صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6829 - 2021 / 3 / 2 - 00:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يكاد يبت المرء في انه لا يوجد بلد في العالم فقد كل مسوغات البقاء مثل العراق، بلد انهكته الحروب والحصارات والاحتلالات، وهو اليوم يحتضر، بل انه يلفظ أنفاسه الأخيرة، فمستقبله مجهول، والمشاريع والسيناريوهات الامريكية-البريطانية-الإيرانية-التركية وغيرها الكثير قائمة، صحيح كل مشروع وسيناريو يختلف عن الاخر، لكن في المحصلة النهائية هي مشاريع تفتيت وتدمير ما تبقى.
اليوم هذا البلد تحكمه زمرة من المافيات والعصابات والميليشيات الإسلامية والقومية، وشيوخ عشائر ورجال دين إسلاميين، تشرف على هؤلاء جميعهم دول إقليمية ودولية، هذه الدول "زوقت وجملت ورونقت" هذه العصابات والميليشيات ب "رئيس جمهورية" و "مجلس نواب" و "مجلس وزراء"، هذه المجالس والمناصب لا يؤخذ بأي من قراراتها او قوانينها، انها شكلية محض، لأن رؤساء هذه المجالس والوزراء والنواب هم قادة ميليشيات او يتبعون لميليشيات، وهم أيضا لشرعنة عمليات النهب والسرقة والفساد والقتل التي تقوم بها الميليشيات والعصابات والمافيات.
لكن، ورغم كل هذه الحقائق، التي أصبحت واضحة للقاصي والداني، الا انهم يصرون على ان العراق "دولة ذات سيادة" وهذه أسخف نكتة قد تسمعها في حياتك؛ لنتخيل كيف تكون "السيادة" نكتة مضحكة جدا؛ "ايرج مسجدي" السفير الإيراني في العراق يصرح ان "على تركيا ان تحترم حدود العراق" اليست هذه نكتة؟ بل و "قوية"، سفير دولة اجنبية يتحدث لدولة اجنبية أخرى عن احترام حدود "الدولة" التي يمثل بلاده فيها، لا يقف الامر عند هذا الحد، "فاتح يلدز" السفير التركي في العراق يرد على السفير الإيراني في العراق: "إيران آخر من يعطينا درسا في احترام حدود العراق" اليست هذه نكتة "اقوى"؟ تتفاعل النكتة أكثر، الخارجية الإيرانية تستدعي السفير التركي في طهران لتبلغه احتجاجها، الخارجية التركية تستدعي السفير الإيراني في انقره لتبلغه احتجاجها، الكاظمي يشكل لجنة تحقيق في مقتل متظاهرين.
هذه أيها السادة قصة "السيادة" في العراق، انها تشبه كثيرا قصة "هيبة الدولة"، تستعرض الميليشيات في الشوارع لحفظ "هيبة الدولة"، يقطع اذني "رئيس الوزراء" لحفظ "هيبة الدولة"، قتل المتظاهرين وخطفهم وتغييبهم وتعذيبهم لحفظ "هيبة الدولة"؛ وفي الأخير ينتهي البلد، يتفتت المجتمع، وهذه هي نهاية النكتة.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟