أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شريعة الغاب في زمن الإرهاب















المزيد.....

شريعة الغاب في زمن الإرهاب


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 477 - 2003 / 5 / 4 - 14:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

تحتفل الدولة الإسرائيلية هذه الأيام بذكرى الكارثة كما يسمونها،أي ذكرى القهر والمعاناة وما تعرض له اليهود في أوروبا من اضطهاد وقمع وقتل وشطب من الحياة. ولا يمكن أن تكون هذه الأيام عادية لأنها ليست عادية بل أياما حزينة وكارثية، قام خلالها النازيون بقتل اليهود وغيرهم من المواطنين في أوروبا. فكان يكفي لقتلك أيا كانت ديانتك تهمة بسيطة يوجهها لك عملاء جهاز الغيستابو النازي. وبهذه المناسبة التي لا تغيب عن بال أي أوروبي والتي تلازم وتلاصق كل يهودي في العالم وأينما وجد، والتي تشمع بها كل المطالب الإسرائيلية من الدول والحكومات والشعوب والأمم. حيث أن تجرأ أحد هؤلاء وقال ما لا تريد أو تحبذ إسرائيل سماعه، سرعان ما تفتح أبواب الكارثة لتعيد تكرار الأسطوانة التي تأخذه إلى معسكرالموت الجماعي أو مباشرة إلى جهنم وبؤس المصير. بهذه المناسبة يحضرنا التاريخ الحديث الذي ولد مع اغتصاب فلسطين وولادة كيان إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا النازية وحليفتها اليابان بعد استعمال أمريكا للقنبلة الذرية ومن ثم صعود نجم القارة البعيدة والقوة الفتية,أمريكا اليانكية وكذلك بروز قوة الاتحاد السوفيتي بزعامة ستالين. فقد ترافقت نهاية الكارثة العالمية وبالأخص قسمها اليهودي مع بداية كارثة أخرى رهيبة كانت تنتظر الشعب الفلسطيني في أرضه" وأتفق على تسميتها فيما بعد بالنكبة"، بحيث كان المتربصون بالشعب والأرض الفلسطينية يعدون العدة لتنفيذ مآرب وأهداف الحركة الصهيونية العالمية في إقامة وطن قومي لليهود، يكون عبر تجميعهم في فلسطين ومن ثم إقامة الدولة اليهودية على تراب فلسطين العربية. وكان لوعد وزير خارجية بريطانيا الاستعمارية آرثر بلفور الذي تعهدت به حكومة صاحبة الجلالة البريطانية للحركة الصهيونية بالسماح لها ومساعدتها على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، الأثر الأكبر في تسريع وتشجيع عملية إعادة  تكرير التاريخ بطريقة صهيونية،جعلت من سلب ونهب الأرض عبر مصادرتها أو شراءها ومن ثم عبر احتلالها بالقتال أو بقرارات دولية شجعت على التقسيم ومن ثم شرعته والآن تتجاهله ولا تتذكره خوفا من عذاب الكارثة، جعلت منه أمر واقع.. وبعد أن فرضت إسرائيل الحديثة والدخيلة على المنطقة سلطانها وهيمنت على كل فلسطين العربية بالقوة الحربية والسياسية والدبلوماسية المسنودة والمدعومة من كل أعداء العرب والعروبة وفي مقدمتهم بريطانيا وأمريكا وفرنسا والاتحاد السوفيتي الحديث العهد آنذاك وكل الذين كان لهم مواقف انتهازية أو عدائية شجعت على هزيمة الفلسطينيين والعرب وانتصار ونجاح الحركة الصهيونية الغريبة عن المنطقة وأهلها وسكانها وناسها وعاداتها وتقاليدها ومناخها وترابها، في احتلال فلسطين وإقامة كيان إسرائيل. ومنذ تلك الساعة التي نشأ فيها كيان إسرائيل وضاع الوطن الفلسطيني بين إطماع الكيان الغريب والوليد من رحم الكارثة اليهودية- الأوروبية، وبين عجز وقلة حيلة وضعف وهشاشة الأنظمة العربية، بدأت معاناة الشعب الفلسطيني الذي تهجر وتشرد وأبعد بالقوة وبالكوارث المفتعلة صهيونيا والمسكوت عنها دوليا،كما بالمذابح وسياسة التصفية والتطهير العرقي التي اتبعتها المجموعات السياسية المسلحة التي تألفت منها الحركة الصهيونية،هذه التي بدورها احتلت و استولت على البلاد وطردت العباد. فالكارثة الأوروبية وهي عامة في أوروبا ولم تكن حكرا على يهود ذاك أو هذا البلد فقط بل طالت ملايين الأوروبيين أيضا من غير اليهود، فتم تعذيب وسجن وقتل المسيحيين والمسلمين والشيوعيين واليساريين والغجر والشواذ والمعوقين وغيرهم من أبناء أوروبا، كما أنها طالت بالأضافة لليهود الذين ميزتهم يد الإجرام النازية عن غيرهم، كافة سكان أوروبا وبالأخص الشيوعيين الأوروبيين،الذين كان بين اليهود مجموعة هامة منهم، أي من هؤلاء الشيوعيين ولكنهم قتلوا أو أعدموا أو اقتيدوا للمعسكرات ليس لأنهم يهود بل لأنهم وقبل كل شيء كانوا شيوعيين ويساريين وهذا بحد ذاته كان يستحق عقوبة الموت في الأعراف النازية. نعتقد أنه لا يحق لدولة لم تكن بالأصل موجودة يوم قهر اليهود وعذبوا أن تقول أنها مسئولة عنهم وتطالب بتعويضات لهم وبحقوقهم لكي تستولي عليها،لأن القضية هي ملك وحق شخصي لكل ضحية من ضحايا النازية، فهم كانوا رعايا لدولهم وأبناء لأهاليهم والأهالي والدول تلك أجدر بتلك المطالب والمسئولية والتعويضات.أما بالنسبة للفلسطيني الذي لا ذنب له بما حل باليهود في أوروبا فأن الكارثة الحقيقية والفعلية التي يحس بها ويجب عليه أن يحسها أكثر من غيرها هي كارثته الوطنية والإنسانية التي تسببت بها إسرائيل أولا وأخيرا.لأن إسرائيل الدولة والكيان قامت بفضل كارثتين الأولى كارثة اليهود في أوروبا والثانية كارثة الشعب الفلسطيني في النكبة، وأما الشعب الفلسطيني الذي لازال ومنذ 55 عاما مضت مشردا أو محتلا وبلا وطنه وخارج داره وأرضه أو يخضع للأحتلال المباشر في عقر داره، فله الحق في إقامة دولته المستقلة وفي حريته الطبيعية وفي تعويض وأعتراف اسرائيلي بتحمل المسئولية التاريخية والاخلاقية عما حل بهذا الشعب من عذاب وظلم وتشرد وضياع وحرمان. وليس من المعقول أن تعوض اسرائيل عن ضحايا النازية بينما ترفض الأعتراف بما أقترفته يداها بحق الشعب الفلسطيني ولازالت تقترفه حتى يومنا هذا.الإرهاب وشريعة الغاب في اسرائيل عنصران اساسيان من عناصر التعامل الاسرائيلي مع الشعب الفلسطيني.

من هنا فأن محاسبة إسرائيل يجب أن تكون عالمية وحقوق الفلسطينيين يجب أن تعاد ويجب تعويض الفلسطينيين عما لحق بهم من ظلم وقهر وتشرد وحرمان وإرهاب منظم وغير منظم على مر السنوات الطويلة الماضية، منذ النكبة الكبرى التي ولدت بولادة دولة إسرائيل في فلسطين وحتى يومنا هذا حيث يمارس أبناء وأحفاد الذين أقاموا تلك الدولة الغريبة نفس الأعمال الشنيعة التي قام بها آبائهم أبان حرب استقلالهم وحرب نكبتنا وغربتنا المستمرة.

فبينما يحتفل رئيس اسرائيل موشيه كتساف في بولندا بذكرى الكارثة التي حلت باليهود يقوم شارون بالاحتفال بها عبر قتل وترويع الناس في المناطق الفلسطينية المحتلة، فوحدات الإرهاب الإسرائيلي التي تلبس اللباس الرسمي لجيش الدفاع الإسرائيلي الذي أصبح جيش عصابات ورعاع وإرهابيين وقتلة مأجورين، تتقدم بدباباتها ومشاتها مسنودة من الطائرات والمروحيات في أحياء غزة السكنية، فتقتل وتجرح العشرات لكنها بنفس الوقت تجد مقاومة وروح صمود ومواجهة عالية، حيث أبدى السكان وأبناء الانتفاضة مقاومة ترفع الرأس جعلت جنود إسرائيل يدفعون أيضا الثمن،مع أن الفارق بين أعداد القتلى والجرحى بين الطرفين كبير جدا، ألا أن هذا الشعب الذي لا يملك سوى سلاحه البسيط والخفيف وإرادته النضالية العالية أثبت أنه لن يكون لقمة سائغة في فم الدبابات الصهيونية المفترسة. وهنا يحق للشعب الفلسطيني الذي عبر منذ البداية ومن قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة عن مخاوفه من خارطة الطرق الأمريكية أن يحفظ مقاومته ويصونها ويحميها ويرد الغربان عنها ويوجه تحذيره الشديد لكل من يريد المساس بها، لأنها هي القوة التي تقف بمواجهة الاحتلال وهي وحدها التي تقاوم الإرهاب الإسرائيلي في غزة والضفة. وهي القوة الشعبية والجماهيرية المسلحة بالحقوق الوطنية وبالبندقية التي وجدت لتدافع عن الشعب الفلسطيني وترد العدوان عنه لا لتقمعه وتصادر روحه وإرادته الكفاحية العالية. وهذه البندقية تزول عندما يزول السبب الذي جعلها تظهر للعلن بعد غياب طويل ترافق مع عملية السلام وإن كانت عملية عليلة وبائسة لم يكتب لها النجاح لأنها عملية تقطيب وتخدير لا تعالج المرض بالأصول الطبية الحديثة. وعملية أوسلو التي دفنتها الرصاصات التي أودت بحياة الجنرال رابين ومن ثم الأساليب الوحشية والكارثية التي تعاملت بها إسرائيل مع الشعب الفلسطيني وانتفاضته الحالية ما عادت الحل الأنسب والأضمن، بل هناك قرارات الشرعية الدولية التي تعتبر أفضل الحلول الممكنة،هذا إذا ما تذكرنا بأن إسرائيل نفسها موجودة وقائمة بفعل تلك القرارات وتلك الشرعية الدولية. نحن أيها السادة نعيش في زمن شرعت فيه إسرائيل قوانين الغاب والإرهاب، حتى أن أمريكا التي كانت تتغنى بالديمقراطية ،تماما كما تغنت ولازالت تتغنى بها إسرائيل، استفادت من خبرات إسرائيل في الإجرام والإرهاب وقامت وتقوم بممارسة التجارب الإسرائيلية في العراق المحتل. في هذه الأيام وحيث تحيي إسرائيل ذكرى الكارثة وقتلاها الأبرياء، ترفض نفس تلك الدولة الإفراج عن جثة أسير لبناني توفي في السجن بعد أن قضى فيه 15 عاما متتالية وكان الأسير اللبناني محمد حسن برو توفي في السجن قبل أكثر من شهر وطالبت عائلته بجثته لكن السلطات الإسرائيلية رفضت إطلاق سراح الجثة لتستطيع عائلته دفنها بشكل يليق بكل ميت أو شهيد. ومعروف عن إسرائيل أنها تعتقل لغاية الآن آلاف الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في ظروف غير إنسانية صعبة،كما أنها تقيم مقابر سرية تعرف بمقابر الأرقام حيث يتم حجز وسجن الشهداء لقضاء مدة سجنهم ومنها ما يصل لمئات السنين. هل هناك كارثة أكبر من هذه الكارثة الحية والتي اسمها دولة شريعة الغاب والإرهاب؟ بالتأكيد لا يوجد ما هو أبشع من هذه الكارثة وهذا الوجود غير المحمود



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شريعة الغاب في زمن الإرهاب