محمد أبو مهادي
الحوار المتمدن-العدد: 6832 - 2021 / 3 / 5 - 13:31
المحور:
القضية الفلسطينية
بعض التسريبات أفادت أن جهاز المخابرات التابع لرئيس السلطة الفلسطينية ويرأسه ماجد فرج، يدفع باتجاه تشكيل قوائم انتخابية مستقلة، إلى جانب القائمة الرسمية التي ستشكلها حركة فتح، لضمان ان لا تذهب أصوات الناخبين لقائمة اصلاحي فتح الذي يتزعمه محمد دحلان ويعارض سياسات عباس ويشكل له أزمة كبيرة منذ سنوات.
جهاز المخابرات استند في هذا التوجه الى تجربة الانتخابات المصرية، والتكتيك الذي اتبعته جماعة الإخوان خلال انتخابات الرئاسة المصرية، عندما دفعت بترشيح أكثر من شخصية اخونجية لخوض الانتخابات، لتضمن السيطرة على كل أصوات جمهور الإخونجية، وتحجب الأصوات الغاضبة من انصارهم عن الخصوم.
تكتيك جهاز المخابرات الفلسطينية ساذج إلى حد ما، ويراهن على خطة اعلامية وقانونية من عدة سيناريوهات، وهدف واحد، وهو ضمان عودة أصوات انصار فتح لفتح عباس داخل البرلمان، والسعي المنظم لتقليص تمثيل إصلاحي فتح داخل المؤسسة التشريعية، ولا مشكلة لديهم في انتخابات الرئاسة، حيث يوجد تفاهم ضمني مع حماs على دعم عباس - اتفاق الرجوب والعاروري، وان تعذر قيامها بفعل ذلك لاعتبارات داخلية فلا مشكلة من تعطيل الانتخابات الرئاسية وضمان عدم اعتراض حماs، وهنا تنتفي الاخطار من مروان البرغوثي، ولا مشكلة عند عباس ان تحدث أحد عن دعم مروان لانتخابات الرئاسة كشعار اعتراضي يبرر وجود قوائم متعددة من فتح، وهذا ما فعله ناصر القدوة الذي بدأ أوّل غزواته بالهجوم على اصلاحي فتح، ورفع شعار دعم البرغوثي.
يتساءل الكثيرون من ابناء الشعب الفلسطيني عن مصدر الصحوة والجرأة في قرار ناصر القدوة بالخروج عن قائمة حركته الرسمية، ومقاطعته لاجتماعات لجنتها المركزية، ودعوته المفاجئة لتغيير النظام السياسي رغم انه يسير حسب القواعد التي وضعها هذا النظام، بل صمت عن كل جرائمه طوال السنوات الماضية، وهذا التساؤل يدعم فرضية خطة جهاز المخابرات، خصوصا ان القدوة شخصية غير صدامية ولا يحتمل نتائج الاختلاف مع احد.
من جهتي، ادعو القدوة وكل من يفكر بالخروج عن قائمة عباس للعدول عن قرارهم لما يحمله هذا القرار من سذاجة عالية، ولا يشفع لكم عند الناس صمتكم عن كل الجرائم السياسية والأخلاقية على مدار سنوات حكم عباس، بالمناسبة، انكشف امر عبد المنعم ابو الفتوح وحازم أبو اسماعيل، ويدفعون ثمن الخديعة.
#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟