوصول إلى السلطة وإلى إقامة نظامها السياسي الإسلامي, رغم التباين النسبي المحدود بينهما والذي يرتبط بموازين القوى بدرجة أساسية. إذ غالباً ما يكون التحول من موقع الاعتدال إلى موقع التطرف سريعاً ومؤذياً حين يميل موازين القوى لصالحها, تماماً كما فعلت وتفعل هذه القوى في دول أخرى ذات أكثرية إسلامية أو على صعيد العراق ذاته كما نعيشه اليوم في الوسط والجنوب. إذن علينا أن ندرك بأن السلطة هو الهدف المركزي لهذه القوى. فهل تعمل حالياً لتحقيق هذا الهدف الذي يبدو للبعض وكأنه بعيد المنال, وهو ما أرجوه أيضاً, وكيف؟ إن الوجهة الراهنة في نشاط قوى الإسلام السياسي في كردستان العراق تشير إلى ما يلي:
1. استثمار هادف للمشكلات التي تعاني منها الجماهير الكادحة والفقيرة, وخاصة المرتبطة بالمستوى الواطئ لمعيشة نسبة عالية من السكان والتضخم المتفاقم في أسعار السلع والخدمات ومطالب الحياة المتنامية في مجتمع يتمتع لأول مرة بحرية الحركة والتفكير والتعبير والاحتجاج على ما لا يرضى عنه.
2. كما يتم الاستفادة القصوى من الإحساس بأن هناك نهباً للموارد المالية من قوى سياسية وغير سياسية في البلاد, وفي الإقليم أيضاً, دون تمييز مستفيدة من تصريحات المسؤولين الواقعية بوجود ذلك, ولكن دون أن تمارس سياسات وإجراءات فعلية لمحاربة الفساد, مما يساعدها على ختم أو اتهام الجميع بالفساد المالي والإداري وتبرز نفسها على أنها الوجه الناصع والنظيف بين الجميع. وعندما سؤل عضو الجمعية الوطنية في كردستان محمد أحمد, الذي استطاع حزبه مضاعفة أصواته ليحصل على خمسة مقاعد من بين 275 مقعدا, أجاب قائلاً "يعرف الناس جيداً بأن أتباعنا وكذلك أعضاءنا في البرلمان غير فاسدين", كما ورد في مقال السيد جيمس براندون, مراسل "كريستيان ساينس مونيتور" في أربيل.
3. تقديم المساعدات المالية والعينية الخاصة بها أو التي تردها من جهات إسلامية أخرى لتوزعها على المحتاجين والفقراء من العوائل مما يساعدها لا على كسب أصوات تلك العوائل فحسب, بل وتأييدها في النشاط السياسي وتدريجاً في العمل معها وفق ما تراه تلك القوى مناسباً لها وبصيغ مختلفة.
4. الاستفادة القصوى من المساجد لتلك الغايات أيضاً, ولكن بهدوء وبما لا يعرضها إلى المشاكسة مع أجهزة الأمن المحلية والحكومة, ولكنها تخلق تراكماً في التثقيف السلبي الذي يحول الناس تدريجاً إلى مواقع أخرى بحيث يبدو لها وكأن "الإسلام هو الحل", كما ترفعه الجماعات الإسلامية السياسية في بلدان أخرى, ومنها مصر أو حتى في العراق.
5. العمل الواسع والمنظم والموجه بشكل ملموس في أوساط الشباب وفي الثانويات والجامعات بما يسهل لها عملية التثقيف بين الناس, خاصة وأن هؤلاء الطلبة والشباب هم أقرب الناس إلى رؤية ومعرفة ما يجري في الساحة السياسية وفي أجهزة الدولة, والناس يثقون بهم أيضاً بسبب قناعتهم بالوعي السياسي المتقدم الموجود في صفوف الطلبة.
6. الكتب الدينية التي توزع مجاناً والتي لا تباع بالضرورة في المكتبات, بسبب وجود رقابة معينة على تلك الكتب الدينية المتطرفة. كما أن استخدام الكاسيتات هو أفضل وأرخص وأكثر قرباً إلى فهم الناس ممن لا يقرأ ولا يكتب, وخاصة في الريف وأطراف المدن وفي المدن ذاتها أيضاً.
7. إن خروج الاتحاد الإسلامي الكردستاني من قائمة التحالف الكردستاني لم يكن الهدف منه زيادة عضوين أو ثلاثة في المجلس النيابي على أهميته فحسب, بل بهدف حصولها على منبرها الفكري والسياسي الخاص والمتميز عن بقية الأحزاب التي تعتبر ثانوية في إطار العمل مع الحزبين الرئيسيين, حتى أنها تحاول أن تشيع بأن بقية الأحزاب ليست سوى دمى بأيدي الحزبين المسؤولين, وهي السمعة أو الوصمة المنتشرة حالياً والملصقة ببقية أحزاب التحالف في كردستان, لأن الدور الفكري والسياسي للقوى الأخرى غائب عن الساحة الكردستانية إلى حدود غير قليلة وضائع في خضم قدرات الحزبين الكبيرين المالية والكوادر التي استطاعت استقطابها من بقية الأحزاب السياسية ودورها في الإعلام في الإقليم.
8. وعلينا أن نتذكر باستمرار بأن معاناة المعيشة لنسبة عالية من سكان كردستان كبيرة, وفي بقية أنحاء العراق أكبر طبعاً, من النقص البارز في الخدمات, وخاصة الكهرباء والوقود وغيرها, والتي تستثمر هي الأخرى حين يشار إلى أن المسؤولين يمتلكون الأموال لبناء القصور ودور الضيافة, ولكنهم لا يمتلكون ما يكفي من المال لتأمين الوقود والكهرباء والماء والتعليم ...الخ.
يبدو لي ضرورياً الإشارة إلى أن من مهمات الأحزاب والقوى السياسية الديمقراطية والعلمانية في إقليم كردستان أن تدرك بأن وجودها في السلطة لا يشكل ضمانة لوحدها لكسب الناس إلى جانبها, بل أن الذي يجعل الناس يقفون إلى جانبها هو ما تقدمه من منجزات ملموسة ويومية لشعب كردستان, فالحماس الوطني والنفخ في الصور لم يعد يفيد كثيراً. فالعمل والحصول على لقمة عيش كريمة ومعالجة المشكلات اليومية التي تعاني منها المواطنة وكلك المواطن, وخاصة الخدمات ومكافحة الفساد المالي والاقتراب من الناس والاستماع إلى شكواهم بدلاً من البقاء على مسافة بعيدة من النسا والإطلاع على التقارير التي تكتب, وهي ليست كلها وباستمرار أمينة أو صادقة أو حتى تكتب من وجهة نظر خاصة, كافية لمساعدة المسؤولين على معرفة ما يجري في الإقليم.
إن الاطمئنان بأن شعب كردستان ليس مثل بقية الشعوب بشأن الموقف من علاقة الدين بالسياسة, لم يعد كافياً بأي حال للتصور القائل بأن الناس لا يقتربون من القوى الإسلامية السياسية. أن من يحرم تلك الأحزاب من كسب المزيد من الناس إلى ما يقال بأن "الإسلام هو الحل", يأتي فقط من خلال العلاقة الحميمة مع, والقريبة من, الناس ومن فهم حاجاتهم وتطلعاتهم والاستجابة المدروسة والمبرمجة والسريعة نسبياً لها, وإلا فهناك من يحتل تلك المواقع بين الناس, وخاصة بين فئات الكادحين والفقراء المعوزين من العوائل والأفراد.
23/7/2006 كاظم حبيب
يتبع الحلقة الثالثة: ما هي أبعاد الخطة وما هي مضامينها الجوهرية لتنمية كردستان العراق؟




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقرار وقوى الإسلام السياسي في إقليم كردستان العراق !
- هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من أساليب جديدة في عمل قوى الإسلام السياسي في كردستان العراق؟ 2 من 3