|
ايعقل هذا ...
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6834 - 2021 / 3 / 7 - 12:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ لا حرج ، من حيث حرية الرأي والتفكير على الأقل ، أن يفضفض المرء أحياناً ًبصوت عالي ، بل والحق أقول ، تزورني شخصياً العشرات من الخواطر ، لكنني في كل مرة أمتنع في أغلب الوقت الافصاح عنها ، وهذا يندرج تحت نظرية بأن التغير قادم ، ولكن ما جعلني البوح في ما يدور في خاطري كتابةً ✍ ، هو فرض اختيار الوقوف بين الموت من البرد أو الموت أمام فاتورة الكهرباء ، ولكي يتجنب الموطن الموت في الأردن 🇯🇴، يتطلب ذلك دفع مبلغ مالي 💰 خيالي في فصل الشتاء ، وأحياناً أو بالأحرى لكي يكون المرء دقيق بالطرح ، عند أغلبية المواطنين تتراكم فواتير الكهرباء بسبب عدم قدرة الفرد دفعها ، أي يصبح مستدان ، لأنه المسكين أخطاء وفكر بتدفئة نفسه وأولاده ، وتحديداً هذا الشهر ، هنا 👈 أسجل أنا شخصياً للتاريخ ، كمواطن أردني ، أعيش بمفردي ، أنني في هذا الشهر دفعت لشركة الكهرباء ( 180 ) دينار أردني ، أي يعني 255 دولار أمريكي 🇺🇸 فاتورة الكهرباء ( البيتي ) ، عن شهر واحد ☝ فقط ، لأنني قررت استبدال ساخن الشمسي والاعتماد في الاشهر الباردة والقاسية على ساخن الماء الكهربائي ، بالإضافة إلى ذلك ، إستخدمت صوبة الكهرباء على شعلة 🔥 واحدة ☝ وفي اقصى الظروف على شعلتين ، أما الوجه الطريف في الموضوع ، في بلد مثل الولايات المتحدة 🇺🇸 ، العائلة الأمريكية تدفع في الشهر الواحد بين 80 دولار 💵 إلى 120 دولار 💵 ، مقابل استخدام التدفئة المركزية في الشتاء أو التبريد المركزية في الصيف ، بل الأغلبية الساحقة وهكذا اعتادوا في الولايات المتحدة 🇺🇸 ، يمتنعون من إطفاء التدفئة أو التبريد طيلة اليوم وعلى مدى الشهر وعلى مدار السنة ، يبقى الجهاز المركزي شغال بغض النظر إن كانت العائلة في البيت أو خارجه ، بالطبع ، هنا 👈 ليس من المعقول الخوض في مقارنة بين البلدين ، لأن الفجوة واسعة بين الدخل الشهري للفرد هناك والفرد في الأردن 🇯🇴 ، المقارنة بالأصل معدومة 😥 ، إذنً خلاصة الخلاصات ، إذا أراد المواطن في الأردن 🇯🇴 أن يحصل على الدفء ، ليس أمامه سوى طريقتين ، أما أن يتلاعب بالعداد المخصص بالكهرباء ، كما هو حاصل عند شريحة عريضة أو أن يسرق الدولة بطريقة ما ، وكل واحد ☝ وشطارته ، أما إذا كان المواطن يخاف الله في سمائه ، سيموت مرتان ، الاولى لشعوره بالعجز بتدفئة أولاده ، والثانية لحظة تسديده للفاتورة ، أيضاً ولأن الدولة تفرض ضريبة خيالية على مشتقات البترول وبالاخص البنزين ⛽ ، أصبح التحرك بالسيارة شيء من ضرب الخيال ، بل الخلاصة الأهم في نظري ، نحن في الأردن 🇯🇴 نعيش في دولة خيالية ، شو بدك أفضل من هيك عيشة ، العدالة الاجتماعية فيها مثل فاتورة الكهرباء ، الحياة فيها مقتصرة على طبقة معينة ، تنعم بالدفء 🔥 في الشتاء ومعظم الناس تتعذب ، لهم متعة الصيف والفئات الأخرى لهم لهيبه .
ولكي لا نخصص لمسألة الماء ملفاً خاصاً ، أيضاً في الولايات المتحدة 🇺🇸 لا يوجد شيء يسمى بفاتورة المياه 💧 ، لأن الدولة تتكلف بتأمينها مجاناً كحق لكل مواطن ، تماماً كالنفس وتماشياً مع القاعدة الربانية التى تقول ( وجعلنا من الماء كل شيء حياً ) ، لكن ما يجري في الأردن 🇯🇴 ليس له أرضية ديالكتيكية ، لهذا ، النقاش تاريخياً لا يأتي للأسف بنتائج مرجوة ، بالطبع لا يخلو هذا من وجهة نظر 👀 عليلة الأركان ، فالمواطن اعتاد جلب مياه الشرب والطبخ على مدار الشهر من خارج المياه التى يتم توصيلها ضمن شبكة شركة المياه ، وهذه المياه التى يستحضرها الموطن تُعتبر موازنة إضافية تترتب عليه ، المبلغ ليس بالقليل أو ثانوي ، مع هذا تُصدر الشركة بدورها الفواتير كالمعتاد ، لكنها تحمل تفصيل بصراحة ، لو إجتمعوا فلاسفة التفكيك في العالم من أجل تفكيك بنودها ، أجزم سيعجزون إتمام المهمة ، وهنا يتساءل المواطن ، عن ماذا 😟 تدفع الحكومة كل هذه المبالغ الطائلة في كل دورة وتحت بند الدعم المائي للمواطن ، إذا كان الموطن يتكفل بشراء ماء الشرب والطبيخ ، بل من المتوقع في المستقبل من أي حكومة تشعر بلتأزم ، لن تتردد في إصدار قرار منع الاستحمام اليومي وفي سياق متصل ، عندما الحكومة تخفق في تأمين مدن رياضية 🏀 للشباب والشابات ، بالطبع سيصبح الملاذ والبديل لهما هو النوادي الرياضية الخاصة ، إذنً السؤال الابتدائي ، لماذا لم تفكر لو حكومة واحدة ☝ من الحكومات المتعاقبة أن تقدم الدعم للنوادي من خلال تخفيض الفواتير التى تصل إلى الالف الدنانير شهرياً كمساهمة عن اخفاقها التاريخي في تحقيق المطلوب منها ، بل من الاجدر للحكومة الاردنية ، وضع نظام تجاري يحكم العلاقة بين التجار والمواطن ، ففي الأردن 🇯🇴 مثلاً ، عندما المواطن يشترى أي سلعة ، بالأخص مواد البناء والصحية ، ربما هنا نقدم مثال شاخص ، لقد حصل مؤخراً معي تحديداً ، أشتريت في الاونة الأخيرة بطارية ماء 💦 للمغسلة ، صناعة ألمانية ، في الأردن تكلفتها على الموطن 60 دينار بالطبع بعد الخصم ، لاكتشف فيما بعد سعرها في مدينة دبي ب10 دنانير فقط ، وهنا لا نخلق ابداً مناخات تحريض عامة قد تصفر لاغراض سياسية معينة ، لكن يتساءل المرء ، وهو سؤالاً غير أنه مشروعاً ، أيضاً منطقياً ،هل الأردنيون يذهبون إلى الإمارات 🇦🇪 من أجل 🙌 رفع من دخلهم الشهري ، أم أن الاماراتيون 🇦🇪 يأتون إلى الأردن 🇯🇴 بهدف تحسين ظروفهم المعيشية ، إذنً ، إذا كانوا الأردنيين يذهبون إلى هناك ، فكيف يمكن للحكومة أن تفسر للشعب هذا الفارق الشاسع بين أسعار السلع ، انخفاضها في بلد ، الاجور مرتفعة فيها وفي بلد أخر ، الأجور فيها تُعتبر تمشية حال ، حسب المصطلح الدارج بالعامية .
هي أسئلة تحتاج إلى من يضع قواعد سليمة الأركان لكي يفككها ويجد حلول جذرية لها ، ويبتعد عن الاجابات التقليدية التى لا تقدم ولا تأخر ، كمشروع توليد كهرباء ⚡حديثة ، منخفضة التكاليف ، لأن المواطن الشريف الذي لم يتعود على سرقة خزينة الدولة ومرافقها ، إعتاد الاستماع 👂لذاك الخطاب التبريري الذي لا يفضي لحل المشاكل بل يفاقمها يوم بعض الاخر ، وهنا أؤكد على مسألة من الضرورة الافصاح عنها ، الشرف لا يقتصر بمدى إلتزام الناس 😥 بالصلاة أو بما هو بين الساقين أو الفكين ، لأنني بصراحة 😶 جميع الذين يسرقون الكهرباء ، على الأقل الذين أعرفهم ، يصلون الصلوات كافة ويتباهون بمحافظتهم على أجسادهم من الفواحش ، لكن في المقابل ، الموسسات في الغرب على سبيل المثال وليس الحصر ، صحيح أنهم يمارسون الرذيلة ، لكنهم ابداً لا يمدون أيديهم على الحق العام ، وهذا يفسر لماذا الكهرباء في أمريكا 🇺🇸 تسعيرتها تبقى في حدود المعقول ، بالرغم أن ناتج الفرد السنوي كبير ، أما هنا 👈 خارج الحدود والمعقول والمنطق ، لأن الواقع فرض على الشريف أن يدفع 💰 فواتير على الأقل ، واحدة ☝عنه والأخرى عن السارق ، وبالتالي لا يستغرب المرء من مشاهدة مشهد مفجع يوم القيام ، صحيح أن الكثير من المسلمين سيكونوا في الجنة ، لكن أيديهم مقطوعة .
غير أن ما يسطر على الصفحات العنكبوتية وينشر في الإعلام النتي للقرّاء قليلاً ، وما يحفظ في القلوب أغلبه يبقى طيّ الكتمان ، على سبيل المثال ، هناك دول استطاعت بناء عواصم ومدن جديدة كاملة وعلى الطراز الحديث في غضون سنوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، في وقت ، أمانة عمان ووزارة النقل في الأردن 🇯🇴 ، مازالوا يحبون حبواً منذ سنوات لكي يتمموا ما بدأوا به من المرحلة الاولى للباص السريع ، ايعقل هذا ، ايعقل أن يدفع المواطن الأردني أضعاف ، أضعاف التكلفة التى تُدفع في أمريكا 🇺🇸 وفي خاتمة الحكاية لا يحصل على الدفء 🔥 . والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مفهومية العلاقة بين الإنسان والحقيقة / يوسف شعبان من فيلم (
...
-
المسألة الفلسطينية من الصراع المفتوح إلى العجز الكامل ...
-
المسألة الفرنسية الجزائري ، من المعقد إلى المركب ...
-
إدارة بايدن إزدواجية التعامل ...
-
إدارة بايدن ازدواجية التعامل ...
-
من كان السباق في أبتكار الرقص / البشرية أم الطيور ...
-
الثورجيون السابقون واللاحقيًن ، أتباع روبسبيار ...
-
المعنى الحقيقي للسيادة عند رسول الاستقلال ( خوسيه مارتي ) ..
...
-
الحزن العراقي / انعكس ذلك على الشعر والحنجرة .
-
شريكة الحكم والدم / ميانمار الجغرافيا العصية على الإتحاد .
-
الصراع المتواصل بين الديمقراطية الليبرالية والاستقراطية اليم
...
-
تونس الجديدة / صراع بين الاخوة الديمقراطيون على مراكز القوى
...
-
ماذا يريد نتنياهو من الهند ... بعد الشرق الاوسط والمغرب العر
...
-
بعد الشرق الاوسط والمغرب العربي وصولاً لافريقيا ، ماذا يريد
...
-
بين القديم والحديث ، عالم يتغير لا يعترف باللبوث ...
-
اختيارات الرئيس الأمريكي بايدن دلالة على إستراتيجيته الخارجي
...
-
خمسمائة عاماً حتى تمكنت إمبراطورية التاج إقامة دولة اسرائيل
...
-
إذا وجد المخرج الجيد يمكن ايجاد عمل مميز ..
-
بعد يهودية الدولة تخطو الصهيونية بخطى ثابتة إلى المملكة السل
...
-
الربيع الأسود أي زمن هذا ...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|