مفهوم المادية

سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 6828 - 2021 / 3 / 1 - 17:53
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

تشكل المادية مذهباً فلسفياً ، يفسر العالم الذي نعيشه عبارة عن تكوين مادي بحت ، لذا فانها لا تؤمن بقوى الغيب الخارجة عن الذات المادية ، والماديون يؤمنون باسبقية المادة (الطبيعة ، الكون ، الوجود) على الفكر (الروح ، العقل ، الوعي) ، وهي تعد الفكر مشتقاً في اصله من المادة .
لقد ظهرت المادية كنقيض للتصورات الروحية والدينية ، وهي مضادة على وجه العموم للاعتقاد بوجود اله خالق .. لذلك فهم يرفضون كل ماله علاقة باصل الخلق ، وتجد نفسها بعيدة عن المجال الاخلاقي ، وتدعو إلى : " أن الشيء الوحيد الذي يجدر بالانسان أن يسعى اليه هو الخيرات المادية التي توجد في الطبيعة ، واذا ما كف الانسان النظر إلى السماء فانه سيحول من ارضه إلى جنة " .فضلا عن ذلك فانها تدعو إلى تبني الخصائص الآتية :
- تحصر حاجات الانسان في الماديات .
- تجعل المال سيدا ومعبودا .
- تطلق العنان للغرائز والشهوات والملذات وتهمل الروحانيات والقيم الانسانية النبيلة .
- تعتقد أن الفكر الروحاني والديني معرقل لحركة التطور .
- تجد أن اصلاح الانسان تكون باصلاح بيئته .
وتوجد العديد من البنى الفكرية والمعرفية التي تتبنى الفكر المادي منطلقاً في نظرتها للانسـان ، ومن ابرزها وتوجد العديد من البنى الفكرية والمعرفية التي تتبنى الفكر المادي منطلقاً في نظرتها للانسـان ، ومن ابرزها :-
أ.فلسفة (توماس هوبز) : الذي يعتقد بان الكائنات الحية شبيهة بالآلات الميكانيكية فالقلب مثلا كالزنبرك والاعصاب كالخيوط والمفاصل كالعجلات .. والدولة عبارة عن آلة بالغة الضخامة … وقد استبعد (هوبز) موضوع الاله الخالق من نظامه الفلسفي ، باعتبار أن الله ليس موضوعا من موضوعات العلم وانما هو من موضوعات الاديان .
ب.المدرسة السلوكية : التي استنبطت انموذجها السلوكي من خلال قوانين المادة الفيزيائية ، وتعد الجسم الساكن يظل ساكنا ما لم تؤثر فيه قوة من الخارج ، فالانسان لا يتصرف من تلقاء نفسه بل يخضع لمؤثرات خارجية مفروضة عليه . أن السلوكية تطرح المادة وتعتبرها المصدر الوحيد لتفسير السلوك الانساني ، فالانسان قطعة هامدة من المادة لابد من تحريكها بقوة خارجية ، ويرى (واتسن) : أن الانسان بوصفه نتيجة طبيعية للمادة التي جبل منها ، لذا فان التعلم هو الذي يعيد صياغته.

#سعد_سوسه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات