أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - طالب الوحيلي - القضاء العراقي ومتطلبات الواقع الجديد














المزيد.....

القضاء العراقي ومتطلبات الواقع الجديد


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 11:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لاشك ان القضاء يعد المرآة الصادقة التي تعكس دون لبس واقع البلاد ولعل الذي قيل عن احد الساسة العالميين حين استلم ادارة بلاده ،وهي تغرق في الفساد والخراب انه استفسر عن مؤسستين لا ثالث لهن فيما اذا اجتاحها الفساد ام لا ،وحين اطمأن الى نجاتهما من ذلك الوباء، تفاءل كثيراً وابلغ محيطيه بان البلاد بخير ما دام القضاء لم تطاله تلك الآفة الشيطانية ،فضلاً عن التربية والتعليم .فالقضاء العادل النزيه الخالي من كل شائبة هو باب اصلاح كل ما تهدم وتهتك لكن الكارثة في العهد المقبور، كانت في دهاليز القضاء وخصوصاً (القضاء السري).او الوجه الخفي لدولة المنظمة السرية الذي اميط عنه اللثام فبان للعيان مدى الجرائم التي ارتكبت عبر هذه المؤسسة ،من خلال المحاكم الخاصة ومحكمة الثورة سيئة الصيت وغيرها، فيما تكمن اوجه الفساد في القضاء العلني من خلال تفشي الرشوة والمحسوبية والعلاقات الخاصة بين القضاة والخصوم ،وقد افرزت ساحة القضاء العراقي عدة فئات من القضاة، منهم القضاة الذين اشتهروا بالعصامية واحترام مهنتهم وتقديسها باعتبارها تكليفاً دينياً قبل ان يكون مهنياً ،وقد تلاشي جل هؤلاء بين التقاعد او الوفاة او الاقالة او السجن، وفئة عرفت بالذكاء والفطنة لكنهم ضعفوا امام رغبات وحاجات الحياة القاسية بعد ان تدنت رواتبهم ومستوى الخدمات المتوفرة لهم حتى تساووا مع ابسط موظفي دوائرهم، وبذلك انهارت تلك القيم والمثل التي حملوها واستمرأوا السحت للاسف،وكانهم امام مقطع مشهور لاحمد معطي حجازي اذ يقول(في هذا العالم المليء بالاخطاء مطالب وحدك ان لا تخطيء..)ومن طرائف القضاء في ذلك العهد ان قاضي محكمة ايجار الرصافة قد صدر بحقه حكم بتخلية الدار التي يسكنها من قبل محكمة ايجار الكرخ،أي انه طبيب يداوي الناس وهو عليل، اما الفئة الاخطر فهم القضاة الذين تمرسوا في محاكم الطاغية واصدروا ابشع الاحكام وضد ابناء شعبنا من حجز وسجن واعدام، فكانوا مصدر شريعة القتل المقنن وبذلك فانهم يتحملون اوزار ما حكموا في الدنيا الاخيرة..
بعد سقوط الحكم الصدامي، كانت اول بوادر البحث عن معالجة صائبة كهذه المؤسسة بما تحمله من نذير لا نقول شؤم بل قلق كبير من معالجة الفساد الاداري والانفلات الامني.. وقد وضعت لذلك معالجات خطيرة منها اجتثاث بعض القضاة الذين شاعت ممارساتهم الخاطئة او الذين شملوا بقانون اجتثاث البعث فيما جرى تعيين اعداد جديدة من القضاة على امل سد الفراغ الحاصل نتيجة استشهاد بعضهم بسبب انفلات الوضع الامني الذي طال القضاة انفسهم، او بسبب اتساع رقعة الدوائر القضائية واختصاصاتها الجديدة..الخ، ان ما فقده القضاء العراقي خلال العقود الاخيرة السابقة لسقوط الطاغية، من استقلالية ادت الى النيل من نزاهته وتردي كفاءته وانحطاط سمعته وشفافيته حتى صار الجزء الضعيف من السلطة التشريعية والتنفيذية الفاسدة بدل ان يتمتع باستقلالية مطلقة تكفلها الدساتير، ناهيك عن ان الدستور المؤقت الذي تختبئ وراءه السلطة هو مجرد حبر على ورق وعرضة لاهواء الطاغية يغيره كيف شاء ويبدله او يطبقه كيف ما يريد.
فكان لابد من العمل لاعادة القضاء الى مكانته الحقيقية التي ينبغي ان يكون عليها شرعاً وقانوناً،كسلطة مستقلة لا سلطان عليها الا القانون وذلك من خلال التقيد باحكام الدستور العراقي الدائم الذي تكفل للقضاء ارقى المبادئ التي تجعله اهم سلطة مستقلة في العراق، وايجاد الضمانات الكافية لحماية هذا الاستقلال وصيانته، والحيلولة دون كل ما يؤثر على سير العدالة، فضلاً عن تطهير الاجهزة القضائية المختلفة من العناصر الفاسدة وتطبيق اقسى العقوبات بحق كل من تسول له نفسه المساس بهيبة القضاء وسلطانه.
ولان القاضي هو مصدر الحكم العادل ومثال تحقيق العدالة فقد فكان لابد من رفع مستواه المعيشي بصورة تليق بهذه المهنة الشريفة وما يجب ان يوفر للقاضي من متطلبات الحياة من امن وسكن وخدمات تجعله محصنا عن الحاجة للناس.
وليست النزاهة هي معيار رقي القضاء فحسب وانما يجب ان تتوفر الكفاءة في القضاة وفي بقية اجهزة هذه السلطة ،والسعي الى تطوير الكوادر القضائية بما يتلاءم ويرتقي الى مستوى الرقي الحضاري الذي بلغه القضاء العالمي، من حيث الشؤون الفنية والمعلوماتية والادارية ،وعلى مستوى المنشآت العمرانية،ووضع الخطط العلمية المناسبة لتوفير المناخات المتطورة عبر الابنية التي تليق بهيبة ورهبة القضاء ،بعد ان افتقرت ابنية المحاكم العراقية في بغداد والمحافظات الى ابسط مظاهر الرقي التي بلغتها افقر دول الجوار .
كما ينبغي تطوير المناهج التدريسية لكليات القانون والمعاهد القضائية،واعادة النظر باساليب التدريس والاهتمام بالاساليب التطبيقية بما يتلائم والواقع المهني على صعيد القضاء والادعاء العام والمحاماة ، والاهتمام بمهنة المحاماة كجزء لا يتجز من القضاء كونه القضاء الواقف .



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة ارشيف حي
- جبهة قتل منظم من الكوفة الى جنوب لبنان
- لا بديل لفيدرالية الوسط والجنوب
- بانوراما الرعب العراقي حدود بلا حلول
- قوات حماية المنشئات ميليشيات حكومية!!
- مستحقات واستحقاقات في جوهر العملية السياسية
- إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!
- متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!
- تجليات في زمن الانتصار والخوف من المجهول
- محاور حادة في هشيم الحدث اليومي
- جدلية الصراع والانتصار عبر طوفان الدم العراقي
- اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الدستور الدائم
- جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي
- موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة
- مصرع الزرقاوي بين الحدث وتكتيكات المستقبل
- رافضة) الظلم والاستبداد أقوى من كل قوى الظلام)
- جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - طالب الوحيلي - القضاء العراقي ومتطلبات الواقع الجديد