أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - إلى أين تمضي يا عراق














المزيد.....

إلى أين تمضي يا عراق


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1624 - 2006 / 7 / 27 - 00:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قد يكون العراق اليوم بكل محافظاته وأستثني منها الشمالية أشبه بجبهة قتال بحيث لا يكاد الشخص يخرج من بيته متوجهاً إلى مكان عمله إلا وقد قام أهله بالإتصال به لأكثر من عشرة أو عشرين مرة وعندما يعود هذا إذا عاد فيستقبله الأهل وكأنه راجع من سوح الوغى بعد غياب طويل .
قد أكون مبالغاً في وصفي هذا لكن هذه هي حقيقة بلدي المؤلمة فنحن العراقيين ننام وأصابعنا على زناد البندقية ونصحو صباحاً بعد نوم متقلب ومزعج نترقب الشارع من حولنا ومن خلفنا ومن فوقنا وتحتنا لعل أحدهم يتربص بنا , نقوم بكل هذا قبل أن نخرج من بيتنا .
وإذا خرجنا ومعناه إن الشارع كان خالياً من المظاهر المسلحة وهذا الأمر نادر جداً فندعو من الله أن نصل إلى أعمالنا سالمين وأن يجنبنا شر المفخخات والمفخخين , وعند إنتصاف النهار نبدأ بالتفكير بكيفية العودة إلى البيت مجدداً ونحسب حساب الطرق كلها أي هل يوجد إشتباك مسلح في هذه المنطقة أو هل في الأخرى توجد نقاط سيطرة لمليشيات تقتل على الهوية وعلى الطائفة أم هل سوف نركب الباص الذي ربما ينفجر بنا ونحن في الطريق الى البيت من جراء زرع عبوة بداخله أم هل بإستطاعتنا أن نركب باص الموظفين الذي ربما يستهدف من قبل الجماعات المسلحة .
أسئلة وأسئلة تشغل بال الإنسان العراقي مهما كان عمله ومهما كان مركزه لأن العراقي مستهدف سواء أكان عامل بناء أم كان رئيس وزراء فكلهم سواسية عند القتلة وكلهم يشعرون بنفس الخوف والقلق من القادم .
وبعد عودتنا الى البيت نبدأ بإستيضاحات روتينية من العائلة عن من قتل أو خطف أو هُجر من المنطقة ونبدأ بغلق الأبواب والنوافذ ولا نترك أطفالنا يخرجون حتى إلى حديقة المنزل خوفاً من الرصاص المتساقط هنا وهناك .
ونبدأ بالإستعداد لليل الذي لا يخلو من الزوار وبكافة أشكالهم من المتطرفين إلى الإرهابيين إلى المليشياويين إلى قوات الجيش والشرطة إلى القوات الأمريكية وطائراتها .... وقد يكون الزائر للبيت في الليل جماداً كقذيفة مورتر أو كاتيوشا فتتخيل نفسك وكأنك في بيروت الآن بصفة مدني لبناني أو أحد قادة حزب الله أو أحد الإسرائيليين في حيفا .
هذا هو واقع اليوم العراقي من بدايته إلى نهايته , قلق دائم وإزعاج مستمر وخوف منقطع النظير من كل شيء , لماذا أصبحنا هكذا ولماذا اصبح بلدنا مرتعاً للمتطرفين والسراق وعصابات المافيا والقتلة , هل لأن الإحتلال موجود ؟ أم لأن الشعب العراقي لا يستطيع العيش بدون دكتاتور ؟ أم لأن الوعي الإجتماعي والثقافي والتفكير المستقبلي العراقي قد تم نسفه منذ عقود ؟ .
جوابي على هذه الأسئلة بمجملها ( نعم ) , لكني أشدد على السؤال الثالث .
إن الشعب العراقي اليوم لو أجرينا إحصائية ثقافية لأفراده لوجدنا إن نسب التراجع الثقافي العراقي نسباً مخيفة تنذر بما هو أسوء من الحالي ... ولو قارنا العراق ثقافياً في مرحلتين الأولى في بداية القرن ومنتصفه والثانية منذ سيطرة البعث ولحد اللحظة لوجدنا فرقاً كبيراً .
إن المجتمع العراقي سابقاً كان أقرب الى المجتمعات المثقفة أما اليوم فلا نرى سوى ثقافة العنف والسلاح والقتل , سابقاً كان المفكرون كثر والآن لا نجد أحداً منهم سوى في مواقع الإنترنت أو الأخبار وهم خارج البلد , سابقاً كان العراقي يعرف معنى الإنسانية أما اليوم فهو لا يفقه منها شيئاً , وهذا طبعاً كنسبة لأنها لو خليت قلبت .
فالأدلجة الفكرية التي إتبعها نظام صدام أو البعث بشكل عام مسحت الفكر العراقي بشكل كبير وزرعت بدله فكراً دخيلاً متمثلاً بتمجيد القائد الضرورة والخوف منه والتضحية في سبيله لا في سبيل الوطن وغيرها كثير .
وبعد أن أتى الإحتلال والذي هو لا يفرق شيئاً عن الدكتاتورية إلا بالشكل فقط , أتت معه كل الأفكار المسلحة والعنيفة والدموية فتارة نراها مقاومة وأخرى نراها مليشيا ومرة إرهاب ومرة مافيات ومرة ومرة ومرة .
وأصبح الإنسان العراقي بين هذه المسميات تتقاذفه يميناً ويساراً فجعلته يتخبط ولا يركز كما يفعل العالم المتحضر بأمور تهم بلده وحياته وحياة الأجيال القادمة من بعده في التحضر والتطور والتثقيف ونبذ العنف والتبادل السلمي للسلطة والمعرفة بحقوق الإنسان ومراعاة الأقليات وفصل الدين عن الدولة و إحترام الآخر ورأيه .
هذه الأمور أراها اليوم في العراق وكأنها حلم ولا وجود لها على أرض الواقع لأني لا أرى من يرعاها لأنه هو أيضاً منشغل كباقي العراقيين بالأمور التي أسلفنا ولا وقت لديه لمثل هذه الأمور التي تعتبر حالياً في العراق أمور ثانوية .
فالمسؤول منشغل بمليشياته وجماعته المسلحة وطائفته وفريقه الديني والسياسي وكم معه من عتاد وهو لا يعي ما يحدث أو إلى أين يمضي بالعراق وشعبه وبكل تلك الطوائف والمكونات .
يجب الإنتباه إلى قادم الأيام وما تحمله لنا من أشياء أقول هذه الكلمات عسى أن أجد لها أذناً صاغية وقلباً يتسع لكل البلد لا لطائفة أو عرق ...
أقول قولي هذا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ...



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزيرة... بين النفاق وإنعدام الخلق الصحفي
- يا عرب إستعدوا للكارثة فهناك -بطل- جديد للأمة !!
- فسحة أمل عراقية
- الكآبة العربية
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر وسام - إلى أين تمضي يا عراق